برعاية

بعد أن فرض شروطه على الجامعة ... هل ينجح معلـول مع المنتخب؟ بعد أن فرض شروطه على الجامعة ... هل ينجح معلـول مع المنتخب؟

بعد أن فرض شروطه على الجامعة  ... هل ينجح معلـول مع المنتخب؟   بعد أن فرض شروطه على الجامعة  ... هل ينجح معلـول مع المنتخب؟

من شبه المستحيل أن يحصل الاتّفاق في رياضة مبنيّة على الجدل مثل كرة القدم. وقد كان من المنطقي أن نختلف حول طرق تسيير الـ»نّسور»، وأسماء اللاّعبين المدعوين للدّفاع عن النّجمة والهلال، والمدربين المتعاقبين على قيادة المنتخب آخرهم نبيل معلول. لكن بمجرّد أن تدقّ ساعة الجدّ، ويعزف النّشيد الوطني نقف جميعا خلف الفريق. وهذه الحقيقة أثبتتها النّسخة الأخيرة من الـ»كان» عندما شدّ أبناء «كاسبرجاك» انتباه كلّ التونسيين بفضل الأداء الباهر أمام الجزائر والزّمبابوي وذلك قبل الانهيار ضدّ بوركينا، وإغضاب الجمهور.

ولا شكّ في أنّ أحبّاء المنتخب - وفيهم كثرة تحفّظت على قرار تعيين معلول وليست مجرّد مجموعة فايسبوكيّة كما قال رئيس الجامعة - ستطوي صفحة الأحزان، وتساند كعادتها الفريق الوطني شرط أن ينجح في كسب الرّهان منذ الامتحان الأوّل الذي سيجمعنا بالشّقيقة مصر يوم 11 جوان. ولن يبخل الجمهور كذلك بدعم منتخب بلاده متى أظهر ربّان السّفينة أنّه «تاب» من اختلاق المشاكل، وأنّه عائد بروح جديدة، وعزيمة شديدة على تحقيق الحلم الأكبر وهو العبور إلى المونديال.

أشرنا في أعداد سابقة إلى أنّ مراد العقبي هو الأقرب للانضمام إلى الإطار الفني الموسّع للمنتخب. وقد تحوّل فعلا هذا النبأ السّار إلى حقيقة حيث أنهى مراد مهامه مع «الستيدة» بعد الاطمئنان على مصيرها في رابطة «المحترفين»، والتحق رسميا بالفريق الوطني. وعلى الأرجح أن يباشر اليوم عمله. ولئن احترزنا بصفة علنيّة على بعض الأسماء الموجودة في تركيبة الإطار الفني للـ»نّسور» لأسباب يطول شرحها، فإنّ قرار تعيين العقبي كمساعد لمعلول لا يمكن إلاّ أن يبعث على الارتياح خاصّة في ظلّ الخبرة الميدانية التي راكمها مراد كلاعب وكمدرّب ناجح، وطموح. ونعتقد أنّ بصمة الرّجل مع «الستيدة» تختزل لوحدها الكفاءة العالية للعقبي الذي لبّى نداء الواجب، ورحّب بالاشتغال مع معلول في المنتخب. وقد وعد العقبي بأن يضع عصارة تجاربه ليساهم من موقعه في نجاحات الفريق الوطني. والأجمل من ذلك أنّ العقبي لم يناقش أبدا مسألة توزيع الأدوار. ولم يشترط مثلا الحصول على مركز المساعد الأوّل للمدرّب فاسحا المجال لأهل الحلّ والعقد للفصل في هذا الملف. بقي أن نشير إلى أنّ الإطار الفني الجديد - القديم للفريق الوطني سيجتمع في غضون ساعات مع رئيس الجامعة وديع الجريء لرسم خارطة طريق للتوجّهات العامّة للمنتخب، والأهداف المنشودة وهي بالأساس ضمان انطلاقة واعدة في تصفيات الـ»كان» أمام ضيفتنا مصر، و»ترويص» «الفهود» الكونغوليّة في المواجهة المكرّرة (وربّما الحاسمة) على درب التأهل إلى مونديال روسيا 2018.

معلول يتّعظ من درس «كاسبرجاك»؟

من العيوب الكبيرة للمدرّب المعزول «كاسبرجاك» خضوعه لأوامر الجامعة بشكل أدّى إلى «اضعافه» في مرحلة أولى ثمّ اسقاطه من منصبه في مرحلة ثانية. ويبدو أنّ الوضع سيكون مختلفا مع خليفته معلول الذي فرض إلى حدّ الآن على الأقل خياراته سواء على مستوى التّسميات المتعلّقة ببعض المساعدين أمثال نادر داود، ومراد العقبي، أو أيضا على صعيد البرمجة حيث تعامل نبيل بصرامة مع ملف الملعب الأمثل لاحتضان لقاءات المنتخب في المستقبل. وأصرّ على الرجوع إلى رادس لما فيه من منافع فنيّة، وفوائد جماهيريّة علاوة على أنّه يظلّ المسرح الأنسب للمنتخب (وذلك ما كان «لومار» واعيا به). كما رفض نبيل إجراء مقابلة وديّة تسبق مواجهة الأشقاء المصريين في تونس لحساب الجولة الافتتاحيّة من تصفيات «كان» 2019 في الكامرون. وأغلق معلول بذلك الباب في وجه بعض الأطراف التي تتحرّك لإقامة لقاء ودي مهما كان الثّمن: أي حتّى لو أضطرّ المدرّب إلى الاستعانة بصفة مؤقتة ببعض الأقدام المحليّة التي يعرف في قرارة نفسه أنّها لا تصلح لتقمّص الأزياء الوطنيّة. وقد كان تفسير معلول واضحا في هذا الموضوع. وأكد أنّه لا فائدة ترجى من خوض مباراة وديّة طالما أنّ فيلقا من عناصرنا الدوليّة ستشغلهم في تلك الفترة التزاماتهم مع فرسان تونس في المسابقتين الإفريقيتين.

من شبه المستحيل أن يحصل الاتّفاق في رياضة مبنيّة على الجدل مثل كرة القدم. وقد كان من المنطقي أن نختلف حول طرق تسيير الـ»نّسور»، وأسماء اللاّعبين المدعوين للدّفاع عن النّجمة والهلال، والمدربين المتعاقبين على قيادة المنتخب آخرهم نبيل معلول. لكن بمجرّد أن تدقّ ساعة الجدّ، ويعزف النّشيد الوطني نقف جميعا خلف الفريق. وهذه الحقيقة أثبتتها النّسخة الأخيرة من الـ»كان» عندما شدّ أبناء «كاسبرجاك» انتباه كلّ التونسيين بفضل الأداء الباهر أمام الجزائر والزّمبابوي وذلك قبل الانهيار ضدّ بوركينا، وإغضاب الجمهور.

ولا شكّ في أنّ أحبّاء المنتخب - وفيهم كثرة تحفّظت على قرار تعيين معلول وليست مجرّد مجموعة فايسبوكيّة كما قال رئيس الجامعة - ستطوي صفحة الأحزان، وتساند كعادتها الفريق الوطني شرط أن ينجح في كسب الرّهان منذ الامتحان الأوّل الذي سيجمعنا بالشّقيقة مصر يوم 11 جوان. ولن يبخل الجمهور كذلك بدعم منتخب بلاده متى أظهر ربّان السّفينة أنّه «تاب» من اختلاق المشاكل، وأنّه عائد بروح جديدة، وعزيمة شديدة على تحقيق الحلم الأكبر وهو العبور إلى المونديال.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا