برعاية

ربيكا لو... سفيرة إنجلترا لكرة القدم في الولايات المتحدة

ربيكا لو... سفيرة إنجلترا لكرة القدم في الولايات المتحدة

عندما كانت طفلة في غرب لندن، اقتصر تطلع ريبيكا لو ببساطة على أن تحذو حذو والدتها، جوديث، وتمتهن التمثيل. إذن، كيف انتهى بها الحال إلى مقدمة برامج رياضية في شبكة تلفزيونية أميركية تحظى بمشاهدة أسبوعية واسعة بمختلف أرجاء أميركا؟ أجابت لو في حديثها مع «الغارديان» منذ فترة قريبة: «عشقت كرة القدم منذ سن صغيرة للغاية، واعتاد والدي اصطحابي معه لمشاهدة مباريات. هذا تأثير والدي».

يذكر أن والد لو، كريس لو، عمل مقدم برامج في «بي بي سي نيوز» على مدار فترة طويلة حتى تقاعده عام 2009. وعليه، فإنها مع انضمامها للمشاركة في تغطية مباريات الدوري الممتاز في قناة «إن بي سي سبورتس» كمذيعة عام 2013، كانت بذلك تسير على نهج عائلتها التي سبقتها إلى الحقل الإعلامي.

علاوة على ذلك، فإن لو متزوجة منذ قرابة أربع سنوات من بول باكل، لاعب إنجليزي سابق ومدرب يتولى حالياً تدريب فريق ساكرامنتو ريبابليك ضمن منافسات البطولة المصنفة كدرجة ثانية في أميركا وقد أنجبا ولداً يدعى إدوارد كريستوفر، أو تيدي. وعليه، تضطر لو في الوقت الراهن إلى الانتقال جواً من منزلها قرب بحيرة تاهو بولاية كاليفورنيا إلى استوديو قناة «إن بي سي» في ستامفورد بولاية كونيتيكت، حيث تتولى تقديم برنامج مباشر يعرض تغطية قبل انطلاق المباريات وبين الشوطين وبعد المباراة، وغالباً ما تكون هذه التغطية في الصباح بسبب ظروف فرق التوقيت.

الواضح أن اللكنة الإنجليزية التي تتحدث بها لو تضفي مصداقية على التغطية التي تقدمها «إن بي سي»، لكنها أكدت أنها تحاول أن تتصرف على سجيتها فحسب ـ ولا تعمد إلى تسليط الضوء على جنسيتها أو التقليل منها. وفي هذا الصدد، قالت: «الانتقال من العمل في التلفزيون البريطاني إلى الأميركي يحمل في طياته ما يكفي من تحديات. ونحن من جانبنا لا نحاول التظاهر بصورة غير حقيقية لنا». بطبيعة الحال، يملك الدوري الإنجليزي الممتاز تقاليد راسخة يفتقر إليها الدوري الأميركي. ومع ذلك، قالت لو: «بإمكاننا تثقيف الآخرين دون أن يبدو في الأمر أي نزوع إلى التعامل باستعلاء. إنني فخورة للغاية بما حققناه. ونشعر في الوقت الراهن أننا نحقق التوازن المناسب».

كانت لو قد حققت نجاحاً كبيراً في عملها. وقد وقعت اتفاقاً مع «إن بي سي» لتمديد عقدها ست سنوات أخرى العام الماضي، الأمر الذي يبقيها في وظيفتها الحالية حتى عام 2022. أيضاً، عملت لو مقدمة برامج معنية بتغطية فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية خلال عامي 2014 و2016. ومن المقرر أن تعاود المشاركة بدورتي عامي 2018 و2020 و2022. وأكدت لو أنها تعشق دورة الألعاب الأوليمبية لكونها مختلفة عن التيار الرئيس السائد من برامج. ومع ذلك، تظل لو الوجه المميز للقناة فيما يتعلق بتغطية الدوري الأميركي الممتاز. وفي سؤال لها حول ما إذا كانت قد شعرت بأنها سفيرة فعلية لكرة القدم الإنجليزية داخل الولايات المتحدة، ضحكت لو وأجابت: «الدوري الممتاز يمثل المنتج، وهو قادر على الترويج لنفسه بسهولة كبيرة. أنا مجرد رسول فحسب».

من ناحية أخرى، لا تعد هذه الجولة الأولى التي تقوم بها لو داخل الولايات المتحدة، ذلك أنه أثناء السنة الفاصلة بين إنجازها دراستها الثانوية بمدرسة «نوتينغ هيل آند إلينغ» والالتحاق بجامعة إيست إنجاليا، درست في أكاديمية ميرسزبرغ، في جنوب وسط ولاية بنسلفانيا.

الملاحظ أن لو تعد بالفعل من مشجعي كرة القدم. بالنسبة لوالدها، فكان من مشجعي كريستال بالاس على مدار فترة طويلة من حياته، وكثيراً ما كان يصطحب ريبيكا وشقيقها أليكس لحضور مباريات. يذكر أن أليكس يعمل حالياً مراسلاً رياضيا لدى صحيفة «التايمز» البريطانية. ومع ذلك، لم تفكر لو في محاولة تجريب العمل كمذيعة حتى عام 2002. عندما قررت التقديم في إعلان وظيفة نشرته «بي بي سي» للبحث عن مراسل جديد بمجال كرة القدم، وذلك بعد تخرجها في الجامعة. واختارت في ذلك الوقت ألا تكشف عن أن والدها كان يعمل مقدم نشرة إخبارية لدى «بي بي سي». وعن هذا، قالت: «لم أدر ما إذا كان ذلك أمراً جيداً أو سيئاً».

وبعد تفوقها على قرابة 650 شخصا آخرين تقدموا إلى الوظيفة، لا تزال لو تذكر عندما أشار أحد موظفي «بي بي سي» إلى صلة والدها بالشبكة التلفزيونية، وقال: «حمداً لله أنك لم تخبرينا عن هذا الأمر. لقد سعد المسؤولون بأنني لم أخبرهم عن ذلك». وبالفعل، عملت لو مراسلة بمجال كرة القدم لحساب «بي بي سي» طيلة خمس سنوات. وكانت واحدة من ثلاثة مراسلين كلفتهم الشبكة بمهمة تغطية فعاليات بطولة كأس العالم في ألمانيا عام 2006. وبعد عامين قضتهما في وظيفة مشابهة لدى قناة «سيتانتا سبورتس»، انتقلت للعمل لدى «إي إس بي إن» داخل المملكة المتحدة عام 2009. وشاركت في تغطية الشبكة للدوري الممتاز من إنجلترا.

ولدى انتهاء تعاقدها مع «إي إس بي إن المملكة المتحدة» عام 2013. لم تكن لو على ثقة في رغبتها في الاستمرار في العمل كمقدمة برامج. وعن ذلك الأمر، قالت: «كنت قد بدأت أشعر بأنني لا أستمتع بالأمر بالقدر الذي كنت أتمناه».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا