برعاية

بالإسباني | رأس حربة الريال: 3 مشاكل وحل افتراضي!

بالإسباني | رأس حربة الريال: 3 مشاكل وحل افتراضي!

هل يلجأ زيدان لحل جوراديولا القديم؟

رؤية | طه عماني | فيس بوك | تويتر

عاش ريال مدريد هذا الموسم في خضم نقاش حاد حول هوية رأس الحربة الذي يجب أن يشغل مركزًا أساسيًا في تشكيلة زين الدين زيدان، إذ بعد تراجع مستوى الفرنسي كريم بنزيمة خاصة في قدرته على الحسم أمام المرمى، تعالت الأصوات التي طالبت بمنح فرصة لألفارو موراتا الذي يُقنع كل ما شارك مع الفريق، وما أهدافه الـ15 في الدوري الإسباني من أصل 24 لقاءً خاضهم سوى دليل على ذلك.

النقاش لم يتوقف عند ذلك الحد، فهناك من أصبح يرى أن كريستيانو رونالدو بات جاهزًا لتغيير مركزه بشكل نهائي واللعب كرأس حربة، وهو مركز حسب اعتقاد فئة من مشجعي الفريق الملكي يتناسب تمامًا مع مؤهلات النجم البرتغالي الذي عاد ليكون ماكينة أهداف بعد أن سجل 8 مرات في آخر 3 مباريات في دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ وبعدها أمام أتلتيكو مدريد.

وما بين الرأي والرأي الآخر، ظهرت حجج جلها منطقية ويُمكن الاعتداد بها، فمن يُدافع عن أحقية كريم بنزيمة في المُشاركة كمُهاجم أساسي يرتكز في ذلك على الدور التكتيكي الذي يلعبه خارج منطقة الجزاء، والذي يُفيد كريستيانو رونالدو كثيرًا في دور المهاجم المتحرك الذي يفضل بداية المُباراة على الطرف ثم التحول للعمق والاقتراب أكثر من المرمى.

من يُعطي ذلك التبرير (غير الخاطئ في المجمل) يرى أيضًا أن ألفارو موراتا -ورغم مُعدله التهديفي المميز- لا يتناسب وطريقة لعب كريستيانو رونالدو الجديدة، والتي تحتاج رأس حربة يتحرك بشكل جيد خارج منطقة الجزاء، إلى مُهاجم يوثره على نفسه (كما يحصل مع بنزيمة مثلًا) ويلعب من أجل فتح المساحات له، وهو أمر لم يُظهر الدولي الإسباني إلى اليوم قدرة كبيرة على القيام به.

أما الموالون لألفارو، فحجتهم الظاهرة هي أرقام ألفارو موراتا التي لا يُمكن التغاضي عنها أبدًا أمام المرمى، فمهمة رأس الحربة تبقى قبل كل شيء إيداع الكرة في الشباك، وفي هذا الشق، يُمكن القول بأن لاعب يوفنتوس السابق يكتسح كريم. ألفارو يُسجل بمُعدل 1.07 هدف في كل 90 دقيقة يلعبها، أما الفرنسي فلا يُسجل سوى بنسبة 0.47 هدفٍ في كل 90 دقيقة يخوضها.

نعم، أدوار كريم تُبعده عن المرمى وربما أيضًا يخوض مباريات أصعب وبضغوط أكبر من زميله ألفارو، لكنني أنا وأنت نعلم جيدًا الكم الكبير من الفرص السهلة التي أضاعها بنزيمة هذا الموسم وأحيانًا في لحظات حاسمة. قد تكون جيدًا في الأدوار التي تلعبها خارج منطقة الجزاء، لكنك في نهاية المطاف رأس حربة، ودورك الأول يجب أن يكون التسجيل بغض النظر عمّا تقوم به من مهام أخرى.

ثم هناك رأي آخر يرى أن الوقت قد حان ليلعب كريستيانو رونالدو كرأس حربة، وأن يترك الجهة اليُسرى للاعب أكثر قدرة على القيام بالمهام الدفاعية في الرواق، أكثر سرعة وأقل تفكيرًا في المرمى، لكنه أمر لا يبدو أنه سيتحقق قريبًا، على الأقل في حقبة زين الدين زيدان، فهذا الأخير خرج مؤخرًا بتصريح يتحدث فيه عن مركز الدون داخل رقعة الميدان، فقال «رونالدو حقق ما حققه من إنجازات وهو يلعب على الجهة اليُسرى، وذلك أمر لن يتغير حتى اعتزاله كرة القدم. صحيح أنه أصبح يدخل أكثر لعمق منطقة الجزاء، لكنه يبقى دائمًا بالنسبة لي لاعبًا على الرواق الأيسر وهو يفيدنا كثيرًا بحكريته وقدرته على تغيير المراكز»

تلك نقطة مهمة أيضًا، فنقطة قوة رونالدو في رأيي تبقى كامنة في عدم اكتفائه باللعب في مركز واحد طيلة المُباراة، وهو ما يجعل توقع تحركاته أمرًا أكثر صعوبة على المُدافعين، كما أنه يستفيد كثيرًا من تحركات زملائه من أجل إيجاد المساحات، وثباته في مركز رأس حربة سيجعل إيقافه مهمة أكثر سهولة كما أن المساحات في العمق عادة ما تكون أقل بكثير من الأطراف.

ما الحل إذن؟ في عالم مثالي، الحل سيكون التعاقد مع لاعب يجمع بين مواصفات ألفارو موارتا وكريم بنزيمة، أي لاعبٍ يجمع بين التحرك المميز خارج منقطة الجزاء، الضغط على قلوب الدفاع بعد فقدان الكرة والقدرة على النزول إلى الطرفين مع امتلاك حس تهديفي عالي يخوله تسجيل عدد أهداف مميز كما يحصل مع موراتا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا