برعاية

فلاش باك| لقد كبرت معك يا روني

فلاش باك| لقد كبرت معك يا روني

أصوات كثيرة خرجت تنادي برحيل واين روني قائد مانشستر يونايتد عن صفوف الفريق، أصوات من المحللين والمتابعين ومن بعض جماهير الشياطين الحمر أيضاً.

بقلم    {محمود ضياء}      تابعه على تويتر

"روني يقترب من ويستهام" "اليونايتد يسعى لإدخال روني ضمن صفقة لوكاكو" "أموال الصين تخلص روني من جحيم مورينيو"

من منا لم يقرأ مثل هذه العناوين في أكثر من مناسبة وكم من مشجع لمانشستر يونايتد أحس بالحزن لاقتراب رحيل قائد الفريق ولن أذيع سراً حين أقول أن بعض مناصري الشياطين الحمر يتمنون رحيل روني.

قبل أن تبدأ في قراءة هذ المقال فأنت أمام رأي شخصي ممتزج بمجموعة من الذكريات يتفق أغلب جيل التسعينات في معظمها.

عاصرت العديد من النجوم طوال ثمانية عشر عاماً إذا تحدثنا عنهم فسيستمر الحديث لأيام وعاصرت من جاء شاباً ليصنعه اليونايتد نجماً ويرحل عن الفريق ولكن “واين روني” سيظل الأسطورة الأبرز التي عشتها منذ البداية كفتى ذهبي حتى أصبح قائداً للفريق.

حين انتقلت لصفوف مانشستر يونايتد وأنت لم تبلغ عامك التاسع عشر بعد ولم يكن قد مر على وفاة والدي إلا أربعة أشهر، لم أكن أعلم من هو هذا الفتى الذي جاء ليلعب وسط فان نستلروي، دييجو فورلان، اولي سوشلكاير، لويس ساها، ولكني عرفته بعد أول مباراة لعبها بالقميص رقم 8 أمام فناربخشة، ثلاثية أحسستها كهدية من الفتى الذهبي لي بعد عيد ميلادي الثالث عشر بيومين وكانت بداية لرحلة طويلة لأسطورة ستظل خالدة في قلوب العديد من مشجعي الفريق.

بدأت مشوارك مع الفريق في الدوري بهدف أمام أرسنال في وقت الصراع بين الفريقين لتدخل قلوب المشجعين بسرعة ولن ينسى أحد احتفالك الجنوني أمام جمهور ليفربول في الأنفيلد وليس غريباً عليك يا صديقي فقد تربيت على كره ليفربول منذ الصغر، عانى الفريق من فقدان البطولات في أول موسمين ولكننا عدنا لنحقق الدوري ورغم توديع دوري أبطال أوروبا أمام الميلان في نصف النهائي فلن أنسى انطلاقتك في الدقيقة الأخيرة لتنهي تمريرة من ريان جيجز في شباك ديدا وينفجر بعدها الأولد ترافورد فرحاً.

كنت دائماً مقاتل في الملعب متحمساً من أجل شعار الفريق، فكنت فعلاً “فتى ذهبي” بكثير من الحماس والقتال ولا مانع من بعض الطيش والانفعال طالما أنه من أجل الشعار.

أنت الثابت و هم المتغيرون

بدأ الفريق الموسم التالي باستقدام كارلوس تيفيز ليُكٍون معك ومع رونالدو ثلاثي ناري ، وبرغم الإصابة التي أبعدتك عن الفريق في أكثر من مرة إلا أن بريق الرقم “10” الجديد أضاف لك قوة جديدة وعدت أكثر عنفواناً من أجل الفريق، كنت الحلقة الأضعف في هذا الثلاثي بابتعادك عن مكانك المفضل في منطقة الجزاء ولكن لا مانع طالما الشيطان الأحمر يفوز سواء أهداف روني أو بتمريرات روني الحاسمة لينهي الفريق الموسم بلقب الدوري واللقب الأغلى دوري أبطال أوروبا.

نُضجك وتفضيل مصلحة الفريق على تعطشك لتسجيل الأهداف جعلني أحس بالنضج في حياتي الشخصية أيضاً ولا غريب في ذلك فقد شائت الصدف أن أبدء دراستي الجامعية في نفس العام، سيناريو الموسم التالي لم يختلف في أي شيئ أكثر من خسارتنا لنهائي دوري أبطال أوروبا.

رحل بعدها رونالدو وتيفيز عن الفريق وانضم بيرباتوف للفريق، بدأ الحديث عن انتهاء اليونايتد بدون رونالدو وتيفيز وكبر سن أغلب عناصر الفريق، ليأتي وقتك لتتحمل مسئولية الفريق فبعد خسارة الدوري نجحنا في الفوز بالكأس قبل أن نعود و نحقق الدوري من جديد ونخسر دوري الأبطال من جديد أمام برشلونة ولكن الصدمة جاءت بعد نهاية الدوري.

طلبت الرحيل من الفريق بسبب عدم التعاقد مع صفقات قوية، انتفضت وقتها غضباً وأحسست أنك كل تلك النجاحات ستنتهي وأن الفتى الذي بدأت أراه قائداً للفريق سيذهب تاركاً كل ذلك خلفه، لكنك عدت لتجدد تعاقدك مع الفريق ليبدأ الفريق الموسم بنتائج جيدة حتى جاءت سداسية السيتي لتهز جدران الفريق وتبدأ الصحافة الإنجليزية في الحديث عن عرض من السيتي لضم روني مقابل 65 مليون باوند، وكعادتك لم يأتي ردك إلا في الملعب ومن قلب ملعب الاتحاد بعد بداية ميركاتو الشتاء بثمانية أيام، ثنائية في قلب ملعب الاتحاد وكان الاحتفال واحد، روني ينطلق بجنون في ملعب الاتحاد ليقبل شعار اليونايتد أمام جماهيرهم.

“الفتى الذهبي لم يعد فتى بل أصبح قائداً وملهماً لليونايتد” تعليق تحدث به المعلق فهد العتيبي ليروي تطور واين روني في هذا الموسم فبرغم خسارة الفريق للدوري في الثانية الأخيرة إلا أن تطور روني وتحمله لمسئولية الفريق كان واضحاً فلعبت في أغلب المباريات كمهاجم ثانٍ وأحياناً كلاعب وسط ولكن لا مشكلة طالما الفريق يحق الانتصارات.

استقدم الفريق روبن فان بيرسي من أرسنال في صفقة مدوية لتستمر في لعب دور المهاجم الثاني ولاعب الوسط وتبتعد من جديد عن عشقك المفضل لمنطقة الجزاء وبدأت تلوح الخلافات من جديد بينك وبين السير بعد الإصرار على تغيير مركزك وارتفعت حدة الأزمات بعد بقاءك على دكة البدلاء أمام ريال مدريد ليودع الفريق البطولة وينتهي الموسم بلقب الدوري ثم اعتزال السير.

لن أتحدث بالجديد عندما أقول أني أحسست وقتها بفقدان الأب فمنذ بداية حياتي لم أرى إلا مدرباً واحداً للفريق ليخرج فجأة مؤكداً اعتزاله.

“المصائب لا تأتي فرادى” خرجت بعدها لتطلب الرحيل من الفريق وتتحدث الصحف عن تقديمك لطلب انتقال، وبالفعل بدأت فترة قيادة ديفيد مويس كلاعب بديل مع عرض قوي من العائد جوزيه مورينيو لضمك لصفوف تشيلسي ولكن كعادتك انتهى كل الأمر بتجديد تعاقدك مع الفريق وتقديم مباراة قوية أمام تشيلسي انتهت سلبية.

قدم الفريق موسم كارثي تماماً ولكنك استعدت جزء من بريقك مع انخفاض مستوى فان بيرسي، ولكن الأمر كان واضحاً..واين روني فقد حاسة التهديف بشكل كبير كما أن الطيش والاندفاع قد هدأ تماماً فروني لم يعد فتى بل أصبح حامل شارة قيادة الفريق الأعظم في انجلترا، وبنفس الصدفة فبداية تولي روني قيادة الفريق وازدياد الجزء العقلاني في شخصية روني كنت قد نِلتُ شهادة تخرجي الجامعية لأبدأ أنا أيضاً في تحمل المسئولية.

رحل مويس وأتى فان جال ولا جديد يحدث، مستوى فان بيرسي يتراجع ثم يرحل عن الفريق والأنظار تتجه لواين روني لينقذ الفريق من جديد ولكن لم يعد في مقدرة روني أن يعود لشغفه بمنطقة الجزاء فلم يكن هو من أبعد نفسه عن مكانه المفضل لثلاثة مواسم متتالية وتفرغ روني للعب دور لاعب الوسط بشكل أكبر.

بعد سنتين من الإخفاقات انتهت ببطولة كأس وحيدة تمت إقالة فان جال ليتولي مورينيو قيادة الفريق ويتعاقد بعدها مباشرة مع إبراهيموفيتش وكان السؤال الأبرز له: هل سيرحل واين روني؟ هل سيلعب في مركز الوسط؟

وكان رد مورينيو وقتها صريحاً: روني لن يستطيع أن يلعب في مركز المهاجم الصريح ولكنه لن يبتعد أيضاً عن منطقة الجزاء كثيراً

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا