برعاية

الهلال.. كبرياء التاريخ والأرض الخصبة لزراعة البطولات

الهلال.. كبرياء التاريخ والأرض الخصبة لزراعة البطولات

الهلال هو حاضرة وبادية البطولات، والأمواج المتلاطمة التي تنتج اللؤلؤ والمرجان لتتزين بهما الرياضة وتاريخه، والنادي "الملكي" الأزرق هو الراحة والسعادة الرياضية، والنخلة الشامخة التي تنتج اطيب الثمر، وجامعة العمل والإبداع التي تصدر كل متميز في اللعب والتدريب والإدارة، حتى تشجيع هذا النادي الآسيوي العملاق فيه فنون وجنون، وحلاوة الرياضة بكامل تفاصيلها منذ تأسيسه عام 1377هـ على يد شيخ الرياضيين السعوديين عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله-، أن تقول هلالي فهذا كاف لأن يضعك هذا التصنيف الرياضي في منازل "الكبار" ومنصات المتفردين بالعطاء والنجومية والكبرياء والشموخ، كيف لا وفريقك الوحيد الذي ربما لم يجلس رئيس على كرسي قيادته الكبير والمثير إلا وخرج وهو ملء السمع والبصر حاملا بيد بيرق الشهرة وتعلق الجماهير به وضمه ضمن الرموز وفي اليد الأخرى عدد البطولات والانجازات والتفرد التي لم يحظ بها رئيس غيره، في الأندية الأخرى ربما يبرز لاعب أو مدرب أو إداري وعضو شرف ليسرق الأضواء ويتزعم المشهد لو لفترة إلا مع هذا الهلال فهو من يتزعم المشهد الرياضي القاري في كل وقت، من أكبر مسؤول إلى أصغر مشجع وحتى بواب النادي وعامل الشاي مجرد أن يدلف بوابة الهلال فهو ضمن المشاهير و "الأبطال" نسبة إلى بطولات "الزعيم" المتنوعة والتي عاشها كل صغير وكبير، كلما ظن البعض أن ربيع الشجرة الزرقاء يقترب من "الخريف" إلا وعادت أكثر أخضرارا بالبطولات وارتفاع حجم الجماهير الموسومة بعشق "نادي القرن الآسيوي".

البارحة كان «الملكي» غير، حطم الأرقام في كل شيء، ومعظمها جاء على حساب منافسه النصر الذي لم يكن سيئاً ولكنه لم يستطع مواجهة الأمواج الزرقاء فكان غرقه بهزيمة تاريخية 5-1، والنتيجة التي دائماً ما تعبر عن شهية «الزعيم وغضبه عندما يريد العودة إلى المنصات بكل عنفوان.

الهلال لم يعد نادي اللعبة الواحدة والتميز الواحد والحضور المحدود على صعيد معين، ولكنه نادي التكامل الرياضي في الأداء والعمل والإنجازات والجماهير، لم يترك منجز رياضي محلي وخارجي إلا وشربت جماهيره ونجومه من كأسه العذب وطعمه اللذيذ، في التسمية الملكية هو الأول وبطل الدوري هو صاحب الرقم الأول والزعامة في الكؤوس الآسيوية، حتى عندما تتبدل اسماء البطولات فهو أول من يكون صاحب السبق، وتلك ميزة جٌبل عليها هذا النادي الشامل والرائع في كل شيء، وما يميزه أكثر أنه لا ينسى من خدمه اياً كان لاعبا أو إداريا أو رئيسا حتى اللاعبين غير السعوديين الذين يحترفون فيه لا يذهبون عن محيطه بعيدا بعد فك الارتباط الرسمي فيه، ونادرا ما يذهب المدرب أو اللاعب غير السعودي إلى أروقة "الفيفا" والمحاكم الرياضية للمطالبة بحقوقه، ومعظم من ارتدى شعاره تحول وكأنه مولود فيه أو أحد مؤسسيه، وهذا يعكس البيئة الزرقاء القابلة لزراعة الانتماء للنادي "الملكي" والتعلق فيه ولنا العبرة في نجيب الإمام والبرازيليين روبرتو ريفيلينو ومارسيلو تفاريس والروماني اميريل رادوي ومواطنه المدرب أولاريو كوزمين والسويدي كريستيان فيلهامسون والليبي طارق التايب والكويتيين جاسم الهويدي وبشار عبدالله وغيرهم من النجوم والمدربين الذين امتلأت صدورهم بعشق وحب الهلال.

إن تكون هلاليا فهذا يعني استمرار سعادتك الرياضية، ربما يتعثر لفترة ولكنه إذا نهض سيكون حديث الساحة واهتمام الإعلام وكل من له علاقة بالرياضة، كل شيء ينتعش في حضرته لأنه سيكون محور الاهتمام، وهناك برامج ووسائل إعلامية لا يمكن أن تعيش الحياة ولفت الانظار إليها إلا عندما تتحدث عن هذا "الهلال" الساطع في سماء الرياضة القارية، بل إن هناك برامج تكاد "تموت" من فشلها وسرعان دبت الحياة في عروقها والسبب النادي الأزرق الذي نال البارحة نجمته الـ55 على مستوى البطولات حسب معايير هيئة الرياضة الجديدة، اما بطولاته الأخرى التي لم تحتسب وفق هذه المعايير فمن الصعب عدها ولو اعتمدت ستحطم الرقم القياسي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا