برعاية

التريكوارتيستا، رقم 10 الأسطوري، لماذا اختفى من كرة القدم العالمية؟

التريكوارتيستا، رقم 10 الأسطوري، لماذا اختفى من كرة القدم العالمية؟

حلقة خاصة عن اللاعب رقم 10 الذي شكل كثيرًا من السحر والخيال في رياضة كرة القدم..

وجهة نظر تُخص الكاتب نفسه ولا تُعبر عن رأي الموقع..

صفحة الكاتب على فايسبوك   {حسين ممدوح} - تابعني على تويتر 

أصبح اعتماد الأندية في كرة القدم العالمية أقل على اللاعب رقم 10، فبخلاف أندية كآرسنال، دورتموند وباريس سان جيرمان والتي تُبقي على هذا الدور ولو حتى بشكله غير المثالي فإن مُعظم الأفكار التكتيكية الحديثة قلصت أو أخفت دور اللاعب الذي كنا نعرفه جميعًا بالتريكوارتيستا.

التريكوارتيستا بالإيطالية، صانع الألعاب بالعربية أو ما يُطلق عليه مؤخرًا في الإعلام باللاعب رقم 10 هو الدور الذي ظل منتشرًا لفترات طويلة في كرة القدم العالمية وإن خفت تأثيره والاعتماد عليه في السنوات الأخيرة. التريكوارتيستا هو العمود الفقري لأي فريق، يعمل على تغطية الكرات مع لاعبي وسط الميدان والبدء في الانطلاق بالكرة من منطقة وسط الملعب، يعمل كذلك على بناء اللعب من الخلف أحيانًا والتواجد كمهاجم ثانٍ في أحيان أخرى.

هناك أدوار عديدة للاعبي خط الوسط، كلاعب الارتكاز أو لاعب الوسط الدفاعي أو اللاعب "ألريجيستا" الذي يبني اللعب من الخلف وأوضح مثال على ذلك هو أندريا بيرلو في منتخب إيطاليا وسقراط في منتخب البرازيل.

لكن لاعب الوسط المهاجم "اللاعب رقم 10" الذي نقصده في مقالنا هذا هو الذي يستطيع لعب أكثر من دور، وهو الذي يتواجد بحرية في ثلاثة أرباع الملعب كما يسجل ويصنع الفارق في كثير من الأحيان، لذا فإن أبرز اللاعبين التريسكوارتيستا هم أساطير بحق.

كان أول لاعب قد تم اعتماده وخلق هذا الدور لأجله هو فالنتينو مازولا أسطورة تورينو في أربعينيات القرن الماضي والذي فرض طريقته في الملعب ليكون العقل بالنسبة للفريق، كان يتحرك في جميع الأماكن ويقود الهجمات المرتدة، كما أنه لعب دور المهاجم والهداف عندما تقتضي الحاجة، ظهر بعد نجم تورينو وإيطاليا الأوروجوياني ألبيرتو شيافينو والذي كان يُطلق عليه لقب "الفلفل" لحيويته الكبيرة على الميدان.

بدأ شيافينو مسيرته مع بينارول ثم تحول بعد ذلك لميلان الإيطالي بعد فوزه بكأس العالم، وظهر بشكل أميز على الساحة الأوروية مع فريق هونفيد المجري في الفترة ما بين 1952 و1956، ولكنه بأي حال من الأحوال لم يرتق للمرتبة التي وصل لها بوشكاش نجم منتخب المجر وريال مدريد.

بوشكاش ساهم في فوز ريال مدريد بمسابقة كأس دوري الأبطال عام 1960، كذلك ظهر اللاعب لويس دِل سول مع ريال بيتيش وريال مدرسد بنفس الدور، كما لعب لاحقًا ليوفنتوس وأنهى مسيرته في روما.

ظهر بعد ذلك الأسطورة بيلية الذي لعب بنفس الدور، فاز بعشرات الألقاب مع سانتوس البرازيلي وعتبر اللاعب الأكثر تكاملًا في كل العصور في لعب هذا الدور، فقد كان يملك كل الإمكانيات، المراوغة، التسديد من بعيد والتأثير على الفريق ككل بإحساسه الكبير داخل أرضية الملعب إضافة لقدراته البندية التي جعلته يلعب ضربات رأسية هائلة، كان ظاهرة وأسطورة حقيقية في هذا الدور وفي الرياضة جمعاء.

في هذه الفترة ظهر من جديد دور اللاعب رقم 10 في إيطاليا عبر ماريو كورسو لاعب الإنتر وبولجاريلي نجم بولونيا، ثم الأعظم في هذا الوقت (جياني ريفيرا) الولد الذهبي لميلان والذي كان فريدًا للغاية لخصائصه الفنية والتكتيكية الأنيقة.

التريكوارتيستا والكرة الشاملة، ثم..المعجزة الأرجنتينية

ثم أتت الثورة الحقيقة في كرة القدم عبر يوهان كرويف في أوائل السبعينيات ولعبه في هذا الدور مع أياكس ومع المنتخب الهولندي، لقد كان بمثابة "النبي" بالنسبة لزملاءه، ومعه تولدت كرة القدم الشاملة، بين أقدام هذا الهولندي النحيف، كذلك أهدتنا كرة القدم الفرنسية جوهرة كميشيل بلاتيني فاز 3 مرات بكرة القدم الذهبية ولعب هذا الدور على أفضل وجه ممكن، رغم قوة الدفاعات في المسابقة الإيطالية وتواجد النجوم في جميع الفرق آنذاك، كانت المنافسة قوية للغاية.

وظل بلاتيني هو التعريف الأروع للاعب رقم 10 "التريكوارتيستا" حتى جاء دييجو أرماندو مارادونا ليخطف جميع الأضواء من جميع اللاعبين، ليضيف بُعدًا جديدًا للاعب التريكوارتيستا، وهى الشخصية القوية، الخيال الذي لا يُمكن محاكاته وصنع معجزة بفوزه بالاسكوديتو مع نابولي.

اللاعب رقم 10 والكرة الحديثة

ظل دور التريكوارتيستا أساسيًا وحاسمًا للغاية حتى بداية الألفية الحديثة مع لاعبين ممتازين بل أن بعضهم يمكن أن يصل لمستوى الأساطير كروبيرتو بادجيو، زيكو، دِل بييرو، توتي، ريفالدو، روي كوستا وزيدان - التريكوارتيستا الديناميكي-.

لكن قبل 10 سنوات تغيرت خطط كرة القدم كثيرًا، وظهرت تعريفات جديدة لأدوار اللاعبين فتم استحداث دور لاعب الوسط "البوكس تو بوكس"، ولاعب الوسط الذي يبني ويرسم شكل الفريق من دائرة وسط الملعب ويُعرف باسم "الرومينج بلايميكار" والذي تكون أهم خواصه هى التمرير الدقيق بشكل طولي والرؤية الجيدة من الثبات لا الحركة -في أغلب الأحيان-، كما تطور مركز الجناح بصورة فائقة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا