برعاية

متى توفّر الدولة معالجة شاملة؟ ...غول العنف يكتسح ملاعبنا متى توفّر الدولة معالجة شاملة؟ ...غول العنف يكتسح ملاعبنا

متى توفّر الدولة معالجة شاملة؟  ...غول  العنف يكتسح ملاعبنا   متى توفّر الدولة معالجة شاملة؟  ...غول  العنف يكتسح ملاعبنا

ما حدث في رادس مساء الاحد اعطى صورة قاتمة عن كرتنا قبل 3 جولات من نهايتها واذا كانت هذه الاحداث متوقعة في ملاعبنا مع كل جولة تقريبا فان التعامل معها يطرح عديد الاسئلة في غياب مقاربة شمولية ورؤية واضحة لأزمة العنف في ملاعبنا، فلا سلطة الاشراف تدرك خطورة الوضع الذي وصلت اليه كرتنا ولا الجامعة التي فرّقت الاندية والجماهير قادرة على السيطرة على الوضع وهي التي اعتبرت ان احداث رادس الاخيرة تم تهويلها، فاتحة بذلك الباب امام انفلات المقود من ايدي الجميع ما يجعل الحلول «الأمنية» اكثر تعقيدا لان التجارب المحلية والعالمية اثبتت فشل التعاطي الامني مع احداث العنف بل هي عادة ما تولّد نوعا من ردّ الفعل الذي لا يخدم مصلحة احد.

يبدو ان وزارة شؤون الشباب والرياضة ممثلة في الوزيرة نفسها قد مرت بجانب احداث العنف في الملاعب بل انها خلطت بين ما يحدث في جبال الشعانبي وسمّامة وورغة وغيرها من اوكار الارهابيين وبين ما حدث في ملعب رادس مساء الاحد بمناسبة «دربي» العاصمة بين النادي الافريقي والترجي الرياضي عندما اعتبرت السيدة الوزيرة ان هذه الاحداث هي نوع اخر من الارهاب، وهو ما اجج نيران الغضب لتتحول الشكاوى الى رئاسة الحكومة، فهل يعقل ان يصدر تصريح بتلك الطريقة عن مسؤولة في الدولة اختلطت الامور عندها الى درجة نعت الجميع بالإرهاب؟... صحيح اننا جميعا ضد العنف وسبق ان طالبنا بإيقاف البطولة ام لزم الامر حفاظا على مصلحة العباد والبلاد، لكن ان يتم التعامل مع احداث مباراة كرة قدم بتلك الطريقة من التصريحات فهذا لن يزيد الامور الا تعقيدا، والمسؤول يكون مسؤولا عما يصدر من تصريحاته لان العنف اللفظي في بعض الاحيان ابلغ من العنف المادي.

أزمة العنف لا تنهيها الحلول الأمنية

الجانب الاخر من اشكال التعامل مع ازمة العنف في الملاعب عكسته بعض الصور المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تظهر محاولة تطويق احداث رادس بطريقة عقدت الامور والنتيجة جرحى في صفوف الجماهير والامنيين على حد السواء، وكأن الجميع يخطط لغلق الملاعب امام الجماهير في هذا الظرف الحساس من البطولة واذا كانت هناك نية في هذا الاتجاه فانه من الظلم حرمان جماهير بعض الفرق من مواكبة مبارياتها بسبب شغب جماهير اخرى وحتى قرار «الويكلو» في حد ذاته فانه يمثل مشكلا لكرتنا خاصة وانه سبق ان طبقنا هذا الحل ولم يأت بنتيجة. عموما ما حصل في ملعب رادس يتحمل مسؤوليته الجميع في انتظار نتائج التحقيقات التي ستفتحها رئاسة الحكومة لتحديد المسؤوليات واسباب تطور الاحداث بتلك الطريقة.

منذ ثورة 2011 اصبحت الرياضة وكرة القدم بالخصوص طريق معبدة للوصول الى كرسي السياسة والحال ان الرياضة والسياسة خطان لا يلتقيان نظرا لتضارب قيمهما، واليوم تعالت الاصوات من اجل الفصل بينهما حتى لا تصبح المعركة في الظاهر رياضية وفي الباطن سياسية، وكل الخوف ان يتحول العنف من الملاعب الى الشارع على غرار ما حدث في الفترة الاخيرة بين جماهير النادي الافريقي والترجي والذي مثل المنعرج الاخطر في مسار كرتنا.

ما حدث في رادس مساء الاحد اعطى صورة قاتمة عن كرتنا قبل 3 جولات من نهايتها واذا كانت هذه الاحداث متوقعة في ملاعبنا مع كل جولة تقريبا فان التعامل معها يطرح عديد الاسئلة في غياب مقاربة شمولية ورؤية واضحة لأزمة العنف في ملاعبنا، فلا سلطة الاشراف تدرك خطورة الوضع الذي وصلت اليه كرتنا ولا الجامعة التي فرّقت الاندية والجماهير قادرة على السيطرة على الوضع وهي التي اعتبرت ان احداث رادس الاخيرة تم تهويلها، فاتحة بذلك الباب امام انفلات المقود من ايدي الجميع ما يجعل الحلول «الأمنية» اكثر تعقيدا لان التجارب المحلية والعالمية اثبتت فشل التعاطي الامني مع احداث العنف بل هي عادة ما تولّد نوعا من ردّ الفعل الذي لا يخدم مصلحة احد.

يبدو ان وزارة شؤون الشباب والرياضة ممثلة في الوزيرة نفسها قد مرت بجانب احداث العنف في الملاعب بل انها خلطت بين ما يحدث في جبال الشعانبي وسمّامة وورغة وغيرها من اوكار الارهابيين وبين ما حدث في ملعب رادس مساء الاحد بمناسبة «دربي» العاصمة بين النادي الافريقي والترجي الرياضي عندما اعتبرت السيدة الوزيرة ان هذه الاحداث هي نوع اخر من الارهاب، وهو ما اجج نيران الغضب لتتحول الشكاوى الى رئاسة الحكومة، فهل يعقل ان يصدر تصريح بتلك الطريقة عن مسؤولة في الدولة اختلطت الامور عندها الى درجة نعت الجميع بالإرهاب؟... صحيح اننا جميعا ضد العنف وسبق ان طالبنا بإيقاف البطولة ام لزم الامر حفاظا على مصلحة العباد والبلاد، لكن ان يتم التعامل مع احداث مباراة كرة قدم بتلك الطريقة من التصريحات فهذا لن يزيد الامور الا تعقيدا، والمسؤول يكون مسؤولا عما يصدر من تصريحاته لان العنف اللفظي في بعض الاحيان ابلغ من العنف المادي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا