برعاية

دورتموند 2017.. فشل إداري مع مدرب شاب أكثر من اللاعبين!

دورتموند 2017.. فشل إداري مع مدرب شاب أكثر من اللاعبين!

يدخل توماس توخيل المدير الفني لبروسيا دورتموند مباراة إنقاذ الموسم ضد آينتراخت فرانكفورت في نهائي كأس ألمانيا بعد عبور غريمه ومضيفه بايرن ميونيخ بثلاثة أهداف لاثنين.

بدأ دورتموند الموسم والآمال كبيرة جدًا بعد ضمه 8 لاعبين إلا أن الأمور لم تسر كما يريد جمهوره وتحديدًا في البوندزليجا إذ تبددت أحلامه في المنافسة على اللقب الذي كان قاب قوسين أو أدنى منه في الموسم الماضي.

كيف انخفضت الآمال إلى هذا الحد وأصبحت الطموحات قبول ربع نهائي دوري الأبطال وكأس ألمانيا ومركز مؤهل للأبطال؟ وهل حقًا إمكانيات دورتموند الحالية تستطيع أن تذهب به إلى ما هو أبعد من ذلك؟

في اليوم ده 1978 - فوز جلادباخ على دورتموند 12 صفر لم يكف للتتويج بالدوري بالفيديو – لقاء مجنون.. دورتموند يصعق بايرن ويتأهل لنهائي كأس ألمانيا رسميا - دورتموند يجدد عقد نوري شاهين

الجواب يظهر في النقاط التالية.

- دورتموند استغنى عن ثلاثة لاعبين من أعمدته الفقرية في الصيف الماضي هم هنريك مختاريان وإلكاي جوندوجان وماتس هوملس. ضم عوضًا عنهم 8 لاعبين كل منهم لا يتخطى الـ25 عامًا.

جواب توخيل عن الصفقات قبل بداية الموسم ربما يوضح الرؤية للجميع إذ قال: "أشعر بأن الفريق جديد ولا أعرفه بعد". وفي هذا رسالة واضحة بأن الأمور على الأغلب لن تكون كالموسم السابق.

ففي الماضي كان الفريق مستقرًا مع كلوب لموسمين بنفس التشكيلة تقريبًا إلا زيادة أو نقصان لاعب او اثنين، الآن الوضع مختلف.

- ربما بالغت إدارة دورتموند خفض معدل أعمار الفريق من خلال الصفقات الجديدة إذ أن معدل الأعمار الحالي هو 25.3، في الوقت الذي فيه بايرن 27.8.

هذا يظهر في خبرة بايرن ميونيخ التي تنصره عند الضغوط، ويظهر في تصرفات عجيبة لديمبلي مثلًا الذي لا يتوانى عن إرسال التمريرات الخاطئة في الأوقات الصعبة أو محاولة المراوغة في أماكن لا يمكن فيها، أو في إيمري مور الذي طُرد بعد نزوله في مباراة هيرتا برلين أو أوباميانج الذي أضاع 18 فرصة محققة في مباريات صعبة.

والأهم من ذلك أن هذه الشباب افتقدت للقائد، فسواء شميلزر أو سوكراتيس (في ظل الغياب المستمر لماركو رويس) ، كلاهما لا يستطيعان القيام بنفس دور سيباستيان كيل سابقًا أو على أقدر تقدير ماتس هوملس الموسم الماضي.

- صحيح أن دورتموند ضم 8 لاعبين، إلا أن الإدارة لم تعوض الثلاثي الراحل. مارك بارترا ليس أبدًا هوملس. ماريو جوتسه ليس بديلا لمختاريان، والأهم من ذلك الاعتماد على كاسترو للقيام بدور جوندوجان كان جريمة يتحملها توخيل تحديدًا.

- توماس توخيل ربما يكون أكثر مدرب واعد في العالم حاليًا، لكن تشوبه شائبة قاتلة، ألا وهي عشقه الزائد عن الحد لبيب جوارديولا.

نعم جوارديولا مدرب عظيم لكن إيمانك به لدرجة تقليده بهذه الإمكانيات أشبه بالانتحار.

توخيل قلّد جوارديولا في كثير الأحيان، وكانت النتيجة قاسية وخسائر مريرة، فمثلًا الاعتماد على يوليان فايجل وحيدًا في منتصف الملعب أو طريقة 3/4/3 بصورة مختلفة عن الموسم الماضي نسبيًا وبنفس طريقة بيب في سيتي والنتائج كانت هزائم قاسية.

بالتالي فإن صاحب الـ 43 عامًا يتحمل جانبا ليس صغيرا من المسؤولية، وإن كانت الإدارة تتحمل المسؤولية الكبرى كوّنها كالعادة تفضل التعاقد مع شباب أو لاعبين ألمان عوضًا عن لاعبين أصحاب خبرة.

والدليل على ذلك طلب توخيل وشجاره الشهير مع الإدارة للتعاقد مع أوليفر توريس من أتليتكو مدريد وتفضيل الإدارة سيباستيان روده الذي حتمًا يقضي أيامه الأخيرة في سيجنال إيدونا بارك.

- من الناحية التكتيكية جرب توخيل خططًا كثيرة، 4/1/4/1 و 3/4/3، ربما النتائج كانت واحدة بهم. الأزمة الكبرى ليست في الرسم التكتيكي بقدر الفكر.

المبالغة الهجومية أحيانًا تكون ضارة جدًا، أو لتحقيق الفلسفة التي يسعى إليها ويفكر فيها فهو في حاجة إلى لاعبين من نوعية خاصة، بمعنى منتصف ملعب من الأبطال. لاعبون لديهم القدرة على قطع الكرات بنفس درجة القدرة على التمرير وصناعة اللعب، ودفاع قادر على بدء الهجمة بالشكل الصحيح، والأهم هجوم قادر على الضغط.. هل هذا في دورتموند الآن؟ بالتأكيد لا!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا