برعاية

مؤمنة: وجدنا «عجزاً» ورعايات «هزيلة مالياً»

مؤمنة: وجدنا «عجزاً» ورعايات «هزيلة مالياً»

رغم تاريخه الرياضي القصير منذ انخراطه في الإدارة الرياضية من خلال النادي الأهلي، إلا أنه استطاع وضع بصمته كأحد الأسماء الشابة التي استطاعت أن تقدم نفسها بشكل أكثر من رائع. فخلال تلك السنوات القليلة نجح في المهمات التي أوكلت إليه في أكثر من إدارة بالنادي الأهلي، ليكون أحد الأسماء التاريخية في عودة النادي لسكة الأمجاد، مما أهله ليكون واحدا من بين أربعة أعضاء حظوا بثقة المجتمع الرياضي بدخولهم مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.

عبدالإله مؤمنة، ومنذ أن تسلم مهماته كمسؤول مالي بالاتحاد السعودي، يعمل على إعادة هيكلة الإدارة المالية، التي كانت محل اهتمام الوسط الرياضي بقراراته السريعة.

مؤمنة، حل ضيفا على «عكاظ»، وتحدث عبر حوار مطول عن جميع المواضيع، ووضع النقاط على الحروف، فجاء حديثه ساخنا وشيقا ومشوقا للمهتمين بالشأن الرياضي.. نترككم مع مؤمنة وحديث كشف الحقائق:

• بداية، كيف ترى الأمور المالية داخل الاتحاد السعودي؟

•• الجميع يتفق على أن الملف المالي من الملفات المهمة جدا، مما يتطلب إعادة الاعتمادات المالية وتقنينها وفق المرحلة الحالية. ونحاول أن نواكب الحراك الرياضي الذي اعتمد الكثير من اللوائح والتنظيمات المالية لإعادة هيكلة النظام المالي للرياضة السعودية، بهدف توضيح الموقف المالي بشفافية تامة.

• لكنكم أظهرتم مخاوف كبيرة من الوضع المالي، حتى أنكم اتهمتم الاتحاد السابق؟

•• لم نظهر تخوفا بقدر ما وضعنا تصورا كاملا عن الوضع الحالي أمام كل الرياضيين، ليساعد مجلس الإدارة على العمل المؤسساتي، كون المرحلة القادمة هي مرحلة الخصخصة، التي يتطلب أن نكون جاهزين لها من جميع النواحي الإدارية والمالية والتنظيمية. فنحن أعلنا خلال المؤتمر الصحفي أن هناك نحو 120 مليون ريال، منها 90 مليونا تمثل التزاما لوزارة المالية، و30 مليون ريال مستحقة حاليا.

• حضوركم في منتصف الموسم ألم يشكل لكم تحديا؟

•• نعم يشكل تحديا لنا لا سيما أن هناك أمورا تحتاج لتنظيم، ولجانا يفترض أن يعاد تشكيلها خلال ثلاثة أشهر. فإعداد الميزانية في منتصف الموسم لا تغطيه حاجاتك، بينما لو أعددت الميزانية منذ بداية الموسم فإنك تستطيع أن تضمنها الترشيد والإنفاق ومنافذ الصرف والإيرادات المتوقع تحصيلها، كما تتضمن جميع المناسبات بما فيها تأهل المنتخب لكأس العالم، ومشاركة منتخبنا للشباب في كأس العالم نهاية هذا العام، لذا أتوقع موازنة العام القادم أفضل بكثير من الموازنة الوقتية.

• وكيف تستطيعون تغطية العجز؟

•• أولا نحن أعلنا مسؤوليتنا عنه، وسنغطي العجز الحقيقي 30 مليون ريال، ونحاول أن نفعل الإيرادات وتقليل الإنفاق، من خلال جلب شركات راعية، إلى جانب أننا نعمل على المدى البعيد بوضعنا خطة تستهدف تخفيض المصروفات بالاتحاد السعودي بنحو 40 مليون ريال من الميزانية القادمة. وللمعلومية، هذا الرقم لم نضعه جزافا، وإنما تم وضعه وفق بعض البنود التي نرى بأنها بنود مبالغ فيها. فليس في الأمر عيب أن تقوم بتخفيض النفقات على اعتبار أننا مقبلون على مرحلة تقشف، وأمامنا تحديات كبيرة يجب أن ننجز فيها ونتخطاها.

• متى تستطيعون تحقيق نقطة التعادل بميزانية خالية من الديون؟

•• إذا استثنينا 90 مليون ريال، فإن هناك 30 مليون ريال مستحقة موجبة الدفع خلال العام الحالي، فليس أمامنا لتحقيق نقطة التعادل إلا أن نعمل على زيادة مداخيل الاتحاد السعودي في ظل ظروف سوق صعبة، لكننا متفائلون في ظل الجهود المبذولة لاستقطاب شركات راعية.

• هل أنتم ملزمون بسداد الـ 90 مليون ريال؟

•• 90 مليون ريال معلقة لوزارة المالية، وطالما أنها موجودة في الميزانية فأنت ملزم بسدادها، ولكن هناك محاولات من أجل تسوية المبلغ مع الوزارة.

• هل لهذا السبب ظهر القلق على عادل عزت في أول حضور إعلامي؟

•• عادل عزت لم يكن قلقا بقدر ما كان يريد أن يوضح الموقف المالي بشفافية عالية أمام الرأي العام، لا سيما الذي لم يكن له إبراء ذمة عند استلامنا المهمات في الاتحاد من قبل الاتحاد السابق، مما جعلنا نعتمد في رصد الأمور المالية على مكتب محاسب قانوني لآخر ستة أشهر، وتم جرد الأرقام والأصول، بالتالي كانت هناك العديد من الملاحظات على التقارير المالية.

• لكن هناك من يتهم الاتحاد الجديد بصناعة أزمة مع الاتحاد السابق؟

•• هذا غير صحيح، نحن عندما نتكلم عن عمل لا نتكلم عن أشخاص نكن لهم كل تقدير واحترام، ولا يوجد خلاف معهم، وإنما هي إيضاحات عن أرقام فعلية. ولا شك أن الأرقام تؤكد وجود عجز مالي يتمثل في أن المصاريف لاتحاد الكرة أعلى من الإيرادات، وعلى إثر ذلك اجتمعنا مع الأخ عدنان المعيبد، وله كل تقدير واحترام، وتم توضيح بعض الأمور غير الواضحة، وللأمانة كنت أتمنى أن يكون الاجتماع مع الأخ عدنان في وقت مبكر جدا، لأن هناك بعض الأمور كان لابد من الإجابة عنها، وبالفعل وضح لنا كل شيء، وهذا هو المهم، لكن لا توجد أزمة مفتعلة مع الإخوان في الاتحاد السابق.

•• ليس هناك لبس، وإنما واقع، إذ لديك مصاريف 120 مليون لا عليها جدال، وأنت مقبل على نهاية موسم رياضي، وسيكون هناك أشهر لا يوجد بها دخل لاتحاد الكرة، بينما هناك مستحقات لابد أن تدفع للأندية، بالتالي لا يوجد لديك أرصدة وهناك التزامات ومستحقات مالية.

• ماذا عن الإيرادات غير المحصلة؟

•• نعم هناك إيرادات غير محصلة ويصعب تحصيلها، بل البعض منها إيرادات مشكوك في تحصيلها، فمثلا هناك دين لاتحاد الكرة بمبلغ سبعة ملايين ريال منذ أربع أو خمس سنوات لا يمكن تحصيله.

• هل الإيرادات والعقود الجديدة لا تغطي حاجات الاتحاد السعودي؟

•• سؤال مهم، لو سألتني عن رأيي الشخصي فإن الإيرادات لا تليق باتحاد بحجم الاتحاد السعودي، فنحن نحتاج إلى مدخولات أكبر لتغطية التزاماتنا ومشاركتنا المستقبلية، لذا تجد اتحاد الكرة حاليا يقوم بالعمل على استقطاب رعاة آخرين لتفعيل الإيرادات، هذه ليست مشكلة الاتحاد فقط، وإنما حتى الأندية السعودية، لأن إيجاد راع حاليا يعد أمرا في غاية الصعوبة، في ظل الظروف الحالية، كما أن الشركات الكبيرة ليس لديها رغبة في دخول الاستثمار الرياضي. ولكن نحن نعمل تدريجيا على رفع معدلات الدخل للاتحاد، ونسعى لتنمية استقطاب الشركات، ولعل وجود stc وعبداللطيف جميل ساعد الآخرين على الحضور.

• في رأيكم، ما هي أبرز المشكلات التي تواجه اتحاد الكرة الجديد؟

•• الوقت هو أكبر مشكلة تواجهنا، فنحن منذ البداية كنا واضحين وشفافين، وكانت أول خطوة إعادة هيكلة اللجان، وكانت خلال 90 يوما، وذلك لضعف اللوائح وغياب الشروط الجزائية في كثير من القضايا، بالتالي سعى اتحاد الكرة للاستعانة بالخبرات والمستشارين رغبة منه في إيجاد اللوائح والأنظمة التي تحكم اللعبة، والدليل أن قضايا مثل قضية الشباب مع الأهلي، والهلال مع النصر، فيها ضغط جماهيري وإعلامي على الاتحاد، وتحتاج إلى قرارات سريعة، في الوقت الذي يفترض أن تكون البداية هادئة، ولكن نستطيع تجاوز ربكة البدايات.

• ما مدى صحة تجميد حسابات الاتحاد السعودي؟

•• الأمر ليس بهذه الصورة، وإنما كانت هناك قضية ظهرت بشكل مفاجئ حيال مستحقات المدرب الإسباني السابق لويز كارو، إلا أننا أنهينا الموضوع بالاجتماع مع محاميه والاتفاق على جدولة المبلغ (أربعة ملايين ريال)، ونحن ملتزمون به.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا