برعاية

اتحاد عزت.. نظام «تصالحوا» سيلقي بكم إلى المجهول

اتحاد عزت.. نظام «تصالحوا» سيلقي بكم إلى المجهول

عندما تهمك مصلحة رياضة بلدك وضرورة نفض غبار الفوضى والخروج من عباءة الضعف والتراجع في الأداء وسوء النتائج فحتما سيتحكم بمواقفك ورؤيتك، وطرحك هو العمل ولا سواه بغض النظر من يكون المسؤول وماهي مكانته وتأثيره ونفوذه وماله وتحكمه بالقرارات وسطوته على الجميع، قل واكتب ما يمليه عليك ضميرك من أجل رياضة الوطن ولا غير الوطن الكبير، لا أن يدفعك تعصبك وتنفيذ الأجندة لظلم الآخرين وملاقاة ربك وقد حملت الذنوب بالحكم ضدهم ومصادرة حقوقهم، في مسيرة الاتحاد السعودي الحالي برئاسة عادل عزت متعرجات كبيرة و"مطبات" صعبة وهزات مربكة لا يتجاوزها الا الرجل المتمكن وفريق العمل الناجح والإدارة المتفاهمة الواثقة من نفسها، ومن لا يوجد لاتحاد عزت العذر في بداية الخطوات وتحديدا في الأشهر الثلاثة الأولى فهو ضده ولا يريد له الاستقرار واستطلاع الوضع والحكم على الواقع من ثم بسط النفوذ واصدار القرارات الصحيحة، وخلال الأشهر الأربعة الماضية كانت الملفات الشائكة تثقل طاولة هذا الاتحاد بين محلية وخارجية، وصعبة ومستعصية وسهلة وخطيرة، وحتى لا نظلمه ونحمله نتائج عمله لا علاقة له به، فمعظمها بكل تأكيد نتاج لعمل الاتحاد السابق بقيادة أحمد عيد الذي ظنناه أضعف اتحاد يقود الكرة السعودية وإذا بقضية الحارس محمد العويس ولاعب الوسط عوض خميس تكون اختبارا أولاً قويا للاتحاد الجديد ولكن رسب في الاختبار الأول بكل أسف.

على هامش المرافعات والتعاطي حول هاتين القضيتين عجت وسائل الإعلام بالأخبار والتصريحات وأن هناك قرارات قاسية ستتخذ بحق المتجاوزين، وهنا بارك كل محب لرياضة وطنه ويريد لها ان تتحرر من المشاكل والفوضى لهذه التصريحات، ثم خرج تصريح رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي وتهديده للاتحاد بتصعيد الموقف، تلى ذلك تصريحات عادل عزت والأمين عادل البطي بأن لا أحد يهدد الاتحاد ويخيفه، وفجأة تحول حلم الشارع الرياضي الباحث عن العدالة والاحترافية إلى سراب، وتصدع الاتحاد باستقاله رئيس دائرة الاحتراف المهندس عادل التويجري لرفض الاتحاد لقراراته وحل اللجنة وهذا ذكرنا برفض تطبيق الاتحاد السابق لتنفيذ قرارات لجنة الانضباط برئاسة خالد البابطين ضد لاعبي الاتحاد والأهلي، وفي غمضة عين تحول الاتحاد الجديد من الموقف الداعي إلى القوة إلى الرضوخ والاستسلام، هكذا قرأ الجميع لموقفه الراهن من القضيتين.

ونتيجة لضبابية الموقف صرنا لا نعرف من صاحب الحق في هذه القضتيتين الهلال أم النصر أم عوض خميس؟ أو الشباب أم العويس أم الأهلي؟، ولكن الذي نعرفه أن هناك قضايا وتجاوزات بدرت من طرف ما، وهنا لا بد من العقوبات القوية وانصاف المتضرر، ولكن الاتحاد الحالي بكل أسف تعامل بنظام "الصلح خير"، وهذا النظام لا يمكن أن ينفع مع وسط محتقن وجمهور متعصب ومسؤول يضرب الأنظمة عرض الحائط ولا يؤمن بضرورة العدل، همه الأول أن يكون الحق معه حتى لو كان ليس صاحب حق وهو المتجاوز.

أكثر من ثلاثة أشهر تجوب اصعب القضايا أروقة الاتحاد وفي كلا الحالتين هناك مذنب الشباب أو الأهلي ثم تخرج فترة الـ90 يوما بقرار ركيك لايعبر عن احترافية وتعامل مع القضية كما يجب انما يؤكد (أن المجاملات لا تولد القوة وطلب رضا الجميع مستحيل) وأن القرار الضعيف بداية الانهيار لأي كيان فما بالك بجهة تحاصرها المشاكل ويتهم بعض مسيريها بالضعف والرضوخ.

ما يشاع من حرص الرئيس والأعضاء على التصويت حول قضية عوض خميس يجعلنا نسأل (لماذا توضع الأنظمة واللوائح إذا كان هناك تصويت؟.. الا يوجد نظام احتراف مستمد من انظمة "الفيفا"؟ وهل الاتحاد السعودي يعمل بمعزل عن المنظمة الكروية الكبرى الاتحاد الدولي لكرة القدم؟.. في الظروف الطارئة إذا كان لا يوجد نصوص تعقد الاجتماعات، ويدعى للجمعيات العمومية لعلاج الخلل وانشاء نظام يعالج المشاكل، اما حجج أن هناك ثغرات في اللوائح فلا يتذرع بها الا من لا يريد تطبيق النظام وهمه الهروب من مواجهة ردود الفعل الغاضبة.

في أي قرار تجاه أي قضية في أي مجال معروف أن أحد الأطراف سيغضب عندما يطبق النظام ضده، لذلك لا مجال للمجاملات في حقوق لاعبين وأندية ورياضيين كافة، الفيصل في ذلك هو النظام عندما يجد مسؤولا قويا وعضوا محترفا وإداريا متمكنا وقاضيا لا يأبه بردود الفعل، وهذه الأمور يبدو أن الاتحاد الحالي يفتقدها كثيرا مع أول اختبار وإذا ما استمر على ذلك سيمضي بالكرة السعودية إلى المجهول.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا