برعاية

رؤساء الأندية على مقاعد الاحتياط.. ضغوطات ضد الحكام وإثارة للجماهير

رؤساء الأندية على مقاعد الاحتياط.. ضغوطات ضد الحكام وإثارة للجماهير

أصبحت مشكلة انخفاض مستويات الحكام السعوديين أحد العوائق التي تحد من تطور مسابقات كرة القدم المحلية في العقد الأخير لتتعالى بعدها الأصوات مطالبة بتطوير مستويات الحكام وتأهيلهم قانونياً وبدنياً وذهنياً، غير أن العديد من المبادرات التي أطلقها اتحاد الكرة لتحسين مستوى "قضاة الملاعب" لم تكن كافية، إذ تزايدت الأخطاء التحكيمية بشكل غير مسبوق في المواسم الأربعة الماضية وأصبحت الأندية مصرة على الاستعانة بالحكام الأجانب.

ويعزو كثيرون انخفاض مستوى الحكام السعوديين إلى عوامل عدة من بينها الضغوطات التي يواجهونها داخل وخارج الملعب، ومن بين هذه العوامل التي تزيد من الضغوطات عليهم جلوس رؤساء الأندية على مقاعد البدلاء.

يقول الحكم الدولي السابق خليل جلال في حديثه لـ"الرياض": "أدرت عددا من المباريات الخارجية تحكيمياً ولم اشاهد رؤساء الأندية في مقاعد البدلاء، لم أر ذلك الا في ملاعبنا السعودية، لأن هنالك يعتمدون على مدير الفريق والإداريين للقيام بالأدوار الإدارية على مقاعد البدلاء، في المقابل وجود الرئيس إلى جانب اللاعبين في الاحتياط بمثابة الحافز لهم لأنه قريب منهم، بالنسبة لرأيي فأنا لا ارى بأن الرؤساء اثناء جلوسهم على مقاعد البدلاء لهم تأثير سلبي على الحكام بأي شكل من الأشكال، فقط يكون هناك حرج في تطبيق العقوبات عليهم مثل الطرد إذا ما تجاوز الخطوط الحمراء كالاعتراضات الكثيرة، أتوقع يكون في إحراج لو طبقت العقوبة ضد اي رئيس سواء كان أميرا أو رجل اعمال او اي شخص له قيمته الاعتبارية، لذلك تواجدهم في مقاعد البدلاء ارى بأنه امر لا بد أن يتم تغييره في الفترة المقبلة، وإلزامهم بالجلوس في المنصة".

الجوكم: قرار المنع تأخر كثيراً والأسباب غير مقنعة

ويضيف الحكم المعتزل قبل موسمين "رؤساء الأندية لهم احترامهم من الحكام خلال المباريات بحكم مكانتهم في المجتمع، لكن في ذات الوقت بما لا يتعارض مع القانون، أي رئيس يجلس على مقاعد البدلاء لا بد أن يتحمل العقوبات التي قد تفرض عليه إن اخطأ، سواءً جاءت من اتحاد القدم ولجانه أو حكام المباراة، للأسف الحكم الرابع لا يقوم بأدواره وواجباته في كثير من الأحيان، لذلك نجد اعتراضات واحتجاجات من الرئيس او الاداري أو المدرب أو اي شخص خارج الملعب، مثل هذه الأمور يفترض أن يضع لها الحكم الرابع حدا ولا يترك مجالاً لأي احد للتمادي، فأغلب المشاكل التي تحدث داخل المستطيل الأخضر مصدرها وبدايتها من مقاعد البدلاء لأن الحكم الرابع لا يقوم بعمله بالشكل الأمثل".

يذهب مدير تحرير الشؤون الرياضية في صحيفة اليوم الزميل عيسى الجوكم إلى أن طرح مثل هذا الأمر ضروري للغاية وهو يشكل مطلباً كبيراً منذ مواسم عدة ويقول "منذ خمسة أعوام والإعلام الرياضي يطرح بين وقت وآخر هذا الموضوع المهم، والمطالبات تظهر ثم تختفي بحسب الأحداث وتأثير هذه المسألة على القرارات التحكيمية، وبحسب النتائج، وما دام أن هناك حالات حدثت والسبب الرئيسي فيها أمر جلوس الرؤساء على الدكة فلا أعتقد أن المسألة تتطلب خمس سنوات من الشد والجذب، نحن بحاجة لقرار واضح، هذا لا يحدث إلا في الملاعب السعودية، مثلاً في الملاعب الأوروبية لا نجد رؤساء الأندية يتواجدون على مقاعد البدلاء، هناك مشرف فني ومشرف إداري وحتى المنسقين الإعلاميين صاروا يتواجدون على هذه المقاعد، فلماذا يتواجد الرؤساء؟".

ويتابع: "المشكلة نعم موجودة، صحيح ترتفع وتيرتها وتنخفض من وقت لآخر، لكن مثل هذا القرار من الغريب أن يحتاج لمد وجزر طوال هذه الفترة، وأنا أستغرب أن قراراً بسيطاً مثل منع الرؤساء من التواجد في هذا المكان خصوصاً مع تكرار الحالات، إذ شاهدنا الكثير من الحالات غير الجيدة التي تستدعي اتخاذ قرار باقتصار التواجد على دكة الاحتياط على المسؤولين المباشرين للفريق دون غيرهم، نشاهد انفعال رؤساء بعض الأندية أثناء المباريات، ونشاهد مناقشة هؤلاء الرؤساء للحكام أثناء وبعد وبين شوطي المباريات، وبدون أدنى شك أن هذا الأمر يؤثر على الحكام خصوصاً قليلي الخبرة والتجربة والثقة بالنفس، عملية اتخاذ قرار مثل هذا سهلة جداً وتأخر صدوره غير مبرر".

واتفق الجوكم مع الحكم السابق خليل جلال حول وجود هذه الظاهرة في الملاعب السعودية أكثر من أي دولة أخرى في العالم، وزاد: "أتفق مع الحكم خليل جلال، هذا لا يحدث إلا في بعض دول الخليج، لكن هنا في الملاعب السعودية الأمر واضح للعيان، هل قرار منع الرؤساء من الجلوس على المقاعد صعب للغاية؟ بالنسبة لي لا أعتقد، ولو حدث وصدر مثل هذا القرار تأكد أن الاحتجاجات ستكون أقل وربما تختفي الاحتجاجات والانفعالات مع مرور الوقت".

في المقابل يذهب بعض مؤيدي تواجد الرؤساء في بنك الاحتياط إلى ان تواجدهم يعد حافزاً للاعبيهم من خلال قيامهم بأدوار نفسية تسهم في بث الروح والحماس، لكن الجوكم قابل هذا الرأي باستغراب وقال: "إن كان الرئيس يشكل حافزاً والمدرب والمشرف على الفريق والإداريين والمنسق الإعلامي يملكون نفس الأهمية فهذا غير منطقي، هذه أمور عفى عليها الزمن، يجب أن يُتخذ القرار ويُحسم هذا الأمر ونكون مثل بقية مسابقات الدوري في كل الدول".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا