برعاية

كمال الزّواغي لـ «الشّروق» .. تدريب الصفاقسي شرف كبير لكن العرض لا يوجد إلا في الـ«فايس بوك»كمال الزّواغي لـ «الشّروق» .. تدريب الصفاقسي شرف كبير لكن العرض لا يوجد إلا في الـ«فايس بوك»

كمال الزّواغي لـ «الشّروق»  .. تدريب الصفاقسي شرف كبير لكن العرض لا يوجد إلا في الـ«فايس بوك»كمال الزّواغي لـ «الشّروق»  .. تدريب الصفاقسي شرف كبير لكن العرض لا يوجد إلا في الـ«فايس بوك»

يباهي الزّواغي بتجربته العابرة للقارات في مجال التّدريب الذي قاده لخوض مغامرة مفيدة في الإمارات، وأخرى فريدة في المغرب، وثالثة مثيرة في تونس التي جاب كمال أغلب ملاعبها متسلّحا بجملة من القيم التي قد تختزل في الإخلاص في العمل، واحتواء المشاكل حتّى وإن كانت بحجم الجبال، وعدم قطع حبل الأمل في نيل فرصة العمر، وقيادة أحد الـ»كبار» طالما أنّ الكفاءة موجودة، والبصمة ملموسة، و»سوابقه» في قهر العمالقة معروفة سواء عندما كان على رأس مستقبل القصرين أوبعد أن أشرف على حظوظ فريق «بوقرنين» السّعيد بما أنجزه إلى حدّ الآن مع الزّواغي المعتزّ بالعمل في قلعة كرموس، وهنيّة، وحسني، والسّهيلي، وطاسكو...

وقد أدلى الزّواغي بحور مطوّل للـ»شّروق» تطرّق خلاله إلى مسيرته مع «الهمهاما» علاوة على عدّة مسائل أخرى تهمّ صراع «البلاي .آوت»، والتّحكيم، وقطاع التدريب، والمنتخب...

أبدعت «الهمهاما» في الكأس، وتأهّلت إلى المربّع الذّهبي. كما أنّها تحتلّ الآن المركز الثاني في سباق «البلاي .آوت»، فهل تنظر إلى هذه المسيرة الورديّة بعين الرّضا؟

ينبغي في البداية أن نستحضر الظروف الاستثنائيّة التي رافقت المرحلة الانتقاليّة التي عاشها فريق الضاحية الجنوبيّة. ذلك أنّ الانطلاقة كانت متعثّرة في سباق البطولة بقيادة زميلي الفرنسي «برنار رودريغاز». وقد تسلّمنا القطار وهو يسير. وكان من الضّروري أن نقوم أوّلا وقبل كلّ شيء بترميم المعنويات المنهارة. وقد نجحنا بتوفيق من الله في تصحيح المسار، وقلب الأوضاع بفضل تكاثف جهود الفنيين، والمسؤولين، والمحبين والإصرار الكبير للاعبين على التألّق. وكانت النتيجة في المستوى المأمول، حيث استطاع فريقنا أن يكسب التّحدي في الشّطر الأوّل من البطولة. كما أنّنا نجحنا في ضمان بداية واعدة في سباق «البلاي .آوت». ورغم صعوبة المهمّة، والضغوطات الرّهيبة التي نعيشها يوميا بسبب نظام المجموعتين فإنّ الجمعية تمكّنت أيضا من كسر شوكة «السي .آس .آس»، والنّجم الساحلي في الكأس وذلك بفضل العمل الجادّ وليس بضربة حظّ كما يظنّ البعض. وأزحنا كذلك جمعيّة جربة لنضرب موعدا مع الدور نصف النهائي الذي سنواجه أثناءه عملاقا آخر وهو النادي الافريقي (يوم 27 ماي في حمّام الأنف). وبناء على ما تقدّم، فإنّ «الهمهاما» حقّقت إلى حدّ اللّحظة المطلوب كأسا، وبطولة لكن ذلك لا يعني أبدا أنّنا بلغنا المبتغى، أوأنّنا حقّقنا انجازا عظيما طالما أنّ الفريق لم يتأكّد بعد من بقائه بصفة رسميّة في دائرة الأضواء، وطالما أنّنا لم نصل بعد إلى رادس الذي نحلم بأن نكتب فيه فصلا جديدا من أمجاد هذا النادي العريق وذلك من خلال بلوغ المحطّة الختاميّة من سباق «الأميرة» التونسيّة ولم لا الظّفر بها كما فعل من قبل جيل بن شويخة في المكان عينه. (2001 أمام النّجم)

وهل من خليفة لبن شويخة في النّسخة الحالية لفريق الضّاحية الجنوبيّة؟

«بوقرنين» مدرسة عريقة في تكوين المواهب، وتفريخ «كبار» الـ»كوارجيّة». وقد وقفت شخصيا على هذه الحقيقية التاريخيّة بعد أن نلت شرف تدريب الجمعية التي وجدتها تعجّ بالموهوبين. ولا شكّ في أنّ كلّ المتابعين لاحظوا أنّ «الهمهاما» في نسختها الحاليّة تستمدّ جانبا كبيرا من قوّتها من تألّق أبنائها. ويشكّل المنتوج «المحلي» نسبة مهمّة من إجمالي العناصر الأساسيّة. وأعتقد أنّ سلالة بن شويخة وغيره من «الفنانين»، واللاّعبين المهاريين لن تنقرض في حمّام الأنف، ونملك الآن أكثر من اسم قد يكون أفضل خلف لأنيس على غرار محمود العذيبي، وغيث الصّغير...

كيف نميّز «همهاما» الزّواغي عن غيرها من الجمعيات؟

«الهمهاما» في نسختها الحاليّة تراهن بشكل كبير على أبناء الدار، وهذا مكسب تفتقر إليه أكثر من جمعيّة. كما أنّنا نراهن كثيرا على اللّمسة الفنية لبعض عناصرنا الموهوبة علاوة على تصرّفهم بدهاء في الوضعيات الصّعبة. وهذه الحقيقة كانت بارزة للعيان في الحوارات العسيرة التي خاضها النادي أمام الـ»كبار» (التعادل ذهابا وإيابا أمام الترجي في البطولة، والفوز على صفافس و»ليتوال» في الكأس). ونقوم بعمل جبّار في التمارين، ونؤمن بقاعدة تكرار العمليات الهجوميّة، والدفاعية أثناء التحضيرات حتّى يستوعبها اللاعبون، ويتمرّسوا على انجازها في الرسميات. ونولي مسألة دراسة الخصم، وقراءة المقابلة عناية كبيرة. ونحاول في الوقت نفسه تحسين قدرات الفريق على مستوى الاستحواذ على الكرة، والعمل على التّنويع في أساليب اللّعب حسب ما تقضيه متطلبات كلّ مباراة وهذا فضلا عن الاستغلال الجيّد للرّوح القتاليّة لأبنائنا وهم خليط من الخبرة والشّباب. ونسعى على الدّوام إلى توفير الإحاطة بكلّ العناصر، ومساعدتهم على تفجير طاقاتهم كما هو شأن المدافع - الهدّاف علاء البوسليمي، ونوجّه عنايتنا أيضا باللاّعبين الذين لهم مزاج خاصّ نسبيا مثل الزّغلامي ومحمّد علي المهذبي... وقد تصرّفنا كذلك بذكاء لإدماج المنتدبين في «ميركاتو» الشّتاء مثل مصعب ساسي، والكامروني «أونانا»، وقلبي. ونؤمن أيضا بروح المجموعة في العمل الذي ينجزه المدرب بالتعاون مع بقيّة مساعديه نبيل طاسكو، وعادل بن منصور، و صبري الحضري في كنف الانسجام، والتّناغم.

كيف تتعامل مع كابوس التّمويل، ومسلسل الاضرابات في صفوف اللاّعبين وهو ظاهرة اجتاحت السواد الأعظم من الجمعيات؟

أتفهّم جيدا مشاغل اللاّعبين، ونراعي تحرّكاتهم الاحتجاجيّة الهادفة إلى الحصول على مستحقّاتهم الماليّة ولكنّنا نرفض في المقابل أن تؤثّر هذه المشاكل في سير نشاط الجمعية، وإرباك التحضيرات. والحقيقة أنّ أبناءنا كانوا في مستوى المسؤولية الملقاة عليهم، واحتجّوا على التأخير في صرف جزء من مستحقّاتهم بطريقة حضاريّة. ولم يستغرق تحرّكهم سوى برهة من الزمن ودون أن نسجّل أي تعطيل في التمارين. ولا يمكننا في هذا الصّدد إلاّ أن نشيد مرّة أخرى باللاعبين لما أظهروه من نضج، وحكمة في التّعامل مع هذا الملف الذي أصبح الشّغل الشاغل لكلّ الأندية الـ»كبيرة»، والـ»صّغيرة».

لا يكاد يمرّ لقاء واحد في بطولتنا دون اتّهام التّحكيم بالانحراف عن الطّريق المستقيم فهل أنت من تيّار المحتجين أم أنّك من «المتحفّظين»، والمسايرين للوضع القائم؟

لديّ رؤية خاصّة لملف التحكيم. ذلك أنّني أعتبره جزء لا يتجزأ من اللّعبة. ويصادف أن يظلم فريقا ما، ويهضم حقوقه. ويحدث أيضا أن يقع الحكم في المحظور بطريقة تصبّ في مصلحة النادي نفسه. وأظن أنّ وضع الحكّام في قفص الاتّهام، ومسح كلّ الاخفاقات على قمصان قضاة ملاعبنا فيه الكثير من الاجحاف. وقد يكون من الأجدى أن نتفادى التشكي، والتباكي، والتورّط في جدل عقيم، وعديم الفائدة بخصوص هذا الملف.

في موضوع وثيق بالاتّهامات، و»الشّبهات» في رابطة «المحترفين» يلحّ الكثيرون على أنّ تقسيم البطولة يهيىء الأرضيّة الخصبة للتلاعب بالنتائج من باب «التعاطف» مع بعض الأندية المهدّدة بالنّزول، أولغايات في نفس يعقوب فما ردّك على هذا الرأي؟

من موقعي كمدرب، وكأستاذ في الرياضة أعتبر موضوع ميثاق الرياضي خطّا أحمر ممنوع المساس به. وأؤكد بأعلى صوت أنّ فريقي سيكون مثالا يحتذى، ولن يسمح بوضع نفسه موضع شبهة مهما كانت وضعيتنا في الترتيب: أي حتّى بعد أن نبصم على بطاقة البقاء في دائرة الأضواء. ونعترف في المقابل بالتّعقيدات الكبيرة التي يتّسم بها نظام المجموعتين. ذلك أنّنا وجدنا أنفسنا في صراع دائم، و»جهاد» مستمرّ لكسب معركة البقاء. وتجرى هذه المعركة الضاريّة على مراحل، وبطريقة مضنية من الناحية النفسيّة بل أنّها أشبه بالجحيم. والأمل كلّه أن تثمر هذه التضحيات الكبيرة مسابقة في مستوى الإنتظارات في الموسم القادم خاصّة بعد أن يتقلّص عدد الجمعيات الناشطة في الرابطة الأولى وهو ما قد يعود بالنّفع على بطولتنا.

يصرّ البعض على تقسيم المدربين إلى فئتين الأولى مختصّة في تدريب الـ»كبار» والمراهنة على الألقاب، والثانيّة قدرها أن تكون ضمن مدرّبي «الطوارىء» فهل من توضيح في هذا السّياق؟

أنا من المؤمنين بالكفاءة وذلك بغضّ النّظر عن جنسية المدرب، ولونه، وراتبه، ولغته، ودبلوماته التدريبيّة، وإجازاته الفنيّة. وأعتقد أن هذا التّصنيف ظالم.

نأتي إلى بيت القصيد ونسأل ما حكاية العرض «المغري» الصّادر مؤخرا عن صفاقس؟

(ضاحكا). أنا أنتمي إلى تلك الرّبوع الغالية (قرقنة). وأفاخر بالانتماء إلى هذه المنطقة العزيزة من تراب الخضراء. كما أنّني أعتبر قيادة فريق كبير مثل «السي .آس .آس» شرفا عظيما، وحلما كبيرا يراود أيّ مدرب ولكنّني لم أتلق للأمانة أيّ عرض رسمي من فريق عاصمة الجنوب. وتابعت مثلي مثل أيّ شخص تداول هذا الخبر في الكواليس، وربّما أيضا في بعض مواقع التواصل الاجتماعي (الفايس .بوك).

كيف تتابع - كمدرّب وكمواطن تونسي عاشق للـ»نّسور» - ما يحصل من فوضى في منتخبنا الوطني؟

من حقّ الجامعة أن تغيّر المدرب «كاسبرجاك» بعد أن ترسّخ الاقتناع في صفوف الجميع تقريبا بأنّ الرّجل فقد مصداقيته. وتراجعت هيبته، ولكنّني أتحفّظ على التّوقيت الذي تمّ اختياره لإجراء هذا التّحوير. وكنت أنتظر شخصيا أن تحصل القطيعة فور العودة من الغابون بدل تأجيلها إلى ما بعد المواجهتين الوديتين أمام الكامرون، والمغرب. والأهمّ من إبعاد «كاسبرجاك» أن نحسن انتقاء الربّان الأحسن، والأنفع لتعويضه علاوة على تعيين ثلاثة مساعدين من الأكفاء ليكونوا أفضل سند للمدرّب الأوّل. وهذا العدد الكبير من المعاونين لديه مبرّراته. ذلك أنّ قائد المنتخب لن يكون بوسعه متابعة كلّ لاعبينا الدوليين والمحليين والناشطين في عدّة بطولات، وقارات. ومن الضروري أن يتكفّل مساعدوه بهذا الدّور. كما أنّ هذا التوجّه ليس «بدعة»، ويكفي أن نستشهد بالتجربة الاستنائيّة للبرتغالي «مانويل جوزي» مع فريق القرن بمعيّة عدد كبير من المساعدين...

يباهي الزّواغي بتجربته العابرة للقارات في مجال التّدريب الذي قاده لخوض مغامرة مفيدة في الإمارات، وأخرى فريدة في المغرب، وثالثة مثيرة في تونس التي جاب كمال أغلب ملاعبها متسلّحا بجملة من القيم التي قد تختزل في الإخلاص في العمل، واحتواء المشاكل حتّى وإن كانت بحجم الجبال، وعدم قطع حبل الأمل في نيل فرصة العمر، وقيادة أحد الـ»كبار» طالما أنّ الكفاءة موجودة، والبصمة ملموسة، و»سوابقه» في قهر العمالقة معروفة سواء عندما كان على رأس مستقبل القصرين أوبعد أن أشرف على حظوظ فريق «بوقرنين» السّعيد بما أنجزه إلى حدّ الآن مع الزّواغي المعتزّ بالعمل في قلعة كرموس، وهنيّة، وحسني، والسّهيلي، وطاسكو...

وقد أدلى الزّواغي بحور مطوّل للـ»شّروق» تطرّق خلاله إلى مسيرته مع «الهمهاما» علاوة على عدّة مسائل أخرى تهمّ صراع «البلاي .آوت»، والتّحكيم، وقطاع التدريب، والمنتخب...

أبدعت «الهمهاما» في الكأس، وتأهّلت إلى المربّع الذّهبي. كما أنّها تحتلّ الآن المركز الثاني في سباق «البلاي .آوت»، فهل تنظر إلى هذه المسيرة الورديّة بعين الرّضا؟

ينبغي في البداية أن نستحضر الظروف الاستثنائيّة التي رافقت المرحلة الانتقاليّة التي عاشها فريق الضاحية الجنوبيّة. ذلك أنّ الانطلاقة كانت متعثّرة في سباق البطولة بقيادة زميلي الفرنسي «برنار رودريغاز». وقد تسلّمنا القطار وهو يسير. وكان من الضّروري أن نقوم أوّلا وقبل كلّ شيء بترميم المعنويات المنهارة. وقد نجحنا بتوفيق من الله في تصحيح المسار، وقلب الأوضاع بفضل تكاثف جهود الفنيين، والمسؤولين، والمحبين والإصرار الكبير للاعبين على التألّق. وكانت النتيجة في المستوى المأمول، حيث استطاع فريقنا أن يكسب التّحدي في الشّطر الأوّل من البطولة. كما أنّنا نجحنا في ضمان بداية واعدة في سباق «البلاي .آوت». ورغم صعوبة المهمّة، والضغوطات الرّهيبة التي نعيشها يوميا بسبب نظام المجموعتين فإنّ الجمعية تمكّنت أيضا من كسر شوكة «السي .آس .آس»، والنّجم الساحلي في الكأس وذلك بفضل العمل الجادّ وليس بضربة حظّ كما يظنّ البعض. وأزحنا كذلك جمعيّة جربة لنضرب موعدا مع الدور نصف النهائي الذي سنواجه أثناءه عملاقا آخر وهو النادي الافريقي (يوم 27 ماي في حمّام الأنف). وبناء على ما تقدّم، فإنّ «الهمهاما» حقّقت إلى حدّ اللّحظة المطلوب كأسا، وبطولة لكن ذلك لا يعني أبدا أنّنا بلغنا المبتغى، أوأنّنا حقّقنا انجازا عظيما طالما أنّ الفريق لم يتأكّد بعد من بقائه بصفة رسميّة في دائرة الأضواء، وطالما أنّنا لم نصل بعد إلى رادس الذي نحلم بأن نكتب فيه فصلا جديدا من أمجاد هذا النادي العريق وذلك من خلال بلوغ المحطّة الختاميّة من سباق «الأميرة» التونسيّة ولم لا الظّفر بها كما فعل من قبل جيل بن شويخة في المكان عينه. (2001 أمام النّجم)

وهل من خليفة لبن شويخة في النّسخة الحالية لفريق الضّاحية الجنوبيّة؟

«بوقرنين» مدرسة عريقة في تكوين المواهب، وتفريخ «كبار» الـ»كوارجيّة». وقد وقفت شخصيا على هذه الحقيقية التاريخيّة بعد أن نلت شرف تدريب الجمعية التي وجدتها تعجّ بالموهوبين. ولا شكّ في أنّ كلّ المتابعين لاحظوا أنّ «الهمهاما» في نسختها الحاليّة تستمدّ جانبا كبيرا من قوّتها من تألّق أبنائها. ويشكّل المنتوج «المحلي» نسبة مهمّة من إجمالي العناصر الأساسيّة. وأعتقد أنّ سلالة بن شويخة وغيره من «الفنانين»، واللاّعبين المهاريين لن تنقرض في حمّام الأنف، ونملك الآن أكثر من اسم قد يكون أفضل خلف لأنيس على غرار محمود العذيبي، وغيث الصّغير...

كيف نميّز «همهاما» الزّواغي عن غيرها من الجمعيات؟

«الهمهاما» في نسختها الحاليّة تراهن بشكل كبير على أبناء الدار، وهذا مكسب تفتقر إليه أكثر من جمعيّة. كما أنّنا نراهن كثيرا على اللّمسة الفنية لبعض عناصرنا الموهوبة علاوة على تصرّفهم بدهاء في الوضعيات الصّعبة. وهذه الحقيقة كانت بارزة للعيان في الحوارات العسيرة التي خاضها النادي أمام الـ»كبار» (التعادل ذهابا وإيابا أمام الترجي في البطولة، والفوز على صفافس و»ليتوال» في الكأس). ونقوم بعمل جبّار في التمارين، ونؤمن بقاعدة تكرار العمليات الهجوميّة، والدفاعية أثناء التحضيرات حتّى يستوعبها اللاعبون، ويتمرّسوا على انجازها في الرسميات. ونولي مسألة دراسة الخصم، وقراءة المقابلة عناية كبيرة. ونحاول في الوقت نفسه تحسين قدرات الفريق على مستوى الاستحواذ على الكرة، والعمل على التّنويع في أساليب اللّعب حسب ما تقضيه متطلبات كلّ مباراة وهذا فضلا عن الاستغلال الجيّد للرّوح القتاليّة لأبنائنا وهم خليط من الخبرة والشّباب. ونسعى على الدّوام إلى توفير الإحاطة بكلّ العناصر، ومساعدتهم على تفجير طاقاتهم كما هو شأن المدافع - الهدّاف علاء البوسليمي، ونوجّه عنايتنا أيضا باللاّعبين الذين لهم مزاج خاصّ نسبيا مثل الزّغلامي ومحمّد علي المهذبي... وقد تصرّفنا كذلك بذكاء لإدماج المنتدبين في «ميركاتو» الشّتاء مثل مصعب ساسي، والكامروني «أونانا»، وقلبي. ونؤمن أيضا بروح المجموعة في العمل الذي ينجزه المدرب بالتعاون مع بقيّة مساعديه نبيل طاسكو، وعادل بن منصور، و صبري الحضري في كنف الانسجام، والتّناغم.

كيف تتعامل مع كابوس التّمويل، ومسلسل الاضرابات في صفوف اللاّعبين وهو ظاهرة اجتاحت السواد الأعظم من الجمعيات؟

أتفهّم جيدا مشاغل اللاّعبين، ونراعي تحرّكاتهم الاحتجاجيّة الهادفة إلى الحصول على مستحقّاتهم الماليّة ولكنّنا نرفض في المقابل أن تؤثّر هذه المشاكل في سير نشاط الجمعية، وإرباك التحضيرات. والحقيقة أنّ أبناءنا كانوا في مستوى المسؤولية الملقاة عليهم، واحتجّوا على التأخير في صرف جزء من مستحقّاتهم بطريقة حضاريّة. ولم يستغرق تحرّكهم سوى برهة من الزمن ودون أن نسجّل أي تعطيل في التمارين. ولا يمكننا في هذا الصّدد إلاّ أن نشيد مرّة أخرى باللاعبين لما أظهروه من نضج، وحكمة في التّعامل مع هذا الملف الذي أصبح الشّغل الشاغل لكلّ الأندية الـ»كبيرة»، والـ»صّغيرة».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا