برعاية

ما بعد المباراة | سواريز خطير حتى وهو مُراقب، لا تلوموا ماثيو وحده، وغرناطة كان مثل كلب ويل سميث

ما بعد المباراة | سواريز خطير حتى وهو مُراقب، لا تلوموا ماثيو وحده، وغرناطة كان مثل كلب ويل سميث

تحليل انتصار برشلونة على غرناطة برباعية مقابل هدف....

واصل برشلونة مطاردة المتصدر ريال مدريد وذلك بعد انتصاره على غرناطة المترنح والقريب من الدرجة الثانية بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في المباراة التي جرت بين الفريقين ضمن الجولة الـ29 من الدوري الإسباني لكرة القدم.

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء ...

■ غرناطة يذكّرني اليوم بالمشهد العبقري لويل سميث في فيلم I AM legend عندما أمسك بكلبه الذي أصابه الفيروس القاتل ليضطر لخنقه بأيدي باردة ... حاول الكلب المقاومة في بعض اللحظات لكنه كان كأنه مستسلمًا لقدره ويعرف أنه لا يمكنه تفاديه.

غرناطة كان كذلك .. حاول في بعض الأوقات في الشوط الثاني لكنه كان يعرف أن روحه على الأرجح ستخرج ويذهب آخر أمل عملي لعودته وإنقاذ نفسه من براثن الهبوط.

■ في الشوط الأول، ورغم التحصينات الدفاعية التي حاول غرناطة تدشينها باللعب بخمسة مدافعين صرحاء لم يتمكن الفريق من ذلك وظل الدفاع هشًا غير عصي على الاختراق.

وبرأيي فإن واحد من هذه الأسباب أن الفريق لجأ لما يشبه الليبرو متمثل في دافيد لومبان .. صحيح أن لومبان كلاعب قدم مباراة جيدة لكن تراجعه لخلف خط المدافعين الأساسي تسبب في الكثير من الكرات البينية لنيمار وسواريز بدون الوقوع في مصيدة التسلل، ولأن هذين اللاعبين لا يمكن الدخول معهم في سباقات سرعة واللحاق بهم كان سهلًا جدًا أن يتم الوصول لمرمى غرناطة .. فقط قلة تركيز عناصر البرسا أدت لتأخر الهدف الأول.

■ لكن متى كانت محاولات غرناطة على غرار محاولات كلب ويل سميث في الإفلات من مصيره؟ حدث هذا في بداية الشوط الثاني مع دخول المهاجم بوجا لأرض الملعب ليشكل خطورة في بعض الأوقات على دفاع برشلونة لسرعته الكبيرة.

عمد المدير الفني لغرناطة بيبي ميل على توصية بوجا إلى التمركز في جبهة جيريمي ماثيو مستفيدًا من قلة ثقة الأخير في نفسه ليتمكن بوجا من هزمه في أكثر من لقطة فسجل في مرة وكاد في أكثر من مرة أخرى.

■ بوجا لم يكن ليفعل شيء وحده، لكن هناك لاعبين آخرين كانا لافتين للنظر في صفوف غرناطة أولهما الغاني مبارك واكاسو الذي قدم شوطًا ثانيًا طيبًا مقارنة بزملائه وكان موزع لعب جيد وقادر على الاحتفاظ بالكرة.

أما اللاعب الثاني فكان البرازيلي أندرياس بيريرا الذي كان قادرًا على الاحتفاظ بالكرة لبعض الأوقات في نصف ملعب برشلونة والحصول على بعض الأخطاء التي تمكن فريقه من الصعود ومحاولة تهديد مرمى برشلونة.

■ لكن بقيت مشاكل الدفاع دون حل لذلك لم يستغل الفريق قدرته على تسجيل هدف التعادل وتلقى هدفًا ثانيًا بعد أقل من ربع ساعة على هدف بوجا ليفقد أي فرصة بعد ذلك في الوصول لتعادلٍ آخر بعد إحكام برشلونة القبضة أكثر على المباراة.

■ لكن أهم نقطة مضيئة لغرناطة في المباراة هي في مستوى حارسه المكسيكي أوتشوا الذي كان أحد أهم عناصر تأخير هدف التقدم الأول وكذلك أهم عناصر تأخير الهدف الثالث (هدف حسم المباراة) وهو المستوى الذي أعاد للأذهان مستواه الرائع في كأس العالم 2014.

برشلونة | فوز هادئ بأداء جيد، ولا يمكن لوم ماثيو وحده

■ عاد لويس إنريكي اليوم لطريقة 4/3/3 بعد فترة من اللعب بـ 3/4/3 ليعود سيرجي روبيرتو للتشكيل الأساسي، والحقيقة أن اللاعب قدم مستوى جيد إلى حدٍ كبير وهو أمر انسحب على أغلب عناصر برشلونة بينما كان هناك مستوى أعلى من الجيد بكل تأكيد قدمه لويس سواريز وجوردي ألبا اللذان كان نجمي المباراة برأيي.

■ الأكيد أنك ستجد تعليقات من نوعية "هذا غرناطة" لكن الأكيد أيضًا أنك شاهدت مستوى كبير من جانب لويس سواريز في المباريات الكبيرة .. ما أقصده هنا أن لويس سواريز يكون خطيرًا تقريبًا في كل مرة تصله الكرة فيها تقريبًا! لديه كل المقومات ليكون مرعبًا لأي دفاع في جُل فترات اللقاء.

الأمر لا يقتصر على تحركات البستوليرو المستمرة والدؤوبة والذكية بل إنه حتى يكون خطيرًا عندما تصله الكرة والمدافع في ظهره، فلديه قدرة كبيرة على الالتفاف بهذا المدافع وتحويل الأمر لانفراد أو لفرصة تسديد.

أما جوردي ألبا فليس فقط لصناعته هدف الافتتاح لكن لدوره الواضح في صناعة الخطورة في أغلب فترات المباراة خصوصًا في الفترة التي تلت تسجيل غرناطة لهدف التعادل .. وقتها كان ألبا هو مفتاح اللعب الأول في البرسا وقد كان على مستوى الحدث تمامًا.

■ صحيح أن مستوى جيريمي ماثيو بائس جدًا، لكن لا يمكن لوم اللاعب وحده على ظهوره بهذا الشكل.

فالبعض ينسى أن دفاع برشلونة ضعيف حتى دون وجود ماثيو فيه .. حدث ذلك في مباريات كثيرة سواء لعب البرسا بأربعة أو ثلاثة في الخط الخلفي .. البعض ينسى أن خافيير ماسكيرانو يعيش ربما أسوأ موسم له منذ وصوله لبرشلونة، كما أن البعض ينسى أن أومتيتي نفسه تعرض لمواقف تشبه الموقف الذي تعرض له ماثيو اليوم في لقطة الهدف.

ثغرات دفاع برشلونة واضحة منذ فترة ولا علاقة لها بماثيو وحده وقد تم سرد بعض أسبابها في تحليلات سابقة في مقدمتها بالنسبة لي هو أن قدرة برشلونة على استعادة الكرة في خط الوسط قد خفتت كثيرًا مقارنة بسنوات سابقة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا