الأسطورة «عتّوقة» لـ«الشّروق».. لا بدّ من «تحرير» الكرة من الدخلاء وإعادتها لأصحابهـا الأسطورة «عتّوقة» لـ«الشّروق».. لا بدّ من «تحرير» الكرة من الدخلاء وإعادتها لأصحابهـا

الأسطورة «عتّوقة» لـ«الشّروق».. لا بدّ من «تحرير» الكرة من الدخلاء وإعادتها لأصحابهـا الأسطورة «عتّوقة» لـ«الشّروق».. لا بدّ من «تحرير» الكرة من الدخلاء وإعادتها لأصحابهـا

منذ 7 سنوات

الأسطورة «عتّوقة» لـ«الشّروق».. لا بدّ من «تحرير» الكرة من الدخلاء وإعادتها لأصحابهـا الأسطورة «عتّوقة» لـ«الشّروق».. لا بدّ من «تحرير» الكرة من الدخلاء وإعادتها لأصحابهـا

ليس من المبالغة في شيء القول إنّ "عتّوقة" أسطورة من أساطير الجلد المدوّر في السّاحتين الافريقيّة، والعربيّة. ولن نجانب الصّواب أيضا عند التأكيد أنّه ملك الشّباك لكلّ الأوقات، وأنّه أيقونة الكرة التونسيّة (طبعا الكرة الحقيقيّة وليست تلك "المربّعة" التي تلعب في المكاتب في هذا الزّمان الذي لا يسمّى).

وقد نزل الصّادق ساسي (شهر "عتّوقة") ضيفا على "الشّروق". ولا يسعنا إلاّ أن نستمع لهذا العملاق الكبير بآذان صاغية وهو يتكلّم عن الكرة بمفاهيمها، وقيمها الأصيلة قبل أن تنحرف عن مسارها بفعل بعض الدخلاء الذين لا يمكنهم سوى الشّعور بالاستحياء وهم في حضرة هذا البطل الخالد، والذي عانق المجد دون أن يتشدّق يوما بإنجازاته، أويدّعي أنّه أحسن الحرّاس منذ أن تدحرجت أوّل كرة في برّ تونس.

سؤال تلهج به ألسن الكارهين لهذا الزّمن الرديء، والعاشقين لعصر الفنّ الأصيل، واللّعب الجميل: أين "عتّوقة"؟

يشهد التّاريخ ومعه الجمهور التّونسي العزيز على قلوبنا أنّنا قدّمنا الكثير للكرة التونسيّة. ولم أبخل شخصيا بحبّة عرق واحدة من أجل إعلاء راية الوطن التي استبسلت في الذّود عنها لسنوات طويلة. وقد لا تحتاج تجربتي الكبيرة مع نادي "باب الجديد" إلى التّذكير بحكم أنّني قاتلت في الميدان، واستأسدت في المرمى، وكنت الحارس الأمين للـ"غالية"، وساهمت من موقعي في إسعاد جمهور الفريق العريق. ونجح جيلنا بفضل العمل الجادّ، وروح العطاء، وحبّ "المريول" في إثراء خزينة الجمعيّة بعدد هائل من الألقاب المحليّة، والإقليميّة. وأعتقد أنّه لا يمكنني إلاّ أن أنظر إلى دفتر حياتي بفخر، وإعتزاز. وأظنّ أنّه لكلّ زمان رجاله. وبلغة أوضح يفرض المنطق أن نتابع الأحداث عن بعد، ونفسح المجال لهذا الجيل ليصنع نجاحات الكرة التونسية. وأقيم حاليا في الإمارات، وأحاول أن أواكب ما يحصل في تونس لحظة بلحظة سواء في مجال الرياضة، أوفي غيرها من القطاعات.

ما هي "الغنيمة" الأكبر التي ظفر بها عملاق مثلك بعد هذه المسيرة الخرافيّة في المنتخب، و"باب الجديد"؟

قد يتحدّث البعض عن المال، وربّما عن الشّهرة، والبطولات، والكؤوس، والجوائز الفخريّة، والإشادات الاعلاميّة علاوة على ربط العلاقات الواسعة مع كبار الشّخصيات... وغيرها من الامتيازات التي تتيحها كرة القدم. ومن وجهة نظري، تعتبر محبّة النّاس، وتقديرهم الكبير لمسيرتي الكرويّة الطويلة أفضل مكسب على الإطلاق. ولكم أن تتصوّروا روعة الشّعور الذي ينتابني الآن عندما يبادرني الأحبّاء بالتحيّة مستحضرين تصدياتي، وابداعاتي بدقّة عالية رغم مرور سنوات كثيرة عن إعتزالي اللّعب. فهل توجد ثروة أهمّ من هذه؟

في سياق الحديث عن النّجوميّة، والأضواء أليس من الغريب "تغييب" القامات الكرويّة، وأصحاب البطولات الحقيقيّة في المنابر الإعلاميّة التي "غزاها" العديد من الدّخلاء، والذين لا يملكون ربع إنجازاتك؟

لست الـ"كوارجي" الوحيد الذي يقرّر الابتعاد عن الأضواء. فقد حصل السّيناريو نفسه مع فيلق من اللاّعبين القدامى الذين تجاوزت شهرتهم الآفاق ("عتّوقة" نسج في هذا الإجراء على منوال عدّة لاعبين كبار بعضهم هجر الملاعب التونسيّة، والبعض الآخر أصبحوا من الرافضين للظهور في وسائل الإعلام على غرار تميم، والمغيربي، والهرقال، وسبقهم في ذلك الرّاحل، والرّمز الخالد الطّاهر الشّايبي...). وأظنّ أن مسيرتنا تتحدّث عنّا. ولا حاجة لنا بالإطلالات التلفزيّة، والإذاعيّة بشكل متكرّر، ومملّ. أمّا بخصوص الدخلاء فإنّهم اقتحموا كلّ المجالات، والقطاعات بما في ذلك الرياضة. ولا جدال حول تأثيراتهم السلبيّة. وكنت أتمنّى شخصيا أن تعود كرتنا إلى أصحابها الحقيقيين خاصّة أنّ تونس أنجبت أحسن، وأفضل اللاعبين، والمدربين، والمسيّرين أمثال الشتالي، والعقربي، وطارق، وحمّودة بن عمّار وهو من وجهة نظري مثال يحتذى في التّسيير. وقد يتفاجأ البعض عند القول إنّني أجهل المسؤولين الحاليين بما في ذلك هؤلاء الذين يشرفون على جامعتنا ("عتّوقة" يتحدّث بتلقائيّة، وليس من باب الاستفزاز أو"الحقرة" لا سامح الله)...

كيف تتابع التقلّبات الحاصلة في المنتخب وأنت أكثر من دافع عن ألوانه؟

ما أعرفه عن "كاسبرجاك" أنّه مدرّب يتمتّع بكفاءة عالية، ونزاهة كبيرة برهن عنهما أثناء تجربته الأولى منع الـ"نّسور" في تسعينات القرن الماضي عندما حقّق الرّجل نجاحات فريدة مع المنتخب (نهائي "كان" 96، والتأهّل إلى مونديال فرنسا 98). وأتمنّى أن يثبت جدارته بقيادة المنتخب للمرّة الثانية، وأن يسعد المحبين بالذهاب إلى مونديال روسيا. وهذا ليس بالأمر المستحيل على الجيل الحالي الذي يضمّ في صفوفه عدة عناصر موهوبة على رأسها يوسف المساكني. بقي أن ننبّه إلى ضرورة تحسين منظومتنا الدفاعيّة بعد أن بان بالكاشف أنّها لم ترتق بعد إلى مستوى الانتظارات. ولا شكّ في أنّ مثل هذا العائق قد يؤثّر في سلبيا في مشوار الـ"نّسور".

ما حكمك على أداء الحارس الأوّل للـ"نّسور" أيمن المثلوثي؟

أنا على بيّنة من المؤهلات التي يملكها حارس "ليتوال"، والمنتخب أيمن البلبولي بل أنّني كنت من العارفين بإمكاناته قبل أن يسطع نجمه في سماء الكرة التونسيّة. ومن المعلوم أنّ أيمن مرّ من مركّب منير القبائلي ما سمح آنذاك بإكتشاف مهاراته وذلك قبل أن يغادر الحديقة، وينحت مسيرة تستحقّ الإشادة، والتّنويه. وأعتبره شخصيا الحارس الأفضل في الساحة، وأجزم أنّه قادر على المزيد من التألق. وطالما أنّنا فتحنا موضوع حراسة المرمى أستغلّ فرصة الخوض في هذا الملف لننوّه بأداء الحارس الدولي للإفريقي فاروق بن مصطفى الذي يملك كلّ الخصال ليكون حارسا كبيرا شرط المثابرة في العمل. وأذكر شخصيا أنّني لم أستفد من موهبتي فحسب بل أنّني كنت أتدرّب (على طريقة الأجانب) صباحا مساء لأصنع الفارق مع الافريقي، والمنتخب...

الكلام عن حرّاس تونس يفتح قوسا آخر أثار جدلا واسعا وتاريخيا محوره: من الأفضل عبر التّاريخ؟

مستحيل أن أبيح لنفسي الوقوع في فخّ الغرور، ومن المرفوض أن أنصّب نفسي ملكا للشباك، أو أن أعلن على الملأ أنّني الحارس الأفضل على الإطلاق في تونس. وأعتقد أن الخضراء أنجبت مواهب كبيرة في حراسة المرمى. وقد ظلّت ابداعاتها خالدة في ذاكرة المحبين على مرّ العصور، والأزمان على غرار كانون، والعيّاشي، والواعر الذي لا اختلاف حول مؤهلاته العريضة، والذي أعتبره ضمن أحسن الحرّاس الذين عرفتهم كرتنا. ونأتي إلى مسألة الاستفتاءات المتعلّقة بالحارس الأفضل لكلّ الأوقات، ونؤكد في هذا السّياق أنّ موقفي واضح، وصريح في هذا الموضوع. وأعتقد أنّ طرفين فحسب بوسعهما الفصل في الملف، ولعب دور الحكم وهما الجمهور، والتّاريخ...

كتبت اسمك بحروف ذهبيّة في سجّلات المنتخب. وقد يحتاج الخوض في تفاصيل مسيرتك الاستثنائيّة إلى مجلّدات، أو"فيلم" كذلك الذي يروي جانبا من مشوارك الذي لا يمكن أن نتصفّحه دون سؤالك عن علاقتك بـ"المعلّم" عبد المجيد الشتّالي؟

لقد قمت بواجبي على أحسن وجه مع المنتخب أثناء التصفيات المؤهلة لمونديال 78 في الأرجنتين. ويعرف القاصي والداني أنّ مهمّتنا كانت عسيرة بحكم أنّه كان لزاما على الـ"نسور" التفوّق على منتخبات عتيدة مثل مصر، ونيجيريا، والجزائر، والمغرب (ولن أنسى طبعا نجاحي في التّصدي لركلة الجزاء التي نفّذها نجم المغرب، وملك إفريقيا في 75 وهو فراس)... ولن نبالغ طبعا إذا قلنا إنه كان علينا أن نهزم افريقيا بأسرها لنحقّق حلم التونسيين، وصنع الفرح في مونديال الأرجنتين (في تلك الفترة يترشّح منتخب افريقي وحيد إلى كأس العالم). وكنت أمنّي النّفس طبعا بأن تتوج مسيرتي الزاخرة بالألقاب بمشاركة تاريخية مع المنتخب الوطني في المونديال غير أنّني عشت ظروفا خاصّة عشيّة ذلك الحدث المميّز ما حكم عليّ بمتابعة الملحمة من بنك الإحتياط أثناء النهائيات، والتنازل عن موقعي لزميلي في الإفريقي مختار النايلي. ويعتقد البعض أن المدرب الكبير، والعبقري عبد المجيد الشتالي الذي أعتبره من أفضل المدربين التونسيين قد هضم حقوقي، وظلمني. وهذه الرواية مجانبة للصّواب. ذلك أنني ظلمت نفسي، ولم أكن جاهزا لخوض ملحمة الأرجنتين (بين روزاريو، وكوردبا) في ظلّ الظّروف الصّعبة التي عشتها آنذاك في الإفريقي، حيث أنّني اختلفت مع أهل الدار في بعض المسائل بطريقة أثّرت في جاهزيتي. والمهمّ أنّ كلّ العناصر ساهمت آنذاك في تشريف راية تونس سواء في التّصفيات، أوالنهائيات...

أفنيت عمرا دفاعا عن "الغالية"، وأحرزت مع الجمعيّة ألقابا كثيرة، فكيف تنظر اليوم إلى واقع النادي؟

الافريقي يفاخر بماضيه السّعيد، ويعتزّ بمجده التليد. ويحلم على الدوام بتحقيق المزيد من النجاحات مهما كانت الصّعوبات، والمشاكل وهي ليست حكرا على الافريقي، وموجودة في كلّ الجمعيات التونسيّة، والعالميّة. ولا يساورني أدنى في قدرة الجيل الحالي على إسعاد الجمهور الغالي بلقب أوأكثر خاصّة أنّ الفريق يراهن على "الأميرة"، وكأس الـ"كاف". كما أنّ الأماني مازالت ممكنة في البطولة.

هل أنّ قنوات الاتّصال مفتوحة بينك وبين المسؤولين الحاليين للجمعيّة خاصّة أنّك من الرموز الخالدة في "باب الجديد"؟

رغم إقامتي في الخليج فإنّني أتواصل مع مختلف مكوّنات العائلة الرياضيّة في تونس. قد سمحت الفرصة بملاقاة رئيس النادي سليم الرياحي في الإمارات. ولم يترك هذا اللّقاء يمرّ دون أن يشكرني على كلّ ما قدّمته للجمعيّة...

العارفون بـ"عتّوقة" يدركون أنّه يحمل بين ضلوعه عشقا جميلا، وحبّا معلنا لـ"بقلاوة" كريت، والمغريبي، والجندوبي، والهرقال... فكيف تقبّلت "سابقة" نزولها إلى منطقة الظلّ؟

أنا أعشق المنتخب أوّلا، والافريقي ثانيا، و"البقلاوة" ثالثا. وأحب كلّ الجمعيات التونسيّة. وأتمنّى النّجاح لرياضتنا في كلّ الاختصاصات لإيماني الرّاسخ بدورها في تقديم صورة جيّدة عن البلاد خارج حدود الوطن. ونعود إلى موضوع الملعب التونسي لنؤكد أنّني من المساندين لفريق باردو (بعد الافريقي طبعا). وأتمنّى من أعماق قلبي أن يستعيد هذا الصّرح الكروي الكبير مكانه في دائرة الأضواء في أقرب الآجال. (من المعروف أن "عتّوقة" كان على مرمى حجر من اللّعب لفائدة "البقلاوة" بإيعاز من رئيسه في العمل وذلك قبل أن تتغيّر المعطيات، ويتجه إلى نادي "باب الجديد"، ويصبح أحد أبرز حرّاس تونس بمساعدة من المدرب الشّهير "فابيو" الذي يقول الصّادق إنّه يدين له بالكثير).

ليس من المبالغة في شيء القول إنّ "عتّوقة" أسطورة من أساطير الجلد المدوّر في السّاحتين الافريقيّة، والعربيّة. ولن نجانب الصّواب أيضا عند التأكيد أنّه ملك الشّباك لكلّ الأوقات، وأنّه أيقونة الكرة التونسيّة (طبعا الكرة الحقيقيّة وليست تلك "المربّعة" التي تلعب في المكاتب في هذا الزّمان الذي لا يسمّى).

وقد نزل الصّادق ساسي (شهر "عتّوقة") ضيفا على "الشّروق". ولا يسعنا إلاّ أن نستمع لهذا العملاق الكبير بآذان صاغية وهو يتكلّم عن الكرة بمفاهيمها، وقيمها الأصيلة قبل أن تنحرف عن مسارها بفعل بعض الدخلاء الذين لا يمكنهم سوى الشّعور بالاستحياء وهم في حضرة هذا البطل الخالد، والذي عانق المجد دون أن يتشدّق يوما بإنجازاته، أويدّعي أنّه أحسن الحرّاس منذ أن تدحرجت أوّل كرة في برّ تونس.

سؤال تلهج به ألسن الكارهين لهذا الزّمن الرديء، والعاشقين لعصر الفنّ الأصيل، واللّعب الجميل: أين "عتّوقة"؟

يشهد التّاريخ ومعه الجمهور التّونسي العزيز على قلوبنا أنّنا قدّمنا الكثير للكرة التونسيّة. ولم أبخل شخصيا بحبّة عرق واحدة من أجل إعلاء راية الوطن التي استبسلت في الذّود عنها لسنوات طويلة. وقد لا تحتاج تجربتي الكبيرة مع نادي "باب الجديد" إلى التّذكير بحكم أنّني قاتلت في الميدان، واستأسدت في المرمى، وكنت الحارس الأمين للـ"غالية"، وساهمت من موقعي في إسعاد جمهور الفريق العريق. ونجح جيلنا بفضل العمل الجادّ، وروح العطاء، وحبّ "المريول" في إثراء خزينة الجمعيّة بعدد هائل من الألقاب المحليّة، والإقليميّة. وأعتقد أنّه لا يمكنني إلاّ أن أنظر إلى دفتر حياتي بفخر، وإعتزاز. وأظنّ أنّه لكلّ زمان رجاله. وبلغة أوضح يفرض المنطق أن نتابع الأحداث عن بعد، ونفسح المجال لهذا الجيل ليصنع نجاحات الكرة التونسية. وأقيم حاليا في الإمارات، وأحاول أن أواكب ما يحصل في تونس لحظة بلحظة سواء في مجال الرياضة، أوفي غيرها من القطاعات.

ما هي "الغنيمة" الأكبر التي ظفر بها عملاق مثلك بعد هذه المسيرة الخرافيّة في المنتخب، و"باب الجديد"؟

قد يتحدّث البعض عن المال، وربّما عن الشّهرة، والبطولات، والكؤوس، والجوائز الفخريّة، والإشادات الاعلاميّة علاوة على ربط العلاقات الواسعة مع كبار الشّخصيات... وغيرها من الامتيازات التي تتيحها كرة القدم. ومن وجهة نظري، تعتبر محبّة النّاس، وتقديرهم الكبير لمسيرتي الكرويّة الطويلة أفضل مكسب على الإطلاق. ولكم أن تتصوّروا روعة الشّعور الذي ينتابني الآن عندما يبادرني الأحبّاء بالتحيّة مستحضرين تصدياتي، وابداعاتي بدقّة عالية رغم مرور سنوات كثيرة عن إعتزالي اللّعب. فهل توجد ثروة أهمّ من هذه؟

في سياق الحديث عن النّجوميّة، والأضواء أليس من الغريب "تغييب" القامات الكرويّة، وأصحاب البطولات الحقيقيّة في المنابر الإعلاميّة التي "غزاها" العديد من الدّخلاء، والذين لا يملكون ربع إنجازاتك؟

لست الـ"كوارجي" الوحيد الذي يقرّر الابتعاد عن الأضواء. فقد حصل السّيناريو نفسه مع فيلق من اللاّعبين القدامى الذين تجاوزت شهرتهم الآفاق ("عتّوقة" نسج في هذا الإجراء على منوال عدّة لاعبين كبار بعضهم هجر الملاعب التونسيّة، والبعض الآخر أصبحوا من الرافضين للظهور في وسائل الإعلام على غرار تميم، والمغيربي، والهرقال، وسبقهم في ذلك الرّاحل، والرّمز الخالد الطّاهر الشّايبي...). وأظنّ أن مسيرتنا تتحدّث عنّا. ولا حاجة لنا بالإطلالات التلفزيّة، والإذاعيّة بشكل متكرّر، ومملّ. أمّا بخصوص الدخلاء فإنّهم اقتحموا كلّ المجالات، والقطاعات بما في ذلك الرياضة. ولا جدال حول تأثيراتهم السلبيّة. وكنت أتمنّى شخصيا أن تعود كرتنا إلى أصحابها الحقيقيين خاصّة أنّ تونس أنجبت أحسن، وأفضل اللاعبين، والمدربين، والمسيّرين أمثال الشتالي، والعقربي، وطارق، وحمّودة بن عمّار وهو من وجهة نظري مثال يحتذى في التّسيير. وقد يتفاجأ البعض عند القول إنّني أجهل المسؤولين الحاليين بما في ذلك هؤلاء الذين يشرفون على جامعتنا ("عتّوقة" يتحدّث بتلقائيّة، وليس من باب الاستفزاز أو"الحقرة" لا سامح الله)...

كيف تتابع التقلّبات الحاصلة في المنتخب وأنت أكثر من دافع عن ألوانه؟

ما أعرفه عن "كاسبرجاك" أنّه مدرّب يتمتّع بكفاءة عالية، ونزاهة كبيرة برهن عنهما أثناء تجربته الأولى منع الـ"نّسور" في تسعينات القرن الماضي عندما حقّق الرّجل نجاحات فريدة مع المنتخب (نهائي "كان" 96، والتأهّل إلى مونديال فرنسا 98). وأتمنّى أن يثبت جدارته بقيادة المنتخب للمرّة الثانية، وأن يسعد المحبين بالذهاب إلى مونديال روسيا. وهذا ليس بالأمر المستحيل على الجيل الحالي الذي يضمّ في صفوفه عدة عناصر موهوبة على رأسها يوسف المساكني. بقي أن ننبّه إلى ضرورة تحسين منظومتنا الدفاعيّة بعد أن بان بالكاشف أنّها لم ترتق بعد إلى مستوى الانتظارات. ولا شكّ في أنّ مثل هذا العائق قد يؤثّر في سلبيا في مشوار الـ"نّسور".

ما حكمك على أداء الحارس الأوّل للـ"نّسور" أيمن المثلوثي؟

الخبر من المصدر