برعاية

مارسيل دوسايي | من الليج 1 إلى النجومية العالمية

مارسيل دوسايي | من الليج 1 إلى النجومية العالمية

قلب الدفاع الأسطوري مارسيل دوسايي قاد فرنسا للقب مونديال 1998، ولكنه صنع اسمه مع مارسيليا في رحلة الفريق للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه...

لم يحصل أسطورة دفاع فرنسا "مارسيل دوسايي" على لقب "الصخرة" فقط بسبب طوله الفارع (186 سم) ووزنه الذي تعدى الـ80 كيلو جراماً، مما جعله يبدو كأشجار السنديان العملاقة، ولكن أيضاً بسبب قوته، صلابته وطبيعته القاسية.

وفي هذا الصدد، الأوروجوياني الدولي الأسبق جوستافو بويت، على زميله السابق في صفوف تشيلسي قائلاً "الصخرة كان رائعاً، لقد كان لاعباً فائزاً ولهذا تم تقديره في صفوف تشيلسي".

أما نجم هجوم ليفربول ومنتخب إنجلترا السابق مايكل أوين، فيتذكر دوسايي قائلاً "لقد كان وحشاً من المستحيل أن تواجهه نظرياً، فلم يكن يقل سرعةً أو قوةً عن أي مهاجمٍ يلعب ضده".

ولم يختلف الرجل الذي كان يقف خلف دوسايي لحماية عرين منتخب بلادهما فرنسا خلال حملته الناجحة للفوز بمونديال 1998 على أرضهم وأمام جماهيرهم، فابيان بارتيز، والذي صرَّح قائلاً "دوسايي كان مقاتلاً أكثر منه قائداً للفريق، فقد كان صخرةً بحق".

وُلِد دوسايي في عاصمة غانا أكرا باسم "أودينكي أبي"، وتم تغيير اسمه لدوسايي حينما تزوجت أمه بأحد الدبلوماسيين الفرنسيين وانتقلت معه للعيش في فرنسا حينما كان في الـ4 من عمره عام 1972.

كان والد دوسايي يأمل في أن يلتحق ابنه بالجامعة، ولكن الطفل الصغير وقع في حب كرة القدم منذ مارسها لأول مرةٍ في المدرسة، ليلتحق بأخيه الكبير "سيث أدونكور" في صفوف ناشئي نادي نانت الفرنسي، حيث اختار له المشرفون على قطاع الناشئين اللعب في قلب الدفاع إلى جوار "ديدييه ديشان"، قائد فرنسا الأسبق والمدير الفني الحالي للمنتخب الأول، وشق دوسايي طريقه لصفوف الفريق الرديف بعمر الـ17 عاماً، قبل أن يخوض مباراته الأولى بقميص الفريق الأول للنادي في الـ18 من عمره.

ولم يكن ممكناً ألا يلاحظ أحداً قوته وضماناته الكبيرة التي يعطيها كمدافع، فسرعان ما وصله عرضان من عملاقي الليج 1 موناكو وأوليمبيك مارسيليا لإغرائه بالرحيل عن نانت، ليتم وضعه أمام المفاضلة الأولى في حياته الاحترافية في نهاية موسم 1991-1992 حينما كان في الـ21 من عمره.

وتذكر دوسايي ذلك الموقف قائلاً "كنت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع لموناكو، فقد كان أكثر توازناً من مارسيليا وكانت عائلتي تفضل أن أنضم له أيضاً. فقد كان كل شئٍ أكثر جنوناً في مارسيليا، إذ كانت الضغوطات أكبر بكثيرٍ هناك، ولكن هذا هو ما جذبني لاختياره في نهاية المطاف، فقد أردت اللعب تحت ضغوطات التحديات الكبرى".

وأضاف  قائلاً "التوقيع لمارسيليا كان بمثابة حلمٍ تحقق بالنسبة لي، فقد كان كل ما حدث لي فيما بعد أشبه بالسحر، وأحياناً أعاني في كيفية تفسير كل ما حدث هناك لنفسي حتى يومنا هذا".

في غرفة تغيير ملابس مارسيليا، كان دوسايي يجلس كتفاً بكتف مع نجومٍ مثل: بارتيز، رودي فولر، ألين بوكسيتش، باسيلي بولي بالإضافة لزميله القديم في صفوف نانت، ديشان، والذي أصبح قائداً لمارسيليا... وقد ساعد العمل الدؤوب ودراسة اللاعبين جيداً دوسايي على ترسيخ نفسه كأحد النجوم سريعاً.

فاز مارسيليا بلقب الليج 1 في أول موسمٍ لدوسايي مع النادي 1992-1993 قبل أن يتم سحب اللقب فيما بعد بواسطة الاتحاد الفرنسي عقب اتهام رئيس مارسيليا المثير للجدل حينها "بيرنارد تابيي" باالاشتراك في التلاعب بنتائج بعض المباريات... على أي حال، وصل فريق الجنوب الفرنسي أيضاً لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرةٍ في تاريخه في نفس هذا الموسم، ليضرب موعداً مع عملاق أوروبا، ميلان الإيطالي.

كان الروسونيري حينها يزهو بامتلاكه لملوك كرة القدم على غرار كلٍ من: فرانكو باريزي، باولو مالديني، فرانك رايكارد وماركو فان باستن، والذين شكلوا جميعاً نواة فوز ناديهم بلقبين متتاليين في دوري الأبطال عامي 1989 و1990 على الترتيب.

وكان مارسيليا حينها هو المرشح الأكبر للخسارة بكل تأكيد، علماً بأن المباراة كانت تُعتبر ثاريةٌ بالنسبة لميلان الذي انسحب قبلها بعامين أمام مارسيليا في إياب ربع نهائي دوري الأبطال بحجة فقدان اللاعبين لتركيزهم عقب انقطاع الأضواء عن بعض عواميد إنارة الملعب في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع وإيقاف المباراة لربع ساعة، ليتأهل مارسيليا لنصف النهائي قبل أن يخسر نهائي المسابقة أمام ريد ستار بلجراد الصربي عام 1991.

وفي المباراة النهائية التي استضافها ملعب بايرن ميونيخ السابق "أوليمبياشتاديون، عمل لاعبو مارسيليا على إبقاء فان باستن ورفاقه بعيداً عن مرماهم، وبعدما تمكن المدافع الإيفواري بولي من الارتقاء قـ43 ليحول ركنية النجم الغاني عبيدي بيليه إلى داخل شباك ميلان، قام دوسايي وشركائه في خط الدفاع بإغلاق المباراة أمام نجوم الديافولو، ليصبح مارسيليا أول فريقٍ فرنسيٍ في التاريخ يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا