برعاية

بعد أن عاد الترجي سالما من جحيم كوناكري ... البنــزرتــي غــاضب والفـرجانـي ينفجـر بعد أن عاد الترجي سالما من جحيم كوناكري ... البنــزرتــي غــاضب والفـرجانـي ينفجـر

بعد أن عاد الترجي  سالما من جحيم كوناكري   ... البنــزرتــي غــاضب والفـرجانـي  ينفجـر   بعد أن عاد الترجي  سالما من جحيم كوناكري   ... البنــزرتــي غــاضب والفـرجانـي  ينفجـر

رغم خبرته الطّويلة في الكؤوس الافريقيّة والأسبقيّة التي حقّقها في الذّهاب، فإنّ شيخ الأندية التونسيّة عاش كابوسا مزعجا في غينيا.

وعاد الفريق أمس من جحيم «كوناكري» سالما غانما بعد رحلة شاقّة استغرقت حوالي 12 ساعة. وقد اجتمعت عدّة عوامل وحكمت على فريق «الدم والذهب» بمواجهة المتاعب التي لم تثنيه عن النّجاح في اقتلاع بطاقة العبور إلى دور المجموعات لرابطة الأبطال.

عانق الترجي شباك «حوريا» في ثلاث مناسبات أثناء لقاء الذهاب في رادس وذلك في الوقت الذي خطف فيه ممثّل غينيا هدفا يتيما عن طريق «ياكوبا»، وقد أثار هذا الهدف مخاوف الجميع وذلك لسببين اثنين: الأوّل يكمن في الطريقة الغريبة التي جاء من خلالها هدف الضيوف. أمّا السّبب الثاني فيتمثّل في استفادة «حوريا» من الهدف المسجّل من الناحيتين المعنوية، والحسابيّة في حوار الايّاب في العاصمة الغينيّة التي كان من المتوقّع أن يقوم فيها الخصم بشتّى أنواع الاستفزازات، والتجاوزات ليقلب الطّاولة على نادي «باب سويقة». وقد صدقت التّكهنات بل إنّ شطحات الغينيين فاقت كلّ التصوّرات، حيث لم يترك منافس الترجي «حيلة» إلاّ واستخدمها لتحقيق مآربه.

وجد مصطلح «الغورة» رواجا كبيرا في البطولة التونسيّة بمختلف رابطاتها لكن يبدو أنّ هذا السّلوك متغلل أكثر في أدغال افريقيا السوداء. وقد جاء مسلسل الرّعب الذي عاشه الترجي في «كوناكري» ليؤكد بما لا يدع مجالا للشكّ أنّ عدّة ملاعب في القارة الافريقيّة مازالت خارج نطاق السّيطرة. وبان بالكاشف أنّ «حوريا» جهّزت كلّ الوسائل المشروعة، والممنوعة للإطاحة بالترجي. وافتضح مخطّط الغينيين منذ وصول البعثة الصفراء والحمراء إلى المطار، حيث كان الاستقبال «باردا»، وبشكل ينذر بالخطر. ولم يعر سفير تونس (الخبير بشطحات الأفارقة) هذا الأمر اهتماما كبيرا إلى حين الوقوف على النوايا «الخبيثة» للمحليين الذين رفعوا الـ»فيتو» في وجه التلفزات لتدور المباراة في العتمة، وبطريقة تخفي بها «حوريا» التجاوزات المبرمجة، وتتستّر بفضلها على «الهدايا» المنتظرة من طاقم التحكيم بقيادة الغمبي «باكاري قاساما» الذي قلنا قبل اللّقاء إنّه من المستبعد أن يتلاعب بسمعته، وأن ينساق لضغوطات الغينيين خاصّة أنّ الرّجل أشهر من نار على علم. وسبق له أن ظهر في الـ»كان»، والـ»شان»، والأولمبياد، وحتّى المونديال. وقد خالف «قاساما» التوقّعات، و»تعاطفت» صافرته مع الغينيين الذين أدركوا أن كلّ الظّروف تصبّ في مصلحتهم، وتوهّموا أنّ حلم قهر الترجي ممكن خاصّة بعد أن وضعوا الحكم في المكتوب. ويدين الترجي بالكثير لظهيره الأيمن ايهاب المباركي الذي خطف هدفا وزنه من ذهب، وأنقذ هذا الهدف (الذي تخلّل ثنائية «حوريا») الجمعيّة من سيناريو أسود في عام يحلم فيه شيخ «المحترفين» بالقبض على كلّ الألقاب.

دارت مباراة «كوناكري» في ظروف استثنائيّة ووسط أجواء قاسية، ويحسب لشيخ الأندية التونسيّة خروجه من هذا الفخّ بسلام ولكن ذلك لا يحجب أبدا مسؤوليّة اللاّعبين الذين عقّدوا مهمّة الجمعية في المواجهة المكرّرة أمام «حوريا». وقد اعترف بعضهم بالوقوع في المحظور، والتسبّب في المتاعب. ولعب الفريق بالنّار، وكاد أن يخسر الرّهان جرّاء الهفوات الفادحة في الدّفاع علاوة على عدم استغلال مباراة الذّهاب في راس لتسجيل صابة من الأهداف من أجل القضاء بصفة مبكّرة على أطماع الغينيين، وقبر أحلامهم في رادس طالما أنّ المقابلات التي تدور خارج الديار تجرى في أجواء غير عادية.

لم يخف فوزي البنزرتي غضبه الشّديد من بعض لاعبيه خاصّة حارس المرمى معز بن شريفيّة، وعناصر الدّفاع. والحقيقة أنّ انزعاج مدرب فريق «باب سويقة» له مبرّراته. ذلك أنّ شباك شيخ الأندية التونسيّة اهتزّت في ثلاث مناسبات أمام «حوريا» وهو أمر غير مقبول في فريق يراهن على رابطة الأبطال، وسيصطدم مستقبلا بعمالقة افريقيا.

كان الفرجاني ساسي في حاجة إلى أعصاب من حديد ليتجنّب الانهيار بعد أن أقصاه مدرّب الـ»نسور» بطريقة أثارت استغراب الجماهير التونسية على اختلاف ألوانها في ظلّ الإجماع الحاصل على اللّمسة الفنية العالية، و»الفورمة» الكبيرة للفرجاني الذي دفع «المسكين» ثمن تعبيره عن موقفه إثر خيبة الـ»كان». وكان الفرجاني أمس الأوّل في المستوى المأمول، وبادر أيضا بتوضيح علاقته مع «كاسبرجاك» مؤكدا أنّه اتّصل به ليخبره بأنّه وضعه خارج حساباته لدواع إداريّة بحتة: أي أنّ القرار صادر عن الدكتور وديع الذي بان بالكاشف أنّه لا يفقه لا في الكرة، ولا في التسيير. والأخطر من ذلك أنه قد يساهم بسياسته الارتجاليّة في هزّ معنويات مواهبنا التي تعدّ على أصابع اليد، والتي من المفترض أن نحسن تأطيرها، وندفعها لمزيد التألّق لتساهم في اقتلاع بطاقة التأهل إلى المونديال، وانقاذ الجامعة من فضيحة جديدة. ونعود للحديث عن معدن الفرجاني لنؤكد أنّه لم يثبت أنّه فنّان في الميدان فحسب بل أنّه أظهر أيضا حكمة عالية في تفسيره للقرار الظّالم بإبعاده من المنتخب. وقال ساسي إنّه على استعداد للإعتذار وذلك رغم يقين الجميع بأنّ الفرجاني لم يرتكب جرما يعاقب عليه سوى التّفاعل مع صدمة التونسيين بعد مهزلة بوركينا. والأدهى والأمر أنّ ساسي كان يذرف دموع الحسرة وهو يتكلّم عن تلك النكسة التي كان من المفترض أن يحاسب على إثرها المكتب الجامعي، والمدرب، ومعهما الطّبيب (بسبب حمّام الثّلج) لا اللاّعب الذي أبدع في الملعب، وخاطب الشّعب بلهجة المتألّم... 

رغم خبرته الطّويلة في الكؤوس الافريقيّة والأسبقيّة التي حقّقها في الذّهاب، فإنّ شيخ الأندية التونسيّة عاش كابوسا مزعجا في غينيا.

وعاد الفريق أمس من جحيم «كوناكري» سالما غانما بعد رحلة شاقّة استغرقت حوالي 12 ساعة. وقد اجتمعت عدّة عوامل وحكمت على فريق «الدم والذهب» بمواجهة المتاعب التي لم تثنيه عن النّجاح في اقتلاع بطاقة العبور إلى دور المجموعات لرابطة الأبطال.

عانق الترجي شباك «حوريا» في ثلاث مناسبات أثناء لقاء الذهاب في رادس وذلك في الوقت الذي خطف فيه ممثّل غينيا هدفا يتيما عن طريق «ياكوبا»، وقد أثار هذا الهدف مخاوف الجميع وذلك لسببين اثنين: الأوّل يكمن في الطريقة الغريبة التي جاء من خلالها هدف الضيوف. أمّا السّبب الثاني فيتمثّل في استفادة «حوريا» من الهدف المسجّل من الناحيتين المعنوية، والحسابيّة في حوار الايّاب في العاصمة الغينيّة التي كان من المتوقّع أن يقوم فيها الخصم بشتّى أنواع الاستفزازات، والتجاوزات ليقلب الطّاولة على نادي «باب سويقة». وقد صدقت التّكهنات بل إنّ شطحات الغينيين فاقت كلّ التصوّرات، حيث لم يترك منافس الترجي «حيلة» إلاّ واستخدمها لتحقيق مآربه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا