برعاية

ما بعد المباراة | 3 أسباب باسكية تجعلها بروفة بافارية مصغّرة لريال مدريد

ما بعد المباراة | 3 أسباب باسكية تجعلها بروفة بافارية مصغّرة لريال مدريد

تحليل انتصار ريال مدريد الثمين في سان ماميس...

عاد ريال مدريد بثلاث نقاط غالية من ملعب سان ماميس الجديد وذلك بعدما تمكن من الفوز على أتلتيك بلباو بهدفين لهدف في المباراة الصعبة التي جرت ضمن مباريات الجولة الـ27 من الدوري الإسباني الذي واصل الميرينجي تصدره بهذا الفوز الثمين من هذا الملعب الصعب.

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء ...

أتلتيك بلباو | كعكة جيدة، تفسدها تفاصيل صغيرة  

■ كما كان متوقعًا، كان أتلتيك بلباو خصمًا شرسًا على أرضه .. الفريق عكف على ممارسة الضغط العالي منذ بداية المباراة على ريال مدريد وقد نجح في ذلك نسبيًا لكن في كل مرة كان يفشل فيها كانت الكرة تتحول لهجمة خطيرة فعلًا لريال مدريد.

أراد بلباو منع ريال مدريد من الاستحواذ وقد نجح في ذلك، لكنه ربما فشل في منع خطورة الريال وهذا هو المطلوب في النهاية.

■ على مدار شوطي المباراة كانت الجبهة اليمنى لبلباو صداعًا في رأس ريال مدريد واستغل النادي الباسكي لاعبه إينياكي ويليامز بأفضل ما يكون بعدما تفوق بشكل واضح على مارسيلو في جميع أوقات المباراة حتى جاء وقت تدخل زين الدين زيدان الذي قلل إلى حدٍ ما من خطورة الباسكي الأسمر لكنه لم ينجح أبدًا في إنهاء عنفوان هذا الجناح اليافع.

الفارق فقط بين أداء ويليامز في الشوط الأول والشوط الثاني كان في دقة عرضياته، ففي الشوط الأول كان ويليامز أقل دقة وبالتالي لم يتمكن أريتز أدوريث وراؤول جارسيا من استغلال تلك العرضيات المستمرة.

■ اليوم احتاج أتلتيك بلباو للاعب خط وسط أفضل في الاختراق من بينيات وإيتوراسبي، فعندما أخلى زيدان منطقة قلب الوسط لعيون الأجنحة كان النادي الباسكي يحتاج للاعب إما يخترق ويسدد أو على الأقل يجبر لاعبي ارتكاز ريال مدريد المتبقيين على التسمّر في هذه المنطقة وعدم المشاركة في محاولة حصار أجنحة أتلتيك بلباو.

لكن هذا لم يحدث، وظل كاسيميرو يشارك في تغطية الأجنحة وقد نجح في عدة مرات بنفسه في إيقاف تمريرات بينية مؤثرة من هذه المناطق.

لاعب الوسط الوحيد الذي كان مؤثرًا هو راؤول جارسيا والمرسوم له دوره بوضوح، فهو ليس صانع ألعاب رقم 10 بل هو أشبه بمهاجم ثانٍ يشترك في العرضيات مع أدوريث ويخفف من الرقابة عليه وقت تلك العرضيات ويعود ليكون لاعب وسط ثالث في الحالة الدفاعية.

وربما تفطّن إرنستو فالفيردي لهذا الأمر فأشرك الموهوب سوسايتا بدلًا من راؤول جارسيا لكن كان هذا التبديل متأخرًا فقد جرى في الدقيقة 86 بعدما تراجع ريال مدريد أكثر وبات الاختراق صعبًا جدًا بينما كان غريبًا أن يخرج راؤول جارسيا في الدقائق الأخيرة في وقت بات واضحًا أن الحل الوحيد لبلباو هو العرضيات.

■ لست معترضًا على تطبيق أتلتيك بلباو للضغط العالي فربما كان الأسلوب الأمثل لمواجهة ريال مدريد، لكن ربما كان هناك تهورًا في تطبيقه فالأظهرة كانت دائمة الصعود للضغط على لاعبي الوسط لخلق كماشة عليهم ما منح مساحات لرونالدو وجاريث بيل خصوصًا للأول لاستغلالها في تلقي كرات طويلة ذكية من لاعبي وسط ريال مدريد.

■ تبديلات فالفيردي إما لم تأتِ بجديد أو كانت متأخرة .. اشتراك مونياين كان يبدو لوهلة أنه سيشكل فارقًا في المباراة لكن يبدو وأن مونيايين قد فقد رشاقة المراهقة وبات أكثر ميلًا للتمرير للزميل بدون مخاطرة الاختراق لذلك لم يأتِ بشيء مؤثر بوضوح وهو أمر احتاجه بلباو جدًا لخلق ضغط أكبر على ريال مدريد من الجبهتين وذلك لمنع كارباخال من الانضمام الدائم لمساندة قلبي الدفاع في العرضيات كما كان يفعل.

أما اشتراك ميكيل ريكو وسوسايتا فالأول أقل موهبة من بينيات أصلًا لذلك لم يجد حلولًا بينما الثاني اشترك متأخرًا جدًا بما لم يسعفه لصنع الفارق.

■ نهاية، بلباو قدم مباراة جيدة لكن أفسدتها التفاصيل الصغيرة كتقدم الأظهرة المبالغ فيه لجظة الضغط أو في فقدان التركيز في لحظات مهمة من المباراة كلحظة تلقي الهدف الثاني أو حتى في أوقات تفوق الفريق حيث غابت في بعض الأحيان الدقة في التمريرة قبل الأخيرة ليخسر الفريق في مباراة كانت متكافئة.

ريال مدريد | بروفة مُصغّرة "ناجحة" للقاء بايرن ميونخ

■ مباراة اليوم كانت بروفة صغيرة ناجحة لمباراة الذهاب أمام بايرن ميونخ مع كامل فهمي إلى أنها أمام فريق أقل جودة من النادي البافاري .. الأسباب أفسّرها في الآتي

■ أولًا فريق يلعب بضغطٍ عالٍ كما هو متوقع مع ما سيحدث أمام بايرن ميونخ، والحقيقة أنه رغم أن الأمور تبدو في غير صالح ريال مدريد في المباراة على هذا الصعيد -فبلباو حاصرهم لفترات طويلة- إلا أنه برأيي فإن ريال مدريد نجح في هذا الأمر، فقد هرب خط وسطه بما يكفي لصنع خطورة على مرمى المنافس بل وكان يخرج بالكرة بشكل سليم أحيانًا تكفل له إيصال الكرة لرونالدو وبنزيما وبيل بشكل مريح إلى حدٍ بعيد.

■ الأمر الثاني يكمن في أسلوب عرضيات بلباو والذي يُلعب على فكرة لاعبين متواجدين بشكل دائم في منطقة الجزاء أحدهما متمركز والآخر متحرّك وفي هذا الأسلوب يلعب بايرن ميونخ عرضياته بتمركز ليفاندوفسكي وتحركات إما من توماس مولر أو أرتورو فيدال بحسب الفكر التكتيكي لكارلو أنشيلوتي في كل مباراة.

وباعتقادي وأنه رغم أن الهدف جاء من احدى تلك العرضيات، إلا أنه التقييم العام للفريق أمام تلك العرضيات كان كذلك ناجحًا إلى حدٍ بعيد، إذ لم يتمكن بلباو رغم قوته الواضحة في هذا النوع من الكرات من خلق فرص كثيرة من تلك العرضيات إذ لم يظفر بها لاعبو النادي الباسكي إلا في حدود النسبة المعقولة وحتى من وضعيات صعبة للتسجيل مباشرة وهذا يجرني إلى نقطة هامة قبل الاستطراد في أسباب كونها بروفة.

■ شاهدنا اليوم فريقًا جد متمرس في العرضيات أمام أتلتيك بلباو ومع ذلك لم ينجح في خلق خطورة مستمرة كما أسلفت، وهو أمر يجعل منتقدي اعتماد ريال مدريد على العرضيات وعلى "استسهال" اللعب بها على إعادة تفكيرهم بخصوص هذا الأمر.

فما نشاهده من عرضيات ريال مدريد ليس بالصدفة ولا يُخلق عشوائيًا برأيي بل يتم التخطيط له بشكل ممتاز من زين الدين زيدان حتى لا يصير عشوائيًا ولا يصير ذي نسبة عادية كما هي العادة مع أي فريق آخر وبالتالي تتحول العرضيات لعبء على الفريق كونها يتم إرساله بغزارة ويتم استهلاك حصة الفريق من الهجمات في العرضيات بدون ضمان نسبة تهديفية عالية، لكن الحقيقة أن زيدان بما يصنعه في التدريبات يضمن تلك النسبة المرعبة لأي فريق بصراحة.

وكما تحدثت من قبل .. أؤيد تمامًا أن يستمر ريال مدريد في الاعتماد على العرضيات شريطة ألا تصير هوسًا وشريطة ألا تجرّد الفريق من أسلحته التهديفية الأخرى.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا