برعاية

نقطة فاصلة | التضحية أو انهيار المشروع يا بيب

نقطة فاصلة | التضحية أو انهيار المشروع يا بيب

وكأن التصريحات التي أدلى بها "بيب جوارديولا"، لوسائل الإعلام الإنجليزية، ظهر اليوم الجمعة، قبل قمة الأسبوع الـ29 للبريميرليج بين مانشستر سيتي وليفربول، جاءت لتُفجر ما يدور بداخلي، لأسباب الخروج غير المتوقع، بالنسبة لي على الأقل، لخروج الفريق السماوي لعاصمة إنجلترا الثانية من دوري الأبطال على يد موناكو.

في عالم كرة القدم، دائمًا ما يكون المدرب هو الضحية، وأول من توجه إليه مسؤولية الفشل، وجوارديولا ذاق كل أنواع الانتقادات، من أغلب النقاد والمحللين الإنجليز، وأيضًا المحللين العرب في شبكة be IN، وهذا أمر طبيعي، فهناك من حمله المسؤولية لعناده على استخدام نفس أسلوبه، والبعض وضع علامات استفهام لعدم اعتماده على يحيى توريه بجانب فرناندينو في الوسط، لإيقاف سلاح مدرب موناكو ليناردو جاريم، بتمرير الكرة بسرعة للجناحين الطائرين برناردو سيلفا ومبابي.

عمومًا، تعددت الأسباب، لكن في النهاية خرج السيتي من دوري الأبطال، وأصبح أول فريق في تاريخ البطولة، يكون فائزًا بخمسة أهداف في مباراة الذهاب، وفي مباراة الإياب خسر بطاقة الترشح للدور التالي، وهذه المصبية ربما تكون أفدح من مصيبة الخروج نفسه، وتعكس بوضوح شديد نوعية وعقلية لاعبي السيتي.

عند إعلان اتفاق جوارديولا مع إدارة السيتي قبل انتهاء الموسم الماضي، تحدث الجميع في إنجلترا عن مذبحة سيقوم بها بيب لتحقيق أهداف المشروع الذي جاء من أجله، وهو بطبيعة الحال استكمال ما بناه مانشيني وبيليجريني في السنوات الماضية، صحيح بصمته التدريبية واضحة على الفريق، لكنه لم يتغلب على المشكلة الكبرى.

في تصوري الشخصي، أن أكبر مشكلة يُعاني منها مانشستر سيتي من بعد فوزه بالدوري الإنجليزي في موسم 2013-2014، تكمن في انتهاء التوليفة التي صنعت المجد والتاريخ، والحديث بالتأكيد عن الأسماء الرنانة "دافيد سيلفا، يحيى توريه وفينسنت كومبان"، ومعهم من تخطوا حاجز الـ30 مثل "بكاري سانيا، بابلو زاباليتا، فرناندينيو وخيسوس نافاس"، والأسوأ يبقى في الصفقات التي أبرمها النادي ولم تُقدم أي إضافة.

بالنظر إلى حصيلة ما قدمه قائد أستون فيلا السابق "فابيان ديلف" منذ قدومه، نُلاحظ أن محصلته تقترب من الصفر، كذلك الحارس التشيلي "كلاوديو برافو"، هو الآخر قدم مباريات كارثية، بالرغم من أنه جاء من برشلونة، ليكون المُخلص أو المُنقذ بعد الانقلاب على جو هارت، حتى المدافع الأرجنتيني "نيكولا أوتامندي"، الذي كان حديث أوروبا في صيف 2015، هو الآخر لم يُعبر عن نفسه بالشكل المطلوب، ولم يُقدم العروض المنتظرة منه، مثل أغلى مدافع "جون ستونز"، الذي يُعتبر نقطة الضعف الأكثر وضوحًا في الفريق السماوي.

ربما لا أكون على صواب في اختياري للثلاثي "دافيد سيلفا، يحيى توريه وكومباني"، لكن الشاهد على ما يُقدمه كل منهم، على الأقل هذا الموسم، يُظهر تأثرهم بعامل السن، فالمُهر الإسباني الذي كان قبل أربع وخمس سنوات، يُراوغ اثنين وثلاثة –كأمر طبيعي- في أي وقت من المباراة، ترك هذه المهمة للألماني "ليروي ساني"، الذي يقوم ف الآن بنفس دور سيلفا في بدايته مع الفريق، ومن يُشاهد مباريات السيتي يُدرك ويعرف جيدًا قيمة ساني وقيمة دوره البارز في الحلول الفردية.

أما يحيى توريه، فتم قتله إكلينيكيًا في بداية الموسم، بعد الحرب الكلامية بين المدرب ووكيل أعمال اللاعب، التي انتهت باعتذار توريه نفسه، ثم بإصابة الألماني "إلكاي جوندوجان"، ونعرف أن لولا الإصابة القوية التي تعرض لها لاعب بوروسيا دورتموند السابق، لما عاد توريه إلى الصورة في الأسابيع الماضية، وبرغم عودته، إلا أن ما يُقدمه لا يُقارن مع ما كان يُقدمه في السنوات الماضية، وهذا ليس لتقدمه في السن وحسب، بل أيضًا لأنه يعرف أنه يقضي أسابيع الأخيرة مع النادي.

نأتي إلى كومباني، لا خلاف أبدًا على أنه كان صمام الأمام، لكنه عانى الأمرين مع لعنة الإصابات، ومن وقت بداية سلسلة الإصابات –على مستوى الفخذ-، بدأت المشاكل تظهر بوضوح على دفاع السيتي، واعتقد أنه لو  كان حاضرًا في مباراة لويس الثاني، لما استقبل الدفاع هدفًا كالثالث على أقل تقدير، لكن واقع أنه يعود إلى سابق عهده، وانتهاء أزمة الإصابات، أصبح محل شك، لذلك، وجود في القائمة لموسم آخر، مع استمرار وضعه كما هو عليه، لن يصب في مصلحة الفريق.

لن أتحدث عن احتياجات مانشستر سيتي في فصل الصيف القادم، ولا الأسماء التي يجب أن يتعاقد معها جوارديولا، فهذا ليس موضوعنا ولا الوقت مناسب للحديث عنه. موضوعنا الرئيسي هو تصريح جوارديولا الذي أشرت إليه في المقدمة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا