برعاية

أخبار الترجي الرياضي ... الفرجاني «فنّان» والدّفاع ليس مصدر أمان أخبار الترجي الرياضي ... الفرجاني «فنّان» والدّفاع ليس مصدر أمان

أخبار الترجي الرياضي   ... الفرجاني «فنّان» والدّفاع ليس مصدر أمان  أخبار الترجي الرياضي   ... الفرجاني «فنّان» والدّفاع ليس مصدر أمان

اكتسبنا في تونس ثقافة مغلوطة مفادها أنّ سفراء الخضراء في المسابقات القاريّة هم الأقوى على الدّوام مقارنة ببعض أندية افريقيا السّوداء خاصّة إذا لم يكن في صفوفهم «مازمبي» الكونغو الديمقراطيّة، أو»صان داونز» جنوب افريقيا، أو»إينمبا» نيجيريا أوغيرها من الجمعيات التي حقّقت نجاحات مشهودة، ولها «سوابق» معروفة مع ممثّلينا في رابطة الأبطال، والـ»كاف»...

والحقيقة أنّ خريطة الكرة الافريقيّة (والعالميّة بصفة عامّة) لا تعرف الإستقرار، ويصادف أن تتألّق بعض القوى الصّاعدة، وتنهار «الحيتان» الكبيرة، أوتتراجع إلى حين إعادة ترتيب أوراقها، واستعادة كبريائها. وفي ظلّ هذا المناخ المتحوّل في أدغال افريقيا من الطّبيعي أن يواجه سفراء تونس بعض المشاكل أمام خصومهم حتّى وإن بدت الفوارق الفنيّة، والتاريخيّة واضحة، وترجّح كفّة أنديتنا لإكتساحهم بنتائج ثقيلة. وقد اصطدم فريق «الدّم والذّهب» - وهو زعيم الكرة التونسيّة، و»غول» القارة الافريقيّة كما يلقّبه أنصاره - بصعوبات جليّة أمس الأوّل لتخطّي عقبة «حوريا» الغيني التي أثبتت للأمانة أنّها خصم يفرض الإحترام وذلك بغضّ النّظر عن الثلاثيّة التي تلقّتها شباك حارسها «نداي».

لا يمكن أن نضع انطلاقة الترجي في المغامرة القاريّة إلاّ في خانة البدايات الموفّقة بما أنّ الجمعيّة سجّلت ثلاثيّة أمام خصم عنيد، ومشاركته في رابطة الأبطال الافريقيّة (وهي المسابقة الأصعب والأقوى) ليست اعتباطيّة بل هي نتيجة حتميّة لسيطرة «حوريا» على بطولة غينيا، والاستفادة من التّقاليد المكتسبة في المنافسات الافريقيّة، وأيضا استثمار الخبرة الواسعة للمدرّب الفرنسي «فيكتور زفانكا» الذي يشرف على النادي منذ ديسمبر 2015، والمتحصّل معه على الثنائي في 2016. ولاشكّ في أنّ بن يوسف الذي عانق شباك «حوريا» بقميصي «السي .آس .آس»، والترجي لاحظ حتما أن ممثّل غينيا تغيّر كثيرا مقارنة بما كان عليه الأمر في 2014. ويحسب لفريق «باب سويقة» كذلك النّجاح الباهر في عدم الوقوع في فخّ الشكّ، والتمكّن من ردّ الفعل بقوّة بعد أن خطف المنافس التعادل بهديّة مجانيّة من بن شريفيّة، والذوادي. وقد أظهر ترجي البنزرتي قوّة شخصيته، ومارس الضّغط المعتاد على المنافس إلى حين انتزاع فوز مطمئن نسبيا قبل مواجهة الاياب بعد أسبوع في «كوناكري».

مرّة أخرى يظهر الفرجاني ساسي أنّه من طينة اللاّعبين الـ»كبار». ومنح لاعب الـ»نّسور» التوزان المنشود لخطّ الوسط، ونجح الفرجاني في أداء دوره المزدوج بين هدم العمليات الهجوميّة للمنافس، ومعاضدة رفاقه في المنطقة الأماميّة. وقد أبدع ساسي في حوار أمس الأوّل في رادس، وسجّل ثنائيّة في مرمى «حوريا»، وعوّض الفرجاني بذلك عناصر الهجوم الذين فشلوا في ايجاد الحلول في لقاء لاحظ فيه الجميع أنّ الخصم درس جيّدا الترجي، ونجح في بعض الفترات في شلّ حركة لاعبيه المفاتيح خاصّة هؤلاء الذين يضطلعون بدور هجومي بارز مثل البدري، وبن يوسف، والخنيسي، وبقير. ولم تعد معانقة الفرجاني للشباك أمرا غريبا بما أنّ اللاّعب فعل الشيء ذاته في الفترة الأخيرة أمام نجم الكوكي (هدف في رادس، وآخر في المتلوي)...

خلال النّسخة الماضية من كأس الكنفدراليّة، ارتكب بن شريفيّة هفوة قاتلة، وبدائية وضعت شيخ الأندية التونسية خارج دائرة الحدث. واستفادت مولوديّة بجاية من تلك الهديّة للمرور على حساب «المكشخين» في تونس بالذّات (1/1 في الإيّاب في تونس، و0/0 في الذّهاب في بجاية). وقد وقع حارس المنتخب أمس الأوّل في المحظور، وأهدى معز هدفا مجانيا لـ»ياكوبا» «حوريا» وذلك بعد أن استفاد لاعب الخصم من ارتداد كرة بن شريفيّة بعد اصطدامها على وجه الخطأ بالذوادي. وقلنا مرارا إنّ مهارة بن شريفيّة فوق الشكّ، وإنّ دوره الفاعل في الجمعيّة لا جدال فيه لكن من الضروري أن يكون معز أكثر فطنة، ويقظة في المستقبل لأنّ تكرار مثل هذه الهفوات الفادحة قد يعود بالوبال على الجمعيّة المطالبة في كلّ الحالات بمراجعة الحسابات على مستوى منظومتها الدفاعيّة. والكلام لا يقتصر على الحارس، وثنائي المحور بل يشمل كلّ العناصر بما في ذلك الأسماء التي تنشط في الوسط، والهجوم. ولاشكّ في أنّ من أعاد مشاهدة هدف «حوريا» سيتفطّن إلى أن الهفوة المتسّببة في التعادل بدأت منذ أن خسر بن يوسف حوارا ثنائيا مع أحد لاعبي المنافس. 

اكتسبنا في تونس ثقافة مغلوطة مفادها أنّ سفراء الخضراء في المسابقات القاريّة هم الأقوى على الدّوام مقارنة ببعض أندية افريقيا السّوداء خاصّة إذا لم يكن في صفوفهم «مازمبي» الكونغو الديمقراطيّة، أو»صان داونز» جنوب افريقيا، أو»إينمبا» نيجيريا أوغيرها من الجمعيات التي حقّقت نجاحات مشهودة، ولها «سوابق» معروفة مع ممثّلينا في رابطة الأبطال، والـ»كاف»...

والحقيقة أنّ خريطة الكرة الافريقيّة (والعالميّة بصفة عامّة) لا تعرف الإستقرار، ويصادف أن تتألّق بعض القوى الصّاعدة، وتنهار «الحيتان» الكبيرة، أوتتراجع إلى حين إعادة ترتيب أوراقها، واستعادة كبريائها. وفي ظلّ هذا المناخ المتحوّل في أدغال افريقيا من الطّبيعي أن يواجه سفراء تونس بعض المشاكل أمام خصومهم حتّى وإن بدت الفوارق الفنيّة، والتاريخيّة واضحة، وترجّح كفّة أنديتنا لإكتساحهم بنتائج ثقيلة. وقد اصطدم فريق «الدّم والذّهب» - وهو زعيم الكرة التونسيّة، و»غول» القارة الافريقيّة كما يلقّبه أنصاره - بصعوبات جليّة أمس الأوّل لتخطّي عقبة «حوريا» الغيني التي أثبتت للأمانة أنّها خصم يفرض الإحترام وذلك بغضّ النّظر عن الثلاثيّة التي تلقّتها شباك حارسها «نداي».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا