برعاية

بالإسباني | عزيزي خليفة لويس إنريكي، هل فكّرت جيدًا؟!

بالإسباني | عزيزي خليفة لويس إنريكي، هل فكّرت جيدًا؟!

سيدي خليفة لويس إنريكي، أنت بحاجة لهذه الخصلة!

نعم، فعلها لاعبو برشلونة وحققوا المعجزة! نيمار كان في ليلة رائعة وألهم زملاءه للقيام بما كان مستحيلًا، ثم كيف ننسى استعادة سيرخيو بوكستيس مستواه وعودته ليشكل رفقة راكتيتش ثنائيًا خارقًا للعادة في خط الوسط الذي كان كماشة كما في السنوات الملاح. بالتأكيد تألق تير شتيجن وأنقذ فريقه من هدفين محققين، ولا شك أن اللاعبين قاتلوا وكافحوا من أجل تحقيق حُلمهم ولا غبار عن كون الجمهور هو اللاعب رقم 12 وكان مهمًا في الدفع بلاعبيه لإخراج كل ما في جعبتهم إلى نهاية المباراة.

قبل أن أستمر في كتابة موضوعي، سأطلب منك عزيزي القارئ أن تعيد قراءة الفقرة الأولى...فعلت ذلك؟ حسنًا، إنها فقرة عادية ربما قرأت العشرات مثلها منذ أن سجل سيرجي روبيرتو هدف الخلاص للبلاوجرانا وحقق ربما أكبر عودة في تاريخ الكرة الأوروبية، ولربما سمعت ما هو أجمل منها صياغة وأفضل حبكة وأكثر بلاغة.

بعد ذلك، أريدك أن تنسى ولو قليلًا ما حصل يوم الأربعاء وأن تتذكر ما حصل في ليلة عيد الحب أو الفالنتاين. اطمئن، لن أطلب منك أن تتذكر خصامك مع محبوبتك بسبب تفضيل مباريات دوري الأبطال على عشاء رومانسي رفقتها، لكني سأطلب منك أن نتذكر سويًا بعض العناوين التي خرجت بها الصحافة بعد الرباعية المُذلة التي تلقاها رفاق ليونيل ميسي في حديقة الأمراء، والتي كان الكثير منها كالتالي «برشلونة يغرق في حديقة الأمراء بلا مُدرب!! سيرخيو بوسكيتس يصفع لويس إنريكي بعد مهزلة باريس!! إنريكي يُلقي بالبرسا خارج دوري الأبطال»، وربما كانت هناك عبارات أكثر حدة في حق لويس إنريكي الذي رمى في النهاية الجمل بما حمل.

عزيزي القارئ، سأطلب منك شيئًا أخيرًا ثم دع البقية علي...قارن بين الفقرة الأولى والفقرة الثالثة، فلربما اهتديتَ لما أريد الوصول له عبر تلك المقدمة. فالفقرة الأولى من موضوعي هذا لم تعترف ولو لوهلة بتواجد شخص يُدرب هؤلاء اللاعبين الذين قدّموا أداءً رائعًا بحق دون الحاجة لمُدرب يقودهم لذلك (حسب منطق الفقرة طبعًا) أما الفقرة الثالثة، فتُظهر إلى أي مدى تسبب مُدرب برشلونة في ظهور لاعبيه بشكل كارثي وكيف كانت يده العاجزة سببًا في تهاويهم.

قد يرى البعض أني بالغت في وصف الأحداث، لكن الوضع كما ترويه الصحافة الإسبانية وخاصة الكتلونية منها شبيه جدًا بذلك، والأمر ليس حكرًا على الصحافة فحسب، فجزء من جمهور برشلونة يميل بشدة لذلك الموقف المتطرف الذي يرى منذ انتهاء فترة بيب جوارديولا أن الفريق يملك أفضل اللاعبين في العالم، وأن أي مدرب مهما حقق مع الفريق لن يكون قد حقق حينها سوى ما هو عادٍ ومفروض عليه، ويا ويله إن هو تجرّأ وانهزم في مباراة ما أو فقد لقبًا مهمًا، فحينها سيُصبح عديم نفع ورحيله سيُصبح مطلبًا شعبيًا.

أنا هنا لا أجرد لويس إنريكي من أي من مسؤولياته، فأنا أعي مثلكم أنه قام بأخطاءٍ كثيرة في مباراة حديقة الأمراء، بل قام بأخطاء وكررها في كثير من مباريات الموسم (بل وكتبت مواضيع طويلة عريضة عن ذلك) لكن هل هو المُذنب الوحيد؟ وإن أجبنا على ذلك السؤال قد نجد مربط الفرس. أخطاء لويس وسوء قراءته للمباريات أحيانًا ليس مشكل برشلونة الوحيد، فمجموعة من اللاعبين في كثير من الفترات ظهروا بمستويات سيئة جدًا بل كارثية، لكن أحدًا لم يجرؤ على انتقادهم. أقرب مثال على ذلك ليونيل ميسي في مباراة الكامب نو أمام باريس. البولجا قدّم مباراة متواضعة مقارنة بما كان متوقعًا منه، والدلائل على ذلك كثيرة ما بين كيلومترات ركضه أو أرقامه حينما كانت الكرة بحوزته، لكن أحدًا لم يجرؤ على انتقاده، بل وما إن تنتقده حتى يطالك سيل من الشتائم.

سيرجيو بوسكيتس مثال آخر. فالأخير اعترف بتفوق باريس سان جيرمان على البرسا تكتيكيًا في مباراة الذهاب، ثم تناسى مثلًا أنه كان كارثيًا وقام بأخطاء كثيرة في الخروج بالكرة من الخلف أو في التمركز رفقة بقية زملائه أمام الضغط الجبار الذي فرضه إيمري في تلك المباراة. والأمر نفسه قد ينطبق على روبيرتو الذي كان كارثيًا مع ألبا، وقد يذهب بي الأمر لألا أستثني أحدًا من لاعبي الفريق الكتلوني اللهم نيمار وتير شتيجن. بالمقابل، هل خرج بوسكيتس وأشاد بإدارة إنريكي التكتيكية بعد لقاء الكامب نو؟ أم أنه آثر الاحتفال مع بقية زملائه بمجدهم الشخصي، وذلك بعد أن رمى مذلة مباراة الذهاب كلها على مُدربه؟

مُدربه ذاك قرر في النهاية الرحيل وترك مكانًا قضى فيه ثلاث سنوات مليئة بالإجحاف في حقه، ثلاث سنوات حوّلت ملامح وجهه من شخصي أربعيني لشخص يقارب الستين لأنه ببساطة مكان تُنسب فيه النجاحات كلها للاعبين والإخفاقات كلها للمدربين، وهو أمر يجب أن يعيه كل من سيكون مقبل على تدريب البرسا في الموسم المقبل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا