برعاية

خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح

خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح

إذا كانت هناك حقيقةٌ واضحةٌ في الكامب نو، فإن كل المدربين الذين حرصوا على إبقاء "البرغوث" سعيداً تمكنوا من تحقيق النجاح مع البارسا...

لا نذيع سرَّا إن قلنا أن تدريب نادي برشلونة الإسباني بوجود النجم الأرجنتيني "ليونيل ميسي" يُعد بمثابة قطعةٍ من الحلوى بالنسبة لأي مدربٍ حول العالم. وعقب إعلان الإسباني "لويس إنريكي" مؤخراً لقرار استقالته من تدريب النادي بنهاية الموسم الجاري، فقد سال الكثير من الحبر في مختلف الصحف ووسائل الإعلام العالمية حول هوية المدرب القادم لخلافته.

وبالرغم من عدم اتخاذ إدارة البلوجرانا لأي قرارٍ بعد بهذا الخصوص، إلا أن الحقيقة الواضحة تكمن في أن المدير الفني القادم للنادي ينبغي عليه أن يحظى بعلاقةٍ جيدةٍ مع "البرغوث"، فنجاح الرجل الذي سيجلس على دكة التدريب في الكامب نو في الموسم القادم سيتم قياسه بشكلٍ أو بآخرٍ على مدى قربه وطريقة تعامله مع ابن مدينة روزاريو الأرجنتينية.

وفي واقع الأمر، كان هذا الأمر تحديداً هو ما قام به جميع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب البلوجرانا على مدار العقد الأخير، اللهم إلا إنريكي الذي أخذ وقتاً أطول من البقية قبل أن يدرك أخيراً أن ميسي هو حالةٌ خاصةٌ تختلف عن بقية اللاعبين.

فإذا ما بدأنا مع الهولندي فرانك ريكارد، والذي أشرف على تدريب المارد الكتالوني إبَّان البداية الرسمية للنجم الأرجنتيني مع الفريق الأول عام 2004، فسنجد أنه قد قام بإفساح المجال أمام ميسي للمشاركة أساسياً مع الفريق الأول على حساب أحد كبار لاعبي الفريق مثل الفرنسي الدولي الأسبق "لودوفيك دجولي".

فبالرغم من إحراز الأخير لأهدافٍ مهمةٍ وحاسمةٍ لبرشلونة، مثل هدفه في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا والذي أهدى بطاقة التأهل لناديه على حساب ميلان الإيطالي عام 2006، قبل أن يفوز باللقب على حساب آرسنال الإنجليزي في العاصمة الفرنسية باريس في نهاية المطاف، إلا أن ذلك لم يشفع له ليحتفظ بمكانته مع بزوغ فجر أسطورةٍ جديدةٍ مع الفريق.

وحتى لا نستغرب كثيراً مما فعله ريكارد في ذلك الوقت، فيجب أن نعلم أن خلفه الإسباني بيب جوارديولا قد ذهب لما هو أبعد من ذلك من أجل إرضاء ميسي، فعندما تم تصعيده في صيف 2008 ليتولى الإشراف على تدريب الفريق الأول خلفاً للهولندي المُقال، قال أنه خطط للاستغناء عن بعض النجوم الكبار قبيل انطلاق الموسم الجديد.

ويأتي على رأس أولئك النجوم صانع الألعاب البرازيلي رونالدينيو، فقد كان بيب يدرك أن ميسي قادرٌ على أن يكون قائداً لفريقه، وبالرغم من معرفة المدرب بأن وراثة البرغوث للرقم 10 من أسطورة السامبا لن يحدث دون إثارة الكثير من اللغط بهذا الشأن، إلا أن الأمور سارت سريعاً جداً، فرحل رونالدينيو في هذا الصيف وبات الرقم 10 من نصيب ميسي.

ليس هذا فحسب، بل تزامن هذا الصيف أيضاً مع أوليمبياد بكين عام 2008، وهو الموعد الذي لم يرغب ميسي في تفويته، وبالرغم من تزامنه مع مباراتي برشلونة الإقصائيتين في تصفيات التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم الجديد أمام فيسلا كراكوف الهولندي، إلا أن جوارديولا لم يقف حجر عثرةًٍ في طريق تحقيق الفتى الأرجنتيني الذهبي لحلمه، بل سمح له بدون ترددٍ بالانضمام لمنتخب الألبيسيليستي الأوليمبي.

وطالب المدرب الكتالوني نجمه الشاب بعدم التنازل عن العودة بالميدالية الذهبية -وهو ما حدث بالفعل حينما تغلب ميسي ورفاقه على السامبا بقيادة زميله السابق رونالدينيو بالذات في قبل النهائي، قبل أن يهزم التانجو نيجيريا في نهائي المسابقة- على ألا يفكر سوى في البارسا فقط بعد عودته، وهو ما حدث أيضاً، إذ قاد ميسي كتيبة جوارديولا لتحقيق السداسية التاريخية لأول مرةٍ في التاريخ بحصد كل الألقاب الممكنة في نهاية هذا الموسم.

واستمرت قصة تدليل ميسي مع مساعد جوارديولا "تيتو فيلانوفا"، والذي تولى تدريب البلوجرانا عقب إنهاء بيب لعقده مع الفريق في صيف 2012، فقد كان تيتو من أكثر الأشخاص الذين يعرفون ميسي جيداً، إذ كان قد سبق له تدريبه منذ كان يافعاً في شباب أكاديمية لاماسيا، وكان المدرب الراحل يعرف أن البرغوث لا يحبذ الحديث كثيراً، بل يفضل أن يكون كلامه دائماً داخل أرض الملعب.

 ومن هذا المنطلق، حرص فيلانوفا على إحاطة لاعبه الأبرز بهالةٍ من اللاعبين المتفاهمين معه سواءً داخل أو خارج الملعب، مما ساعد على استمرار المسيرة المُظفرة للبارسا، قبل أن تنتهي حقبة تيتو بإعلان استقالته عقب إصابته بمرض السرطان -الذي أدَّى لوفاته فيما بعد- وخلافة الأرجنتيني "خيراردو تاتا مارتينو" له في مقعد تدريب الفريق.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا