برعاية

رؤساء الأندية المحترفة في مكتب الوزيرة:سعي لتطويق الانفلات أم ركوب على الأحداث ؟رؤساء الأندية المحترفة في مكتب الوزيرة:سعي لتطويق الانفلات أم ركوب على الأحداث ؟

رؤساء الأندية المحترفة في مكتب الوزيرة:سعي لتطويق الانفلات أم ركوب على الأحداث ؟رؤساء الأندية المحترفة في مكتب الوزيرة:سعي لتطويق الانفلات أم ركوب على الأحداث ؟

الجمعيات تجني اليوم ثمار «المناشدات» و«التّحالفات»

لا إصلاح دون «تنظيف» التّحكيم وتغيير «المنظومة» برمّتها

نودّع جولة، ونستقبل أخرى. وفي كلّ مرّة يزداد الوضع سوءا. وقد عشنا خلال السّاعات الأخيرة المشهد الأكثر فظاعة، وقذارة في بطولة «المحترفين» أو بالأحرى مسابقة «الوقاحة» التي تؤخذ فيها الحقوق على رأي خماخم بـ»الغورة»، وربّما عبر سياسة «الفتوّة» التي كنّا نحسبها غير موجودة سوى في المسلسلات المصريّة، حيث يدوس القوي الضّعيف في غياب تامّ للقانون، والنظام.

وقد مثّلت الأحداث المخجلة التي رافقت «كلاسيكو» صفاقس الفصل الأخير في مسلسل العار الذي ترتدي الكرة التونسيّة ثوبه في عصر «البروفيسور» الكبير في إنتاج الفشل في المنتخبات الوطنيّة، وصناعة المشاكل بين الجمعيات الرياضيّة التي تتحمّل القسط الأوفر من هذه المهازل الأخلاقيّة، والفضائح الكرويّة لأنّها اختارت بملء إرادتها ربّان سفينتها في جلسة انتخابيّة تحفّظ عليها الجمهور، ورفضها الوزير، وقاطعها بعض المنخرطين. ولا أحد ينسى استماتة الأندية في قمرت دفاعا عن «الامبراطور»، ونصرة له على ذلك «الطّرطور» الذي ساهم في إضفاء شرعيّة مزيّفة على تلك المسرحيّة التي «ناشدت» فيها الجمعيات «الرئيس» للبقاء وهي تعلم عين اليقين أنّه رجل مصالح، و»يميح» مع الرياح على حدّ تعبير فنّانا الأصيل الشّاذلي الحاجي.

الآن وقد حصّل ما في الصّدور، لا وقت للنّدم على ذلك الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه الجمعيات الـ»كبيرة»، والـ»صّغيرة» على حدّ السواء بتجديد ثقتها في منظومة فاشلة، وعاجزة في النّهوض بالكرة التونسيّة بل أنّ سليم الرياحي وصفها ذات مرّة بـ»الفاسدة» شأنه شأن أهل الحلّ والعقد في «ليتوال» قبل أن يتراجعوا جميعا، ويلتحقوا ببقيّة زملائهم الـ»كبار»، والـ»صغار» بركب الجريء بعد أن فهموا بأنه لا طائل يرجى من الوقوف في صفّ «المعارضة» التي أغلقوا في وجه المنتمين إليها باب الجامعة، ومكتب الرابطة تحت غطاء القانون الذي يفصّل على المقاس. ويفرض المنطق حفظ ماء الوجه، والعمل على تجنّب السيناريوهات السوداء في بقيّة مشوار البطولة التي بلغت منعرجا حاسما. ولا نريده أن يتسبّب في المزيد من الحوادث، والتشوّهات لهذه البطولة المشبوهة، وهذه الكرة المنفوخة تعصّبا، وفسادا .

ورغم يقيننا بأنّ الوضع الحالي يتطلّب تغييرا جذريا يشمل أوّلا وقبل كلّ شيء الجامعة بوصفها أصل الداء، فإنّ الحملات التوعويّة، والاجتماعات الهادفة إلى التهدئة، وتصفية القلوب، وتنفيّة الأجواء تظلّ بدورها ضروريّة، وذلك ما حرصت عليه الوزيرة ماجدولين الشارني التي اهتزّت - مثلها كل التونسيين - لأحداث «كلاسيكو» الفضائح التحكيميّة، والسلوكيات غير الأخلاقيّة التي أتاها رئيس «السي .آس .آس» المنصف خماخم الذي كانت حركاته تجاه طاقم التحكيم مضحكة مبكية، وصادمة لكلّ من شاهدها على قناتنا الوطنية، وبالأخصّ عبر المباشر على التلفزة القطرية التي أضفت - وهي مشكورة - صبغة دوليّة على هذه المهزلة الكرويّة.

ومن المنتظر أن تجتمع وزيرة الشباب والرياضة الاسبوع القادم برؤساء الجمعيات المحترفة الأولى أملا في إعادة المسؤولين إلى رشدهم، وإشعارهم بحساسيّة الوضع الراهن. ونأمل أن يخرج المجتمعون من مكتب الوزيرة وكلّهم أسف على ما حصل، وأن يتعّهدوا هذه المرّة بتغليب صوت الحكمة، ووضع اليد في اليد للعبور بمسابقتي «البلاي أوف»، و»البلاي .آوت» إلى برّ الأمان. من جهتنا نتمنى ان لا تكون هذه الخطوة من ماجدولين مجرد ركوب على الاحداث للظهور في الصورة وهي التي عودتنا على مثل هذه المبادرات بعد ان جمعت حولها كل الرياضيين سابقا لمتابعة مباراة منتخبنا الوطني امام نظيره الزمبابوي في الدور الثاني من كأس الامم الافريقية من خلال توجيه الدعوة لكل الرياضيين واللاعبين السابقين لمتابعة اللقاء على شاشة عملاقة في مقر الجامعة التونسية لكرة القدم. فدعوة ماجدولين للاجتماع برؤساء الاندية اعتبره شق كبير من الرياضيين غير كاف خاصة ان "امبراطور" كرة القدم التونسية طارق ذياب فشل في اصلاح "المنظومة الفاسدة" عندما كان على رأس الوزارة فقط لتشعبها واستفحالها.

لا يمكننا إلاّ نبارك كلّ المبادرات الهادفة إلى تهدئة الخواطر كما هو الحال بالنسبة إلى التحرّك الذي قامت به سلطة الإشراف من خلال الدعوة لهذا الاجتماع المراد منه نزع الغلّ، ونبذ الخلافات، وقتل النعرات الجهوية المقيتة، وممارسة الكرة في كنف الروح الرياضيّة، وبعيدا عن التصريحات الناريّة، والحسابات الخفيّة. لكن مثل هذه الاجتماعات لن تفي بالغرض ما لم ترافقها قرارات ردعيّة، وتأديبية ضدّ المشاغبين مع إصلاحات جذريّة في قطاع التحكيم الذي نخره الفساد برعاية من المسؤولين، وفيلق من السماسرة المشتغلين في الكواليس، والذين يعرفهم القاصي والداني في زمن أصبح فيه كلّ شيء بالمكشوف (والفضل كلّه للـ»فايس .بوك»). ومازلنا نلحّ إلحاحا على أن ما بني على باطل فهو باطل: أي أنّه لا نجاح لكرتنا (ورياضتنا بصفة عامّة) دون إحداث «انقلاب» كبير في العقليات، وخروج بعض الوجوه التي أضرّت كثيرا بالساحة أمثال وديع الجريء، وزميله في صناعة الأزمات محرز بوصيان الذي «التفّ» على اللّجنة الأولمبية (منافسه في الانتخابات المرتقبة وهو محمود الهمامي ليس أفضل منه طالما أنّه رضي بالاشتغال معه قبل أن ينشقّ عنه). ومن الضروري أيضا أن تكون الوزارة أكثر فاعليّة، وأن تتدخّل الدولة بنفسها لإعادة الأمور إلى نصابها. 

الجمعيات تجني اليوم ثمار «المناشدات» و«التّحالفات»

لا إصلاح دون «تنظيف» التّحكيم وتغيير «المنظومة» برمّتها

نودّع جولة، ونستقبل أخرى. وفي كلّ مرّة يزداد الوضع سوءا. وقد عشنا خلال السّاعات الأخيرة المشهد الأكثر فظاعة، وقذارة في بطولة «المحترفين» أو بالأحرى مسابقة «الوقاحة» التي تؤخذ فيها الحقوق على رأي خماخم بـ»الغورة»، وربّما عبر سياسة «الفتوّة» التي كنّا نحسبها غير موجودة سوى في المسلسلات المصريّة، حيث يدوس القوي الضّعيف في غياب تامّ للقانون، والنظام.

وقد مثّلت الأحداث المخجلة التي رافقت «كلاسيكو» صفاقس الفصل الأخير في مسلسل العار الذي ترتدي الكرة التونسيّة ثوبه في عصر «البروفيسور» الكبير في إنتاج الفشل في المنتخبات الوطنيّة، وصناعة المشاكل بين الجمعيات الرياضيّة التي تتحمّل القسط الأوفر من هذه المهازل الأخلاقيّة، والفضائح الكرويّة لأنّها اختارت بملء إرادتها ربّان سفينتها في جلسة انتخابيّة تحفّظ عليها الجمهور، ورفضها الوزير، وقاطعها بعض المنخرطين. ولا أحد ينسى استماتة الأندية في قمرت دفاعا عن «الامبراطور»، ونصرة له على ذلك «الطّرطور» الذي ساهم في إضفاء شرعيّة مزيّفة على تلك المسرحيّة التي «ناشدت» فيها الجمعيات «الرئيس» للبقاء وهي تعلم عين اليقين أنّه رجل مصالح، و»يميح» مع الرياح على حدّ تعبير فنّانا الأصيل الشّاذلي الحاجي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا