برعاية

من البصق إلى النقر على المؤخرة... الكرة التونسية في مصيدة التحرّشمن البصق إلى النقر على المؤخرة... الكرة التونسية في مصيدة التحرّش

من البصق إلى النقر على المؤخرة... الكرة التونسية في مصيدة التحرّشمن البصق إلى النقر على المؤخرة... الكرة التونسية في مصيدة التحرّش

النقر في اللغة متعدد المعاني إذ يقال نقر في الحجر كتب عليه ونقر على الآلة ضرب وعزف ونقر عن السرّ بحث عنه وعلى الباب قرعه ونقول نقر الرجل أي صار فقيرا ويقال أيضا نقر الرجل فلانا أي عابه واعتابه ورجل نقرٌ أي غضبان وحيوان نقر أي مصاب بداء النقرة.

بحثت طويلا في المعاجم منذ أن اتحفنا رئيس النادي الصفاقسي السيد منصف خماخم في تصريح لبرنامج «الاربعاء الرياضي» معترفا بالنقر على مؤخرة مساعد الحكم مكرم السافي فلم أجد له أثرا.

النقر على المؤخرة أهملته المعاجم ولم ينتبه له المعجميون لا السابقون ولا المعاصرون ولكن ما هو ثابت ان النقر الذي تحدث عنه خماخم هو الأخطر على الاطلاق والأكثر إثارة.

مسألة «النقر» هذه تفاعل معها الجميع واختلفت التفاعلات باختلاف الجهات والانتماء الكروي وهذا طبيعي وبما أن التونسين فرقتهم السياسة والجغرافيا فلا مانع أن تفرقهم كرة القدم. مسألة «النقر» اعتبرها البعض «جريمة أخلاقية» والبعض الآخر »كوميديا سوداء» وهذه الأخيرة أسلوب أدبي اكتشفه الأمريكيون وتدور أحداث المسرحية أو الرواية حول مواضيع تعتبر عموما «تابوهات» يحرم الخوض فيها لذلك يجب التعاطي معها بشكل فكاهي وكان الارهاب والمخدرات والعنف من أبرز مواضيع الكوميديا السوداء.

ويبدو أن المسؤولين الكرويين قد نجحوا في إلحاق الكرة التونسية بهذه «التابوهات» ويعرف الجميع أن المقصود بالمسؤولين ليس خمام لأنه مجرد نتيجة لواقع متعفن وإنما كل المسؤولين من الجريء إلى من دعمه وصوت له ودافع عنه.

ما أتاه خماخم خطير جدا وغير لائق وغير أخلاقي وأصاب التونسيين بالصدمة التي قد تصل إلى حدّ الغثيان لكنه في النهاية تحدث بطريقة تليق بكرتنا.. ما هو مؤكد ان الطريقة التي تحدث بها خمام «مخجلة» ومخلة بآداب الحديث لكن لا خلاف في المضمون لأن الكرة التونسية بلغت مرحلة المرض المستعصي وأصبحت في حاجة لما يعرف بالصدمة الكهربائية التي تعرف بالعلاج بالرجة الكهربائية وتستعمل عادة في علاج مرض الكآبة والذي يجعل المصاب به يفكر في الانتحار ويتمثل هذا العلاج في تمرير تيار كهربائي خارجي إلى خلايا الدماغ.

ألا تعيش الكرة التونسية حالة فريدة من الأمراض النفسية؟ ألم تبلع مرحلة الكآبة؟ أليس تصريح خماخم تفكير واضح في الانتحار الكروي؟

ألم يكن تصريح خماخم بمثابة الصدمة الكهربائية؟

النقر في المؤخرة ليس بدعة في الكرة التونسية كما يريد أن يسوّق له البعض وإنما قديم وتفشى منذ تسعينات القرن الماضي عندما كان يقع التخطيط لاقصاء اللاعبين الأجانب بالتآمر مع الحكم إذ كان المسؤول يحرّض المدافع لينقر المنافس في مؤخرته ويتم اعلام الحكم بذلك قبل اللقاء ليركز على ردة فعل المنقول وليس الناقر وبما أنه بشر ولم يكن يتصور أن الكرة التونسية بلغت مرحلة التعفن يقع في المحظور ويلكم المتربص به فيشهر الحكم الورقة الحمراء في وجهه ولكم أن تعودوا إلى لقاءات التسعينات لتتفطنوا لاقصاء طارق التايب (الصفاقسي) وكايتا (النجم) واندرسون (النادي البنزرتي) وغيرهم كثير ولذلك فإن خماخم تجاوز حاجز الصمت فقط وما أتاه لا يدخل في باب الاكتشافات.

النقر في المؤخرة ليس أفظع من «البصق» وتعريفه في اللغة هو البصق أو التفال «spitting» وهو اخراج اللعاب عمدا من الفم تجاه شخص آخر قصد احتقاره.. ألم يمارس رضا شرف الدين سابقا البصق في وجه كامل الشعب التونسي عبر شاشة التلفزة؟ لماذا تغافل الجميع عن ذلك؟ ولماذا كافأت الجامعة رئيس النجم بمنحه البطولة؟ ولماذا تحول فجأة إلى صوت الحكمة والعقل الآن؟ ولماذا هاجم بعض مسؤولي فريقه أول أمس عندما نعتهم بأشباه المسؤولين والمتسببين في العداء بين النجم والنادي الصفاقسي ألم يكن كبيرهم؟

المسألة لا تقتصر على رئيس النادي الصفاقسي والنجم بل كلهم دون استثناء وحتى إن وجد ـ الاستثناء ـ مثل رئيس الترجي فهناك من ينوبه مثل رياض بالنور الذي قال أول أمس بعد الدربي لأحباء الترجي «مادام أنا موجود تهنوا» في إشارة واضحة «لوضع اليد» على التحكيم.

ألم يكن تصريح رئيس الافريقي سليم الرياحي بعد الفوز بالبطولة «ما عادش ينجم يربحنا حتى واحد» بمثابة صبّ البنزين على النار؟

للأسف «انحراف» المسؤولين وصمت الجامعة جعل الأندية تعتقد أن الفريق الأفضل ليس الذي له مجموعة طيبة من اللاعبين ومن له الاطار الفني الكفء وإنما الذي يملك القدرة على «الغورة» على حدّ عبارة خماخم وعلى «البكاء» والتهكم والتحرك في الكواليس وأخيرا النقر في المؤخرة ولذلك مثلما يحمل اللاعبون واقي القدمين «protège - tibia» على الجميع مستقبلا وخاصة الحكام حمل «واقي المؤخرة».

هذه نتيجة حتمية للواقع المتعفن جدا ونتيجة منطقية لسياسة الجامعة الحالية والقادم أكثر قذارة. في زمن تتحرر فيه الزطلة والمثلية الجنسية وفي زمن أصبحت فيه الأندية تفتك حقوقها بإصبعها.. ألسنا في حاجة إلى قولة المرحوم سعد زغلول الزعيم المصري «غطيني وصوتي يا صفية مافيش فايدة».

النقر في اللغة متعدد المعاني إذ يقال نقر في الحجر كتب عليه ونقر على الآلة ضرب وعزف ونقر عن السرّ بحث عنه وعلى الباب قرعه ونقول نقر الرجل أي صار فقيرا ويقال أيضا نقر الرجل فلانا أي عابه واعتابه ورجل نقرٌ أي غضبان وحيوان نقر أي مصاب بداء النقرة.

بحثت طويلا في المعاجم منذ أن اتحفنا رئيس النادي الصفاقسي السيد منصف خماخم في تصريح لبرنامج «الاربعاء الرياضي» معترفا بالنقر على مؤخرة مساعد الحكم مكرم السافي فلم أجد له أثرا.

النقر على المؤخرة أهملته المعاجم ولم ينتبه له المعجميون لا السابقون ولا المعاصرون ولكن ما هو ثابت ان النقر الذي تحدث عنه خماخم هو الأخطر على الاطلاق والأكثر إثارة.

مسألة «النقر» هذه تفاعل معها الجميع واختلفت التفاعلات باختلاف الجهات والانتماء الكروي وهذا طبيعي وبما أن التونسين فرقتهم السياسة والجغرافيا فلا مانع أن تفرقهم كرة القدم. مسألة «النقر» اعتبرها البعض «جريمة أخلاقية» والبعض الآخر »كوميديا سوداء» وهذه الأخيرة أسلوب أدبي اكتشفه الأمريكيون وتدور أحداث المسرحية أو الرواية حول مواضيع تعتبر عموما «تابوهات» يحرم الخوض فيها لذلك يجب التعاطي معها بشكل فكاهي وكان الارهاب والمخدرات والعنف من أبرز مواضيع الكوميديا السوداء.

ويبدو أن المسؤولين الكرويين قد نجحوا في إلحاق الكرة التونسية بهذه «التابوهات» ويعرف الجميع أن المقصود بالمسؤولين ليس خمام لأنه مجرد نتيجة لواقع متعفن وإنما كل المسؤولين من الجريء إلى من دعمه وصوت له ودافع عنه.

ما أتاه خماخم خطير جدا وغير لائق وغير أخلاقي وأصاب التونسيين بالصدمة التي قد تصل إلى حدّ الغثيان لكنه في النهاية تحدث بطريقة تليق بكرتنا.. ما هو مؤكد ان الطريقة التي تحدث بها خمام «مخجلة» ومخلة بآداب الحديث لكن لا خلاف في المضمون لأن الكرة التونسية بلغت مرحلة المرض المستعصي وأصبحت في حاجة لما يعرف بالصدمة الكهربائية التي تعرف بالعلاج بالرجة الكهربائية وتستعمل عادة في علاج مرض الكآبة والذي يجعل المصاب به يفكر في الانتحار ويتمثل هذا العلاج في تمرير تيار كهربائي خارجي إلى خلايا الدماغ.

ألا تعيش الكرة التونسية حالة فريدة من الأمراض النفسية؟ ألم تبلع مرحلة الكآبة؟ أليس تصريح خماخم تفكير واضح في الانتحار الكروي؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا