برعاية

ما بعد المباراة | اليونايتد بحاجة لروميو خاص به، البطل غير المتوج!

ما بعد المباراة | اليونايتد بحاجة لروميو خاص به، البطل غير المتوج!

تحليل نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ..

   تحليل | محمود عبد الرحمن     تابعه عبر تويتر  

توج مانشستر يونايتد بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة للمرة الخامسة في تاريخه بانتصاره على ساوثامبتون (3-2) في النهائي المثير الذي جمع بينهما على ملعب «ويمبلي» وفقًا لتقاليد نهائيات الكؤوس الإنجليزية.

وأصبح مورينيو المدرب الوحيد في التاريخ الذي يحقق نجاحًا بنسبة 100% في نهائيات البطولة، حيث حقق اللقب في الـ4 نهائيات التي وصل إليها، ليتساوى مع المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد سير أليكس فيرجسون والمدرب التاريخي لنوتنجهام فورست بريان كلوف كأكثر من حقق اللقب.

مانشستر يونايتد | تتويج من رحم المعاناة!

■ لعبت خبرة النهائيات والتفاصيل دورًا في تتويج مانشستر يونايتد، فيما كانت الأفضلية لصالح ساوثامبتون. اليونايتد كان ناجحًا في استغلال الفرص التي سنحت له فمن محاولتين سجل هدفين في الشوط الأول، واستفاد من قدرات زلاتان إبراهيموفيتش الفردية التي منحته الكأس.

■ معاناة مانشستر يونايتد تركزت في منطقة وسط الميدان، لعدم وجود محور ارتكاز متمرس، ما سمح لساوثامبتون في السيطرة على الكرة أغلب الوقت، ووجد الفرصة لتهديد مرمى مانشستر يونايتد بالتصويب كثيرًا من على حدود منطقة الجزاء.

لم يكن هناك انسجامًا بين بوجبا وهيريرا على الدائرة، الاثنان أحيانًا تمركزا بشكل خاطئ في الكثير من المواقف، هيريرا خلال تقدم بوجبا وعندما ترتد الكرة كان يجد زيادة عددية كبيرة في مواجهته، مع تراخي بوجبا في تأدية الأدوار الدفاعية. هناك لقطة في الشوط الأول وأحد لاعبي ساوثامبتون يسدد وبوجبا بجانبه دون أي مضايقة من اللاعب الفرنسي، كل هذا جعل دخول مايكل كاريك في الشوط الثاني منطقيًا، مع تحويل بوجبا إلى المركز رقم 10.

لكن حتى مع دخول كاريك، استمرت أفضلية ساوثامبتون، إذ لم يكن كاريك بنسبة 100% قادرًا على مجاراة سرعات لاعبين من أمثال ناثان ريدموند وتاديتش.. هناك حقيقة صادمة في هذا الشق أن وسط ميدان مانشستر يونايتد لم يقم بأي «تاكلينج» في مباراة اليوم، في المقابل لاعب مثل أوريول روميو قام بـ4 بمفرده.. اليونايتد بحاجة إلى روميو خاص به!

■ طريقة مانشستر يونايتد كانت أشبه بـ4/4/2.. بوجبا وهيريرا في وسط الملعب، مارسيال وماتا على الأطراف ولينجارد وإبراهيموفيتش في الهجوم. في هذه الحالة افتقد لوجود صانع الألعاب وأقصد هنريخ مخيتاريان، وهذا أيضًا جعل الأعباء على هيريرا وبوجبا أكبر لأنهما كان عرضة دائمًا لزيادة عددية في وسط الملعب، وسمح لساوثامبتون بالسيطرة على الكرة.

في المرة الوحيدة التي تخلى فيها ماتا عن الرواق الأيمن وبات حرًا، جاء الهدف الثاني. مخيتاريان أو ماتا عندما يكونا في المركز رقم 10 يطلبان الكرة دائمًا ويجبران لاعبي وسط ساوثامبتون على التراجع بعض الشيء لأنه يجيد اللعب في المساحات بشكل جيد، لكن اليوم طريقة لعب مانشستر يونايتك كانت مكشوفة بعض الشيء، وهناك انزراعية، وتسليم لمنطقة عمق الملعب لساوثامبتون.

■ صحيح أن ماركوس روخو صنع الهدف الثاني، لكنه دفاعيًا كان ثغرة واضحة جدًا في دفاع مانشستر يونايتد، الظهير الأيمن لساوثامبتون سيديريك سواريس افتك منه الكرة وصنع منها الهدف الصحيح الملغي لساوثامبتون، وتم اختراق جبهته في الهدف الأول بنفس الطريقة تمامًا، وجبهته ركز عليها ساوثامبتون كثيرًا عن طريق سواريس ومن أمامه جيمس وارد براوس.

من الواضح أن هناك أزمة يعاني منها اليونايتد في هذا المركز في ظل عدم اقتناع مورينيو بمستوى لوك شو، والاعتماد على دالي بليند تارة وروخو «الضعيف» تارة أخرى، حتى أنه اعتمد في فترة من الفترات على الظهير الأيمن الإيطالي دارميان كظهير أيسر.. هذه تساؤلات الإجابة عليها عند مورينيو فقط.

■ في المناسبات الكبيرة تظهر معادن الرجال، وفي هذه المباراة ظهر المعدن النفيس للاعب مثل إبراهيموفيتش، الذي كان له القول الفصل وأنقذ مورينيو من مباراة معقدة للغاية أمام خصم قوي بمجهودات فردية سواءً هدفه الأول أو الهدف الحاسم في الدقيقة 87. لاعب بسن الـ35 عامًا ويصل لهدفه رقم 26 في إنجلترا في موسمه الأول، وقادم في صفقة مجانية، يُعني أن مورينيو كان له نظرة ثاقبة رغم أن البعض شكك في قدرة إبرا على أن تقديم بالقميص الأحمر نفس المستويات الخارقة التي كان قدمها رفقة البي إس جي.. تمديد عقد إبرا سيكون مسألة وقت لا أكثر.

■ قدم دافيد دي خيا مباراة رائعة أمام هجمات ساوثامبتون، وفي الشوط الأول على وجه الخصوص بتصديات ممتازة للتصويبات التي ذهبت عليه من خارج وداخل منطقة الجزاء، مثل إنقاذه لمحاولة من جيمس وارد كادت تجعل النتيجة 1/0، وتصويبة خطيرة من ناثان ريدموند في بداية الشوط الثاني من على حافة منطقة الجزاء، فضلاً عن تميزه في الخروج السليم من خارج المنطقة.

 ساوثامبتون | بطل غير متوج

■ بطل غير متوج، هذا ما يمكن وصف به ساوثامبتون اليوم.. أداء رائع وتفوق واضح على مانشستر يونايتد على مستوى الفرص والاستحواذ على الكرة، عانده الحظ في ضرب العارضة في الشوط الثاني، وحرمه الحكم المساعد من هدف صحيح في الشوط الأول، لذلك الفريق يستحق التحية.

■ نادي ساوثامبتون مثال يحتذى به في كرة القدم الإنجليزية ، رغم التقلبات التي يمر بها في السنوات الأخيرة، وخسارته لمدربين من أمثال ماوريسيو بوتشيتينو ورونالد كومان، ومجموعة كبيرة من لاعبيه الأساسيين، لكنه يصل لنهائي البطولة، وينال احترام الجميع، ودائم احتلال مراكز جيدة في بطولة الدوري.

■ كان ساوثامبتون في النصف الأول من الموسم يمتلك اثنين من أفضل المدافعين في البريميرليج، فيرجيل فان دايك وجوزيه فونتي، رحل الأخير وأصيب الأول، ليستعين المدرب كلود بويل بالمدافع الشاب جاك ستيفينز -ابن أكاديمية ساوثامبتون المرموقة- في بعض المباريات وفي مباراة اليوم، فبفضل قوة دفاعه لم يستقبل ساوثامبتون أي هدف في طريقه للنهائي.

شارك ستيفينز بجانب يوشيدا، لكن مانشستر يونايتد استفاد بشكل كبير في اللحظات النادرة التي غاب فيها التركيز والانسجام عن الثنائي، لذلك لا يجب أن نغفل المباراة المباراة الكبيرة التي قدمها يوشيدا بتدخلاته الدفاعية الحاسمة في أكثر من كرة مثل استخلاصه لكرة خطيرة من أمام لينجارد في الشوط الثاني.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا