برعاية

ما بعد المباراة | 90 دقيقة من الزمن الجميل

ما بعد المباراة | 90 دقيقة من الزمن الجميل

تحليل لأبرز إيجابيات وسلبيات القمة الإنجليزية الفرنسية

قدم مانشستر سيتي وضيفه موناكو، واحدة من أفضل وأروع مباريات دوري أبطال أوروبا منذ فترة طويلة، في السهرة الاستثنائية، التي احتضنها ملعب الاتحاد، وانتهت بفوز مجنون لأصحاب الأرض بنتيجة 5-3، بعدما كان متصدر الدوري الفرنسي، متقدمًا بثلاثة أهداف لاثنين، حتى الدقيقة 77، في ذهاب دور الـ16.

المباراة حفلت بالعديد من اللقطات والفرص وكذلك الملاحظات على أداء الفريقين نسردها معًا فيما يلي.. 

 مانشستر سيتي | مكاسب بالجملة لجوارديولا

المشاهد المُحايد الذي تابع هذه المباراة، بالتأكيد استمتع بـ90 دقيقة "خيالية" بين فريقين، كافحا بشرف وعزيمة حتى النهاية، حتى أحداث المباراة، بدون مبالغة.. فاقت إثارة الأفلام السينيمائية، فمن منا قبل المباراة جاء في خياله، أن موناكو سيُكرر ما فعله مع آرسنال في إنجلترا، قبل ثلاث سنوات، حتى الدقيقة 77، وبعد ذلك تحدث العودة الأسطورية لكتيبة بيب جوارديولا! . على الأقل، أكثر الطامحين، لم يتوقع أن تشهد المباراة ثمانية أهداف، وأن تصل الإثارة ذروتها بهذا السيناريو الهتشكوكي، ليستمتع كل محظوظ شاهد المباراة، بـ90 دقيقة، لا تتكرر كل يوم.

كما أشرت في المقدمة، كنا أمام مباراة مجنونة بدت متكافئة في بعض الأوقات، وأوقات أخرى تسيدها موناكو، وفي النهاية، قال مانشستر سيتي، كلمته بقلب تأخره من 3-2، إلى فوز تاريخي، بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، وكان بالإمكان أن تنتهي، بأهداف أخرى، لولا الحارس الأرجنتيني "ويلي كاباييرو"، الذي حرم فالكاو، من هدفين مُحققين، منهم ركلة الجزاء، التي أنقذها والنتيجة 2-1، وبعدها سجل أجويرو هدف التعادل الثاني، أما الهدف الثاني، فكان من تصدي "سينمائي"، لعرضية قابلها إل تيجري بلمسة من على خط منطقة الجزاء، وهذا يعكس تأثير كاباييرو الكبير على أحداث المباراة، وفي نفس الوقت رسالة لجوارديولا، ليُعيد النظر حول ترتيب الحراس.

صحيح أغلى مدافع إنجليزي "جون ستونز"، هو من أحرز الهدف الرابع، الذي تقدم به السيتي على ضيفه الفرنسي، لأول مرة في المباراة، إلا أنه ارتكب كوارث في الدفاع، وكان الحلقة الأضعف في الفريق، بدليل، أن المهاجم المُكلف هو برقابته، سجل هدفين، وأضاع ركلة جزاء، وارتباك ستونز في المواجهات المباشرة مع المهاجمين سواء الأرضية أو الهوائية، يؤثر بشكل سلبي على أوتامندي، الذي يُعتبر المسؤول الثاني، في تذبذب الأداء الدفاعي، بتهوره في تدخله على اللاعبين من جانب، وبغياب التفاهم والانسجام مع ستونز من جانب آخر، لذلك كانت أغلب محاولات موناكو تُشكل خطورة بالغة على كاباييرو.

من الأشياء الهامة جدًا التي خرج بها السيتي من المباراة، هي الروح القتالية التي تحلى بها اللاعبون، حتى بعد تأخرهم ثلاثة أهداف لهدفين، نتيجة كهذه لفريق يلعب أمام أنصاره، من المُمكن أن تُعقد الأمور، خصوصًا إذا توتر اللاعبين، لكن وصيف البريميرليج، قدم درسًا في الكفاح، بفضل المواهب، التي صنعت الفارق، والإشارة إلى ما فعله الثلاثي "ليروي ساني، سيرخيو أجويرو ودافيد سيلفا" بالذات.

في المواقف الصعبة، تظهر قيمة الموهبة لتفعل أكثر مما يريد المدرب، والشاهد على ذلك ما فعله ساني قبل أن يُعطي ستيرلينج الكرة أمام الشباك، فهو تعامل مع الكرة وكأنها جزء منه، وكأنه يعرف أنها ستأتي خلفه، ومع ذلك، وضعها أمامه بلمسة قدم حساسة، ليصنع الفارق، كما فعل أجويرو، بتعامله المثالي، مع الكرة في تصويبة الهدف الثالث، وهذه أشياء لا يقولها المدرب للاعب، بل الموهبة التي تُميز لاعب عن آخر، وتظهر دائمًا في المواقف الصعبة.

أتصور أن العامل البدني، كان له تأثيرًا كبيرًا على المباراة، خصوصًا في الدقائق الـ20 الأخيرة، التي وضح خلالها تفوق السيتي، بشكل أفضل مما كان في الشوط الأول وأربع ربع ساعة من الشوط الثاني، حتى التغييرات التي أجراها جوارديولا في نهاية المباراة، بإشراك نافاس وفرناندو على حساب أجويرو وستيرلينج، كان الهدف منها إضاعة الوقت لإبقاء النتيجة على حالها، فقط تغيير زاباليتا بسانيا في منتصف الشوط الثاني، كان لتنشيط الجبهة اليمنى، وتحويل اللعب من الدفاع بسانيا، إلى هجوم زائد مع زاباليتا، الذي أبلى بلاءًا حسنًا، ونفذ المطلوب منه على أكمل وجه.

موناكو | الشجاعة وحدها لا تكفي

يستحق موناكو إشادة خاصة، بعد العرض البطولي الذي قدمه أمام أحد كبار إنجلترا في السنوات الأخيرة، على ملعبه وأمام أعين جماهيره. هي مباراة أعاد إلى الأذهان سيناريو فوز فريق الإمارة على آرسنال في نفس الدولة في نسخة 2014-2015، بالذات عندما تقدم فالكاو لتسديد ركلة الجزاء، والنتيجة 2-1، لكن من سوء طالعه، أن كاباييرو تصدى للكرة، وأبقى المان سيتي في المباراة، لتحدث الانتفاضة، التي أسفرت عن ثلاثة أهداف في 10 دقائق.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا