برعاية

التريبونا (5) | زيدان جاهل أم مجهول؟

التريبونا (5) | زيدان جاهل أم مجهول؟

حلقة خاصة مع زين الدين

عنواني يحتاج لأن يُفسَّر، هل زيدان لاعب كبير مُعتزل وجد فرصة أكبر منه لتدريب أفضل فريق في العالم رغم جهله التكتيكي "آنذاك" وقلة خبرته (سمعنا هذا الحديث كثيرًا عن تعيينه)، أم أنه أعد نفسه جيدًا بتدريب الكاستيا والعمل مع أنشيلوتي وعرف كيف يستغل اسمه وصورته الكبير في غرفة خلع ملابس الريال ليحقق أكثر من لقب مهم في عامه التدريبي الأول، زيدان جاهل ومدرب عادي أم من يقول ذلك يحاول تجاهل قيمته وقدراته في أن يكون مدربًا كبيرًا؟، فزيدان المجهول هو زيدان المدرب الذي قد يحكم عليه بعضنا أو حكم عليه في السابق بتهور وحماقة، لذا فإنني أحاول في مقالي هذا أن أرصد تجربته حتى الآن بصورة شبه متعمقة، مع بعض التوقعات بشأن مسيرته في ملعب السنتياجو برنابيو فيما هو قادم.

إذا كنت رجلًا يساوره الشك فعليك أن تسأل ما إذا كان زين الدين زيدان هو الرجل الأكثر حظًا في عالم كرة القدم في العقدين الأخيرين أم لا، فسأبدأ من حيث المرحلة الأخيرة/ الأهم في مسيرة هذا الرجل، تدريب ريال مدريد، كان قرار تعيين رافائيل بينيتيز عليه الكثير من علامات الاستفهام، رغم إنجازاته الأوروبية مع ليفربول، لكنه مدرب بعقلية مُحافظة، هاديء، لا يتواصل كثيرًا مع لاعبيه، و"حرفي بزيادة"، بعد خروجه من نابولي تطورت كرة الفريق البارتينوبي بصورة هائلة، ثورية على يد المدرب والمصرفي السابق ماورتسيو سارّي، في مدريد وبعد خروج رافا وقدوم الفرنسي / الجزائري، تحسنت النتائج كثيرًا، احترم اللاعبين اسم زيدان العميق المُخلد في صفوف ذاكرة كل فردٍ فيهم، بدأ زيدان أيضًا ببضعة قرارات شبه جريئة كتصعيد لاعبين عديدين للفريق الأول في فترة هبوط مستوى وغياب لبعض النجوم.

مهارات كبيرة بالكرة وبداخل رأسه، كيف وصل زين الدين لما هو عليه الآن؟

كيف إذن كانت البداية؟، زيدان ابن لمُهاجر جزائري، لعب لفريق شباب كان وللفريق الأول وانتقل لبوردو ثم إلى يوفنتوس في صيف عام 1996، انتقل فيما بعد لريال مدريد وهو على مشارف الثلاثين، في فترة تولي فلورنتينو بيريز لإدارة الملكي وتكوين فريق الجلاكتيكوس.

قد لا يملك زين الدين يزيد زيدان صفات الرياضي المثالي، فهو ليس سريعًا كفاية، ليس بالرشاقة المعهودة عند لاعب كرة القدم العظيم، لم يكن اسمًا معروفًا في بداية مسيرته، لكنه لاعب فذ، بالكرة، بالرؤية، برصد تحركات المنافس وتحركات الزملاء، نجح في استغلال الفرص السانحة له، ابن اسماعيل ومليكة الأمازيغيين حمل لقب كأس العالم بالألوان الفرنسية وبالاسم العربي، هذا التحول السريع إلى لاعب كرة قدم ظاهرة مع يوفنتوس "رغم بداياته الصعبة في إيطاليا" وإلى بطل عالم إضافة إلى حيثيات اسمه وأصوله الأمازيغية جعل زيدان حالة فريدة من نوعها، وربما إذا نظرنا لبعض نواقص زيدان كلاعب مثل أنه لا يدافع جيدًا، سريع الغضب، فإن مزاياه لا تعد، تحكمه بالكرة، أهدافه الحاسمة الجميلة وما سبق ذكره، صحبح أن سماته قد تشاهدها موجودة عند بعض اللاعبين الآخرين ولكن تلك التركيبة "على بعضها" لم توجد.

في المرحلة الأخيرة حقق زيدان رقمًا قياسيًا في الاحتفاظ بسجل الريال خاليًا من الهزائم، كمدرب هو مازال في رأيي يحاول إيجاد خطواته الأولى، لم يُشكل بعد ذلك الفكر أو النظام الذي يُمكن إطلاق صفة الزيداني عليه مثل المدربين الأعظم في التاريخ، وهناك أمور أخرى قد تكون بصف من يؤكدون أنه محظوظ، قرعة دوري الأبطال السهلة في العام الماضي، خفوت نجم برشلونة تدريجيًا، تقدم عمر بعض اللاعبين وخاصة كريستيانو رونالدو سيعضد موقفه مستقبلًا في إخراجه تدريجيًا من خططه، خاصة وأن اسمه في مدريد لا يقل سطوعًا عن ابن لشبونة.

 لكنه أيضًا اللاعب الذي نجح في فتح الباب للاعبين أصحاب الأسماء العربية بقوة في أوروبا، الذي قام بتوجيه صفعة لأصحاب الفكر اليميني المتطرف في باريس، الذي كان يتقاضى راتبًا ما بين 700 إلى 1000 فرانك وبدأ في فرق غير كبيرة وتسلق المجد بصعوبة للغاية، بدأ مع يوفنتوس بداية صعبة، الصحافة وصفته باللاعب البطيء، بدايته مع الريال كانت كذلك، أخذ وقتًا للتكيف ولفرض أسلوبه على الجميع، ليصبح الريال زيدانيًا، وأهم لاعب في الفريق هو زيدان رغم وجود أسماء عظيمة للغاية قد تفوقه مثل فيجو، رونالدو وآخرين، هو أيضًا الاسم الجديد في عالم التدريب الذي كانت أول مهمة رسمية له هى الأصعب على أي رجل في العالم: تدريب ريال مدريد، نفسيًا على الأقل، فهل زيدان محظوظ أو غير محظوظ؟ ربما هذا السؤال نفسه هو قصة جميلة تبدأ، وستستمر أحداثها لنعيشها ونعرف مدى إمكانية تطوره كمدرب مع الريال أو فرق أقل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا