برعاية

ملاعب كارثيّة ولامبالاة تامة ... احتراف الكرة وانحراف الصّورة ملاعب كارثيّة ولامبالاة تامة ... احتراف الكرة وانحراف الصّورة

ملاعب كارثيّة ولامبالاة تامة   ... احتراف الكرة وانحراف الصّورة  ملاعب كارثيّة ولامبالاة تامة   ... احتراف الكرة وانحراف الصّورة

تذكرت فجأة ذلك الحكم النرويجي حليق الرأس توم هينغ الذي أدار لقاء في نصف نهائي رابطة الأبطال جمع تشلسي الانقليزي بنادي برشلونة الاسباني سنة 2009 والذي انحاز فيه انحيازا فاضحا للنادي الكتالوني وثار في وجهه الألماني بالاك الذي كان يحمل ألوان النادي اللندني.تذكرت فجأة ما ذكرته زوجة الحكم بعد يومين من اللقاء عندما أكدت أنه لازم غرفته لأنه يعيش حالة اكتئاب واقتصرت تصريحاتها للصحف الانقليزية قائلة: «انه مصدوم ولا يكاد يصدق ما يجري حوله» وأن السيد هينغ الطبيب النفسي قرر زيارة طبيب نفسي لأنه في حاجة للعلاج...

لقد حلت «لعنة» لا توصف بهذا الحكم لا لشيء الا لأنه تغافل عن منح ضربة جزاء لتشلسي عندما عرقل داني الفيش مالودا داخل منطقة الجزاء رآها الحكم خارجها وعندما تصدى بيكي للكرة باليد اعتبرها الحكم النرويجي عفوية.

يا للمفارقة... ألا يحدث هذا يوميا في ملاعبنا..؟ هل أصبحت الأخطاء التحكيمي جزءا أساسيا من اللعبة الى حد أن بعض المدربين أصبحوا يطالبون لاعبيهم باعتبار حاملي القميص الأسود سابقا خصوما وليس حكاما...

كل هذا يئسنا من علاجه ومن الخروج من مأزقه خاصة ان الجامعة أصبحت الراعي الاول لفساد الحكام وقد تفطن الأخيرون أن الطريق الى القائمة الدولية يمرّ حتما عبر تطبيق «أجندة» الجريء اي تقوية الظالم على المظلوم.

يئست وسائل الاعلام والقرّاء والمشاهدون على حد السواء من ملفات التحكيم ومن «المافيولا» ومن «المافيا» التي تحكم هذا القطاع وقررت شخصيا ألا أتحدث في هذه المسألة.

واعترف مرة أخرى أني فشلت ولكن الحديث عن التحكيم كان عرضيا.

ترددت من أين أبدأ..؟ هل من سلوك الجماهير؟ ام من المستوى الرديء جدا للمقابلات واللاعبين الذين يتقاضون المليارات؟ أم من «خزعبلات» الجامعة ومهزلة تعيين المقابلات والبرمجة وصلوحية الملاعب؟.. كل هذا في حاجة الى ثورة حقيقية ستكون ثورة مثالية اذا نجحت في اعادتنا الى «نعيم الهواية» وجنبتنا «جحيم» الاحتراف وبما ان التجارب أثبتت ان الثورات في حاجة الى قائد ومخطط حتى لا تعيش اليتم وبما ان الكرة التونسية مازالت تنتظر هذا القائد، فسحنا المجال اليوم الى الصورة لأنها أصدق إنباء من الصحف ومن المقالات والخطب والشعارات مع الاعتذار لأبي تمام بعد تحريف بيته الشهير:

السيف أصدق إنباء من الكتب

في حدّة الحدّ بين الجدّ واللعب

الصورة هذه المرة جاءتنا من «التلفزة الوطنية» التي تابعها الجميع واللقطة تندر بها البعض وتألم لها البعض الآخر... انها «الصورة الفضيحة» التي تناقلتها وسائل الاعلام والمواقع.. انها الصورة التي أسقطت ورقة التوت فبانت عورتنتا.

الصورة مرت أمام دهشة الجميع عندما كانت القناة المذكورة تنقل لقاء أولمبيك سيدي بوزيد والنجم الساحلي وهو لقاء قمة بكل المقاييس باعتباره يجمع بين حامل اللقب وأحد الفرق المهددة بالنزول وقد نزل فعلا الى الرابطة الثانية في منتصف الموسم ـ وهذه مأساة أخرى ـ وتثملت الصورة في وجود مشجع أمام «الكاميرا» منع الجميع من مشاهدة اللقاء و«الجريمة» جماعية هنا من المنظمين مرورا بالمسؤولين على الملعب والقناة الناقلة وصولا الى ذلك الشخص الذي ما إن أعلموه بالأمر حتى استدار واحتل المكان ورفع علامة النصر...

قد يتساءل البعض لماذا زجّ بالقناة الناقلة للقاء ضمن المذنبين والاجابة سهلة وواضحة أولا لأنها لم تتمكن من نقل صورة واضحة ولم تمكّن المشاهد الذي يعدّ من أكبر ممولي الفناة من فرجة رائقة وثانيا لأنها لم تأخذ القرار الحاسم واللائق بالامتناع عن نقل المقابلات من ملاعب مسيئة للعبة وللمشاهد وللبلاد وما أكثرها في تونس؟

كان بإمكان القناة الناقلة أن تحترم مشاهديها وتمتنع عن نقل مقابلات تدور في ملاعب كارثية مثلما فعلت قناة «الكأس» التي رفضت نقل مقابلة النادي البنزرتي والافريقي احتراما للمشاهد ولنفسها لأن مشاهد مثل التي تطلّ علينا من بنزرت وسيدي بوزيد والمتلوي وغيرها من الملاعب ستجعلها عرضة للسخرية.

حرب في الكواليس بعد الفشل على الميدان

تحولت صلوحية ملعب 15 أكتوبر ببنزرت الى «قضية وطنية» وأراد النادي البنزرتي أن يلعب دور الضحية وتحدث البعض عن «المؤامرة» وكأن النادي البنزرتي هو أول من سينشط بعيدا عن ملعبه وكأن النادي الصفاقسي لم يقض موسما كاملا «هائما» بين الملاعب ذات الموسم وكأن فرق قابس لم تجبر الموسم الفارط على اللعب في بوشمة والشبيبة لم تجر لقاءات في ملعب حفوز والملعب التونسي لم يقض السنين الطوال بلا ملعب أصلا وغيرها كثير...

ألم يتشبث ماهر الكنزاري باللعب أمام اتحاد بن قردان في ملعب 15 أكتوبر ثم تعلّلوا بعد الفشل بأرضية الملعب ألم يجمعوا في بنزرت أن الملعب حرمهم من التأهل الى الـ«بلاي أوف»؟

ما لا يعلمه الجميع أن «الدربي» هو الذي حرّك المياه الراكدة... إن المستوى الذي أظهرن نادي باب الجديد أمام الترجي فرض التحركات علنا وسرّا... كان الافريقي منذ بداية الموسم فريقا تتقاذفه الأمواج بسبب المشاكل الإدارية ولذلك كان ينشط بعيدا عن المضايقات والاستفزازات ولكن مستواه في «الدربي» ألّب عليه الجميع فانطلقت حرب الكواليس.

ما لا يعلمه الجميع أن هناك طرفا معروفا ينتمي الى أحد الفرق الكبرى هو من اتصل بماهر الكنزاري وأعلمه بأن النادي البنزرتي مطالب بالتحرّك وإقناع مستقبل المرسى بعدم تقديم لقاء الافريقي لأن ذلك ليس في مصلحة «قرش الشمال» الذي سيواجه نادي باب الجديد بعد ذلك وهو من طلب منه ضرورة التمسّك بإجراء لقاء الكأس في ملعب بنزرت وهو الذي فرض تعيين حكم من بنزرت لإدارة لقاء الإفريقي والمرسى. كل هذا يحدث لأن نادي باب الجديد بدا قادرا علي المنافسة على لابطولة ومرشحا لها بعد المستوى الذي أظهره في «الدربي».

بقي أن أشير الى أن مسؤولي الافريقي غير واعين بكل هذا ولا يمكنهم أن يعوا ذلك لأنهم منشغلين بالغضب علي الإعلاميين الذين عارضوا تنظيم حفل العشاء مباشرة بعد «الدربي».

تذكرت فجأة ذلك الحكم النرويجي حليق الرأس توم هينغ الذي أدار لقاء في نصف نهائي رابطة الأبطال جمع تشلسي الانقليزي بنادي برشلونة الاسباني سنة 2009 والذي انحاز فيه انحيازا فاضحا للنادي الكتالوني وثار في وجهه الألماني بالاك الذي كان يحمل ألوان النادي اللندني.تذكرت فجأة ما ذكرته زوجة الحكم بعد يومين من اللقاء عندما أكدت أنه لازم غرفته لأنه يعيش حالة اكتئاب واقتصرت تصريحاتها للصحف الانقليزية قائلة: «انه مصدوم ولا يكاد يصدق ما يجري حوله» وأن السيد هينغ الطبيب النفسي قرر زيارة طبيب نفسي لأنه في حاجة للعلاج...

لقد حلت «لعنة» لا توصف بهذا الحكم لا لشيء الا لأنه تغافل عن منح ضربة جزاء لتشلسي عندما عرقل داني الفيش مالودا داخل منطقة الجزاء رآها الحكم خارجها وعندما تصدى بيكي للكرة باليد اعتبرها الحكم النرويجي عفوية.

يا للمفارقة... ألا يحدث هذا يوميا في ملاعبنا..؟ هل أصبحت الأخطاء التحكيمي جزءا أساسيا من اللعبة الى حد أن بعض المدربين أصبحوا يطالبون لاعبيهم باعتبار حاملي القميص الأسود سابقا خصوما وليس حكاما...

كل هذا يئسنا من علاجه ومن الخروج من مأزقه خاصة ان الجامعة أصبحت الراعي الاول لفساد الحكام وقد تفطن الأخيرون أن الطريق الى القائمة الدولية يمرّ حتما عبر تطبيق «أجندة» الجريء اي تقوية الظالم على المظلوم.

يئست وسائل الاعلام والقرّاء والمشاهدون على حد السواء من ملفات التحكيم ومن «المافيولا» ومن «المافيا» التي تحكم هذا القطاع وقررت شخصيا ألا أتحدث في هذه المسألة.

واعترف مرة أخرى أني فشلت ولكن الحديث عن التحكيم كان عرضيا.

ترددت من أين أبدأ..؟ هل من سلوك الجماهير؟ ام من المستوى الرديء جدا للمقابلات واللاعبين الذين يتقاضون المليارات؟ أم من «خزعبلات» الجامعة ومهزلة تعيين المقابلات والبرمجة وصلوحية الملاعب؟.. كل هذا في حاجة الى ثورة حقيقية ستكون ثورة مثالية اذا نجحت في اعادتنا الى «نعيم الهواية» وجنبتنا «جحيم» الاحتراف وبما ان التجارب أثبتت ان الثورات في حاجة الى قائد ومخطط حتى لا تعيش اليتم وبما ان الكرة التونسية مازالت تنتظر هذا القائد، فسحنا المجال اليوم الى الصورة لأنها أصدق إنباء من الصحف ومن المقالات والخطب والشعارات مع الاعتذار لأبي تمام بعد تحريف بيته الشهير:

السيف أصدق إنباء من الكتب

في حدّة الحدّ بين الجدّ واللعب

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا