اليوم في سوسة وبنزرت.. صراع العبور

مرّة أخرى يثبت الجلد المنفوخ أنّه «ماكر»، ولا صديق له حتّى وإن كان من المنتمين إلى نادي الـ»كبار»، والمشاهير، كما هو حال فريق جوهرة السّاحل الذي مازال يقاتل ليلتحق ببقيّة «القوى العظمى»، و»الصّاعدة» في مرحلة التتويج.

وقد حسمت الأمور في المجموعة الثانية بعد عبور الترجي، والافريقي ومعهما نجم المناجم الذي لعب بإمتياز دور «الدّابة السوداء» في بطولة يداس فيها الضّعفاء منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزّمن. ورفض «السي .آس .آس» من جانبه اللّعب بالنّار، وإقتلع في توقيت مبكّر ورقة المرور إلى مرحلة التتويج، وفسح الـ»صفاقسيّة» بذلك المجال للـ»سواحليّة» (وهم أصحاب اللّقب)، واتّحاد بن قردان، و»قرش الشّمال» ليخوضوا معركة ضارية على المقعدين المتبقيين.

وقد أنهى النّجم حقبة فوزي البنزرتي بما فيها من نجاحات، وإشادات، وإخفاقات، وإتّهامات، وتعاقد البطل مع مدرب كامل الأوصاف، وعارف بالأجواء العربية، والافريقية وهو الفرنسي «هوبار فيلود» الحالم بتصحيح المسار في بوجعفر، وإدخال الفرح من جديد على جمهور الفريق الذي لا خيار له اليوم سوى الإنتصار على «جوفنتس العرب». وذلك السبيل الوحيد لإطفاء غضب الأحباء، والترشّح إلى «البلاي .أوف» وهو هدف كان من المفترض أن يكون من تحصيل الحاصل في مشوار البطل لولا «انحرافات» «الجنرال» فوزي، وإرتجال المسؤولين.

من جهته، لملم «السي .آس .آس» جراحه، وتحوّل إلى السّاحل وهو مثقل بكابوس الديون التي شغلت المسؤولين، وحرمت الجمعية من حقّ الإنتداب دون أن تحبط عزائم اللاعبين، أوتمنع الـ»صّفاقسيّة» من «الحلم»، وإفتكاك مقعد في «البلاي .أوف» مع التّخطيط للظّفر باللّقب كما حصل في نسخة 2013 مع «كرول»، وعبد الناظر. وستكون مباراة اليوم شكلية بالنسبة إلى الـ»صفاقسيّة» بعد أن ضمنوا العبور لكن صراعهم الدائم مع النجم، ورغبتهم في الدفاع عن سمعة الجمعيّة قد يجعل الضيوف عقبة صعبة أمام المحليين. وفي كلّ الحالات، ومهما كانت الحسابات نريد أن ترتقي هذه القمّة الكروية الكبيرة إلى مستوى الإنتظارت، وأن تكون خالية من المشاهد الفوضويّة، والنّعرات الجهويّة المقيتة.