برعاية

الرابطة الأولى .. «الزعامة» في قمّة الأجوار... وفرق «القاع» في مواجهات من نار

الرابطة الأولى  .. «الزعامة» في قمّة الأجوار... وفرق «القاع» في مواجهات من نار

تمرّ الشّهور والدّهور دون أن يتأثّر حوار الأجوار بفعل الزّمن، ويشدّ الـ»دربي» اليوم كعادته الأبصار، ويدير إليه الرّقاب أملا في الظّفر بعرض مثير يليق بقمّة القمم، ويلملم به الجمهور الجرح الغائر الذي خلّفه الانسحاب المرّ للـ»نسور» من «كان» الغابون بحضور عدد مهمّ من عناصر الافريقي، والترجي وهما مهد عباقرة الـ»تكوير»، ومعهد أسياد الجلد المدوّر لكلّ الأوقات.

وقد حافظ «دربي» العاصمة على أسهمه العالية، وأهميّته البالغة في السّاحة من عصر الهواية، وحبّ «المريول»، واللّعب بدينار إلى طور المليارات، والدخلات، والياغرت، والذبذبات، ومعها الانتدابات بالأورو والدورلار، والصّراع على اللاعبين في السرّ والعلن، وكذلك التناحر بين المجموعات في مشهد مخجل لتاريخ العملاق «عتّوقة»، و»الأمبراطور» طارق الذي ينتظر اليوم مثله مثل كلّ «المكشخين»، والأفارقة طبقا دسما يعيد لهذا العرس الكروي الإعتبار بعد أن انحرف عن المسار نتيجة الإفلاس الكبير لنجوم الورق، والحظر المفروض على الجمهور علاوة على وقوع فيلق من الحكّام في المحظور، وإصرار البعض على «تسييس» الـ»دربيات»، وفسح المجال لـ»إندساس» «التتار» في صفوف الأنصار الحقيقيين، والمصابين بالذّعر بسبب استهتار هذه الفئة التي تهوى إحداث الشّغب، وترهيب النّفوس الباحثة عن المتعة، والفرجة. وهما العنوان المنتظر لحوار اليوم بين القطبين الأكبر، والأكثر شعبيّة، واستيلاء على قلوب الجماهير الرياضيّة. وهذه حقيقة واضحة وضوح الشّمس في رابعة النّهار، ولا تحتاج إلى إستفتاء، أوإحصاء، ويدركها كلّ العارفين بثقل «شعب» الإفريقي، وكثرة أنصار «الدّولة» الترجيّة المنتشرين بين عاصمة الجلاء، وبرج الخضراء، والمتواجدين حتّى في أكبر العواصم العالميّة.

ويدخل الغريمان الأزليان لقاء رادس بالشّعار المعتاد وهو الإنتصار رغم غياب الرّهان بعد أن ضمن الفريقان العبور إلى مرحلة التتويج التي سيتصارع أثناءها إفريقي اللّيلي، وترجي البنزرتي مع أربعة فرسان آخرين على اللّقب الغالي الذي يهوى نسائم «باب» سويقة، و»باب الجديد» منذ أربعينات القرن الماضي... وكان الترجي قد صبر على مدرّبه عمّار السويح أشهرا طويلة لكن الفريق لم يقنع ما أجبر أصحاب القرار على الفراق بالمعروف تحت ضغط الجمهور ليرجع الخبير فوزي البنزرتي إلى «باب سويقة»، وفي البال تحقيق الإقلاع، ومعانقة سماء الإبداع بداية من حوار اليوم الذي يطارد فيه الأصفر، والأحمر الإنتصار دفاعا عن الصّدارة وهي أيضا من أولويات الجار الذي يريد قهر «المكشخين»، وافتكاك الريادة بدعم من الجمهور الذي ينتظر الكثير من الجمعيّة رغم مشاكلها الداخلية، وتراشق «كبارها» بالإتّهامات دون أن تنكس راية «الغالية» التي ودّعت لتوّها المسيّر الشّهير عزّوز الأصرم. وهذا حدث جلل يفرض على أبناء الناديين الوقوف دقيقة صمت قبل حوار الأقدام الذي لا ينبغي أن يعمي العيون عن القيم الأصيلة التي زرع بذورها من زمان هذا الهرم بمعيّة شقيقه في «باب سويقة» وهو المرحوم الخالد في الأذهان حسّان بلخوجة. والرياضة يا سادة العاصمة أخلاق أولا تكون.

بالتوازي مع «دربي» العاصمة، ستعيش بقيّة الملاعب عاصفة هوجاء كتلك التي اجتاحت بعض مدن الخضراء. وتخوض أكثر من جمعيّة معركة ضارية، وفاصلة لتجنّب الإنحدار كما هو حال «الباجيّة» الذين يصطدمون بفريق الضاحية الجنوبيّة، وأيضا الشّبيبة القيروانيّة في مقابلتها المفصليّة أمام «العكّارة». ويحتضن ملعب نجيب الخطّاب اللّقاء الأكثر حرارة في القاع، وذلك بين اتّحاد المكان، وشريكه في المتاعب، وجليسه في المقعد الأخير أولمبيك سيدي بوزيد. ويشتغل في المقابل منجم المتلوي في هدوء تامّ بعد أن سطع نجم الكوكي، وخطف الأضواء، ومعها بطاقة التأهل للرقص مع الـ»كبار». ويخوض الفريق مباراة شكليّة أمام «الستيدة» التي تخلّفت عن «البلاي .أوف»، وبدأت التفكير في «البلاي .آوت» شأنها شأن جارتها «الجليزة» التي تواجه «القناويّة» المعنية بتفادي النّزول.

في رادس (س15): النادي الافريقي - الترجي الرياضي (الحكم نضال باللطيف)

في باجة (س14) (ويكلو): الأولمبي الباجي - نادي حمّام الأنف (الحكم محمّد شعبان)

في المتلوي (س14): نجم المتلوي - الملعب القابسي (الحكم محمود قصيعة)

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا