برعاية

قبل 24 ساعة من «الدّربي» ... الرابطة،الدرّاجي وشيبوب يشعلون الأجواء

قبل 24 ساعة من «الدّربي»  ... الرابطة،الدرّاجي وشيبوب يشعلون الأجواء

بان بالمكشوف أنّ «دربي» العاصمة يبقى على الدوام الحدث الأهم في تونس بدليل أنّ الكلام عن الحوار المرتقب بين الجارين لم ينقطع منذ عدّة أسابيع، تابع خلالها جمهور الناديين مغامرة الـ»نسور» في «كان» الغابون دون أن يغفلوا لحظة واحدة عن آخر أخبار القمّة الأشهر، والأضخم في السّاحة. وتبدو مباراة الغد بين الأفارقة، والترجيين عادية في ظاهرها خاصّة أنّ الجارين إقتلعا المقعدين المعتادين في «البلاي .أوف»، وستكون نتيجة اللّقاء المرتقب في رادس لحساب الجولة الثالثة عشرة من البطولة المحليّة شكليّة من الناحية النظريّة غير أنّ الكواليس تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنّ هذه القمّة الكرويّة لن تخرج عن المألوف، وستستولي كما عهدناها على آلاف إن لم نقل ملايين المتابعين اللاّهثين وراء المتعة بعزف كروي راق، خال من مشاهد العنف، ويليق بالجمعتين الأعرق في البلاد، ويتماشى أيضا وحجم المصاريف الخيالية المهدورة في سوق اللاّعبين.

لن نأتي بالجديد إذا قلنا إنّ حوار الأجوار أصبح يلعب منذ فترة ليست بالقصيرة في «الفيراج»، وأحيانا أخرى خارج الملعب: أي أنّ اللّوحات الفنيّة، و»الدخلات» العالميّة لجماهير الناديين، وكذلك الصّراعات المحمومة على اللاعبين عوّضت بشكل واضح، وملفت للإنتباه العروض الكرويّة التي كانت السّمة الأصلية في الـ»دربيات» التي مرّ منها الأسطورة الحيّة «عتوقّة»، والعملاق الشايبي ألف رحمة ونور على روحه الطّاهرة، وأيضا البيّاري، و»أمبرطور» الكرة التونسيّة والافريقيّة طارق، وبن يحيى، والواعر... وغيرهم كثير.

من معلول إلى اليعقوبي والدراجي

جاءت النّسخة الحالية من «دربي» العاصمة لتثبت من جديد أنّ فصلا مهمّا من هذه المواجهات الناريّة يدور بعيدا عن الميدان. فقد فجّرت صفقة انتقال أسامة الدراجي مؤخرا من بنزرت إلى «باب الجديد» ردود أفعال قويّة بعد أن ترسّخ في بعض الأذهان أنّه «مرتبط» معنويا بالأزياء الذهبيّة. ولا يمكنه حسب «الأعراف» القديمة أن «يقلب الفيستة» وهو موقف أكل عليه الدّهر وشرب بعد أن كسر أشهر اللاّعبين في العالم، وتونس هذه القاعدة على رأسهم نبيل معلول الذي دافع منذ زمن بعيد عن ألوان الجارين وسط ضجّة كبيرة تلاشت بمرور الأيام، والأعوام. ذلك أنّ المسافة الوهميّة بين حديقتي الرّمزين الخالدين حسّان بلخوجة، ومنير القبائلي تحوّلت إلى «سوق حرّة» رفع فيها معلول الشّعار المعروف: «دعه يعمل، دعه يمرّ»، وتبعه بعد ذلك فيلق من النّجوم (ولو أنّهم أقلّ تأثيرا، وجدلا) أمثال الهيشري، والمولهي، والعواضي، واليعقوبي، وغنّام، والعابدي... وصولا إلى الدراجي الذي قد يتزامن ظهوره الأوّل بأزياء الافريقي مع مواجهة ناديه الأمّ الذي يعتبره جزء من الماضي.

تمكّن فريق «باب الجديد» يوم 4 جانفي الماضي من تنظيم مواجهة كروية تاريخيّة، واستعراضيّة أمام باريس سان جرمان، وحظي هذا الحدث البارز بإهتمام كبير مردّه الوزن الثّقيل لفريق ناصر الخليفي. ولم ننتظر كثيرا حتّى أقام شيخ الأندية التونسية سهرة من ألف ليلة وليلة في قلب العاصمة الباريسيّة بتخطيط من خليّة أحباء النادي في بلد الأنوار، وذلك إحياء للذّكرى 98 لتأسيس الجمعيّة. وقد يقول البعض إنّ هذين الحدثين المميّزين حصلا بطريقة عفويّة، وهو أمر «مشكوك فيه» ليقيننا بأنّ الصّراع بين الجارين شامل: أي أنّه يهمّ «الزّعامات»، والتتويجات، والاحتفالات، وحوار الأقدام، والسواعد، والنّزاعات على الصّفقات المثمرة، وحتّى المغشوشة (تذكّروا كوليبالي، وماكس...). وقد كان التّسابق الدائر خلف السّتار للظّفر بخدمات سليمان كشك أثناء «ميركاتو» الشتاء آخر الفصول في صراع الجارين على اللاّعبين...

ساهم الرئيس السّابق للترجي سليم شيبوب من حيث لا يعلم في تسخين أجواء الـ»دربي»، وذلك بعد أن تحفّظ شقّ من أبناء «باب الجديد» على دعوة الرّجل لحضور مباراة باريس سان جرمان في رادس. ولم يمرّ بدوره موكب دفن الرئيس التاريخي للنادي الافريقي عزّوز الأصرم دون أن يتعرّض شيبوب إلى بعض المضايقات، وهو أمر استهجنه العقلاء، وذلك ليس لـ»قدسيّة» الحدث فحسب، وإنّما من باب تعزيز روح التّسامح، وتكريس التعايش بين الجارين الشقيقين أسوة بما كان عليه الأمر بين الراحلين الأصرم، وبلخوجة. (يا حسرة على أيّام زمان).

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا