برعاية

ما بعد المباراة | ظلما الدفاع، وتفوق أليجري على بيولي

ما بعد المباراة | ظلما الدفاع، وتفوق أليجري على بيولي

التحليل الفني لقمة السيري آ بين يوفنتوس والإنتر في تورينو

     بقلم  | تامر أبو سيدو     تابعه عبر تويتر   

 لعب الإنتر شوط أول ممتاز للغاية في تورينو، لكنه لم يكن كافيًا له ليتجنب الخسارة أمام مستضيفه يوفنتوس ضمن الجولة الـ23 للسيري آ، وقد تحقق الانتصار الجديد لرجال ماسيميليانو أليجري بهدف دون رد أحرزه خوان كوادرادو في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول.

دعونا نحلل أداء الفريقين ...

يوفنتوس | القدوة، وظلم أليجري لدفاعه !

لعب يوفنتوس بطريقته المعتادة مؤخرًا، 4-2-3-1، وبنفس التشكيل، بتواجد ماندجوكيتش وديبالا وكودارادو خلف هيجوايين وأمام ثنائي الوسط "خضيرة وبيانيتش"، ولكن يُمكن القول أن الفريق لعب باستراتيجية مختلفة اليوم أو ربما يكون قد أجبر على هذا وأميل لهذا الشيء لأنه بدأ كما اعتاد قبل أن يُغير، إذ لعب أولًا بأسلوبه الضغط والتقدم وسنحت له فرصة ممتازة ثم عاد ليلعب بأسلوب الدفاع الإيجابي، أي بالعودة للخلف للدفاع ومحاولة المباغتة بالهجمات المرتدة السريعة، بفعل تقدم الإنتر للأمام ولعبه للهجوم منذ البداية.

لكن كان هناك فارق بين أداء الفريق خلال الشوطين، في الشوط الأول كان يوفنتوس يُنفذ الهجمات المرتدة بكل لاعبي وسطه وهجومه ولذا كانت أخطر على النيرادزوري ولكنها أيضًا كانت أخطر على خط دفاع اليوفنتوس، فيما في الشوط الثاني تراجع للفريق أكثر للخلف حفاظًا على الهدف وبدأ يهاجم بالمرتدات بعدد أقل من اللاعبين مما جعل تلك الهجمات تفتقد للخطورة اللازمة إلا نادرًا وحسن الأداء الدفاعي كثيرًا.

أي ما حدث في الشوط الثاني أن أليجري فضل الحفاظ على فارق الهدف وعدم قبول هدف آخر أكثر من السعي خلف تسجيل هدفٍ ثانٍ، ولذا منح الجناحين أدوارًا دفاعية ومنع ثنائي الوسط من التقدم إلا نادرًا، وترك المهاجم الهجومية لديبالا وهيجوايين .. وهذا أسفر عن تحسن الأداء الدفاعي بالفعل لكن بالطبع على حساب الهجوم، وبعدها أشرك المدرب ماركيزيو ليغير طريقة اللعب إلى 4-3-3 ويُغلق الملعب تمامًا ... الخلاصة أنه نجح فيما أراد خاصة أن هجمات الإنتر أصبحت أقل كثيرًا في الكم والكيف.

أرى أن لعب اليوفنتوس بـ3 مهاجمين وجناح مهاجم ولاعب وسط يميل للهجوم ولاعب وسط آخر اعتاد أخذ أدوار هجومية والتقدم للأمام مقبول للغاية ضد الفرق البعيدة عنه بفارق مريح بدنيًا وفنيًا، لكن ليس ضد فريق بقوة الإنتر وتحسنه الملحوظ مؤخرًا ! كل تلك القوى الهجومية في وسط الملعب ظلمت خط الدفاع وجعلته معرض أكثر لمواجهة هجوم الإنتر داخل منطقة جزائه ! لأن الوسط لا يقوم بحمايته جيدًا ... كوادرادو بيانيتش ماندجوكيتش مهما كانت تضحياتهم الدفاعية، لن يكونوا أبدًا مثل أسامواه ماركيزيو ستورارو وغيرهم من لاعبي الوسط أصحاب النزعة الدفاعية أو الأداء المتوازن. كنت أفضل أن يلعب بـ3 في الوسط أو يتواجد ماركيزيو بدلًا من بيانيتش لأنه أفضل وأقوى دفاعيًا.

ما يدل على ذلك، أن يوفنتوس تلقى 9 تسديدات على مرماه اليوم من داخل منطقة جزائه ! وأن الكرة تواجدت في ثلثه الدفاعي بنسبة 28% ! هذا كثير للغاية ولا يمكن لوم خط الدفاع عليه بل خط الوسط واختيارات المدرب أليجري.

هذا التشكيل تطلب من بعض اللاعبين تضحية هائلة وأبرزهم سامي خضيرة وماندجوكيتش وكوادرادو وديبالا، وقد كانوا عند حسن الظن بهم اليوم، فقد أدوا واجباتهم الدفاعية بشكل جيد جدًا في حدود المتاح وما يستطيعون فعله .. لكن هذا أثر في الشوط الثاني على قدراتهم وجهدهم الهجومي.

ماندجوكيتش تحديدًا يجب أن يكون قدوة لكل اللاعبين في كرة القدم، لاعب دومًا يُحرج مدربه والجماهير والمتابعين وكل من يفكر بالحديث عن إخراجه من التشكيل الأساسي لليوفنتوس ! لاعب يُقدم تضحيات هائلة جدًا ليقوم بأدواره الدفاعية على أكمل وجه ... يضغط بقوة ويتحرك في كل مكان والجميل أنه ينجح فيما يريد ! ولذا حين أراد أليجري إقحام لاعب وسط ثالث أخرج كوادرادو ولم يُخرج المهاجم البولندي نظرًا لجهده الكبير !

الإنتر | تطور، وإدارة سيئة من بيولي

بداية أرى أن لعب الإنتر بهذا الشكل الممتاز خلال الشوط الأول في قلب يوفنتوس استاديوم أمام اليوفنتوس هو تطور مهم وممتاز لشخصية وعقلية الفريق وأدائه الفني والبدني، وهو أمر يُحسب للمدرب ستيفانو بيولي ولاعبيه. صحيح أن كل هذا تراجع في الشوط الثاني تحت تأثير صدمة الهدف، إلا أنه مقبول نسبيًا خاصة مع قوة المنافس وقوة شخصيته وثقته الهائلة التي اكتسبها من سنوات السيطرة والنجاح بعكس الإنتر القادم من فترات صعبة ومازال يستعيد شخصيته القوية الواثقة في الملعب.

ما قلته حول خط وسط يوفنتوس ينطبق تمامًا على الإنتر، أرى أن اللعب بالثنائي جاليارديني وبروزوفيتش في وسط الملعب مقبول تمامًا أمام الفرق الأقل ولكن ليس ضد اليوفنتوس! فأنت هنا تراهن بفقدان عمق وسط ملعبك الدفاعي وهذا ما حدث بالفعل. ولذا أيضًا كان وصول الهجمات لمنطقة جزاء الإنتر سهل للاعبي يوفنتوس خاصة في الشوط الأول حين كان البيانكونيري يتقدم بعدد مقبول من اللاعبين. كان الأفضل هنا اللعب بلاعب وسط ثالث أو تغيير أحد اللاعبين بلاعب ذو نزعة دفاعية مثل جاري ميديل الذي لا أفضل وجوده في خط الدفاع على حساب الوسط في مثل تلك المباريات ! هذا لأن هجوم يوفنتوس قوي للغاية وصعب إيقافه والتعامل معه إن وصل لمناطق الخطر، لذا الأفضل أن يتم مواجهته في الوسط وإرهاقه بالضغط القوي قبل أن يصل لمناطق الخطر وهذا لم يحدث اليوم ولذا كان الوصول لمرمى هاندانوفيتش سهل وسريع.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا