برعاية

كاسبارجاك لن يرحل ومساعد قوي في الطريق

كاسبارجاك لن يرحل ومساعد قوي في الطريق

لم تهدأ العاصفة داخل المنتخب رغم مرور أسبوع كامل على الإنسحاب المرّ أمام «خيول» بوركينا التي إنهارت في مرحلة موالية أمام «الفراعنة» وهو ما أطفأ (نسبيا) غضب التونسيين في وقت شعر فيه مكتب الجريء، والإطار الفني للـ»نسور» بإحباط أكبر بعد أن إقتنعوا بأنّ فريق «دوارتي» كان في متناولنا لو لم يرتكب «كاسبرجاك» تلك الحماقات التي لا تغتفر.

وقد سيطر التوتّر على أجواء الجامعة خاصّة في ظلّ العجز عن تحديد «المذنبين» الحقيقيين عن هذا الإخفاق، والمتورّطين الفعليين عن خذلان المحبين الذي عقدوا آمالا عريضة على هذا الجيل للذّهاب بعيدا في «كان» الغابون.

بعد السّقوط المفاجىء أمام بوركينا «أرستيد بونسي» (الذي لن تمحى صورته من مخيّلة التونسيين)، سارع شقّ من المتابعين بوضع «كاسبرجاك» في ركن الحلبة، ورشقه بكلّ الإتّهامات الممكنة بداية بضعف الشّخصية التي دفعت الخزري إلى التّطاول عليه بصفة علانيّة وصولا إلى «السّذاجة» التي جعلته يراهن على عبد النّور في الخانة اليسرى، ويكسر بملء إرادته جناح الـ»نّسر» التونسي، ويشتّت في الوقت نفسه أذهان بقيّة اللاعبين الذين كانوا «يعارضون» (مثل كلّ التونسيين) هذا التّحوير خاصّة أنّه مثّل أفضل هديّة للخصم. والحقيقة أنه لا يمكن تبرئة «هنري» من مسؤولية احتراق «طبختنا» التكتيكيّة في الملاعب الغابونيّة لكن ذلك لا يعني أن يدفع بمفرده فاتورة الهزيمة القاسية أمام «الخيول» البوركينابيّة. ونظنّ أنّ كلّ الأطراف متورّطة ولو بدرجات في هذه الفضيحة الكرويّة، ونعتقد أن الجامعة لن تحتاج إلى تقارير «كاسبرجاك»، والمدير الفني يوسف الزواوي لتحدّد «المذنبين» بحكم أنّ كلّ طرف ساهم ولو بقسط صغير في حدوث مهزلة «ليبروفيل».

من يحاسب من؟ سؤال في الصّميم نطرحه، ونحن نترقّب نتائج التقييم الذي يقوم به مكتب الجريء في محاولة لتحديد هويّة المسؤولين عن الخروج الغريب للمنتخب من الـ»كان» دون الوقوع في فخّ الإنفعال، أومعاقبة طرف ما دون وجه حقّ؟ والحقيقة أنّ المحاسبة تبدو أمرا معقّدا، وصعبا بحكم أن كلّ الأطراف تقريبا متورّطة في هذه المهزلة بداية بالفنيين وصولا إلى المسؤولين أنفسهم. ولا ندري هل أنّ جامعة وديع تملك الجرأة لمساءلة نفسها قبل معاقبة «كاسبرجاك»، ومساعده حاتم الميساوي، والطّبيب سهيل الشملي، والمعد البدني جلال الهرقلي علاوة على اللاّعبين؟

تساءلنا في وقت سابق عن مدى فاعليّة المدرب المساعد في الفريق الوطني. وقلنا بالحرف الواحد إنّ المنطق يفرض تعزيز الإطار المشرف على الـ»نّسور» بمدرّب وطني من الوزن الثّقيل من الناحية الكرويّة، ومن المشهود لهم بالكفاءة العالية، والقدرة الفائقة على لعب دور مؤثّر دون أن يكون أقوى من الربّان الأول للسفينة التي لا تحتمل في كلّ الحالات وجود قائدين بنفس الصلاحيات، والامتيازات. ويحدّثنا التاريخ عن نجاح المنتخب في تحقيق نجاحات واضحة عندما راهنت الجامعة على خدمات مدربين وطنيين يعملان في كنف الإنسجام، والتناغم وبعيدا عن الصّراعات. ويكفي أن نستحضر في هذا السياق التجربة الفريدة لعبد المجيد الشتالي، و»ساعده الأيمن» توفيق بن عثمان مع منتخب 78، وأيضا التجربة الاستثنائية لـ»روجي لومار» ومساعده القوي، والفاعل نبيل معلول (قادا المنتخب إلى التتويج بكأس افريقيا عام 2004)... ويبدو أنّ الجامعة الحالية تفطّنت بعد «نومة» طويلة إلى هذا الأمر، وتفيد مصادرنا أنّ عدة أطراف فاعلة في المنتخب تفكّر بجديّة في تعزيز الإطار الفني للـ»نّسور» بمدرب وطني (من طينة خالد بن يحيى، أومراد العقبي...) مع المحافظة على خدمات حاتم الميساوي.

لم يمرّ الخروج الصّادم للمنتخب من «كان» الغابون دون أن يشعل «حرب» الإشاعات، وكان «كاسبرجاك» على رأس المتضرّرين منها حتّى أنّه أضطر إلى تكذيب كلّ ما قيل حول استقالته المزعومة، ومفاوضاته «الوهميّة» مع منتخبات افريقيّة، وعربيّة أخرى تمهيدا للـ»هروب». وطفت على السّطح أيضا تلك الإشاعة «الفايسبوكيّة» التي لم يعد يصدقّها أحد وهي ترشيح فوزي البنزرتي لخلافة «هنري» الصّامد إلى حدّ اللّحظة على الأقل في منصبه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا