برعاية

تحضيرات الترجي تدخل منعرجها الأخير ... الرجايبي في ثوب جديد والبنزرتي في «مأزق» بقير ومنصر

تحضيرات الترجي تدخل منعرجها الأخير   ... الرجايبي في ثوب جديد والبنزرتي في «مأزق» بقير ومنصر

مازلنا نلحّ على أنّ الترجي في نسخته الحالية في حاجة إلى لمسة فنيّة «بسيطة» ليصبح كامل الأوصاف.

ونصرّ إصرارا على أنّ القائد الجديد للسّفينة الصّفراء والحمراء فوزي البنزرتي من الفنيين «المحظوظين» لأنّه تسلّم الأمانة من عمّار السويح في وقت يتصدّر فيه الفريق مجموعته في سباق البطولة علاوة على ترشّحه إلى الدور ربع النهائي لكأس تونس. ولا يفتقر النادي سوى إلى بعض التحسينات ليبلغ ذروة التألّق، ويسعد الأنصار الذين لا يعيبون شيئا على السويح سوى فشله في تطوير الأداء، والإرتقاء بالجمعيّة إلى المستوى المأمول.

حقّق الفريق نتائج مقبولة مع عمّار السويح سواء في البطولة أوالكأس. ويفرض المنطق الآن أن يشهد «شيخ» «المحترفين»، وسيّد الأرقام القياسيّة قفزة نوعيّة مع المدرب الجديد فوزي البنزرتي الذي رجع إلى الحديقة من أجل هدف محدّد وهو الإقلاع، ومعانقة سماء الإبداع بعد أشهر طويلة من «الغصرات» التي تسبّبت في رحيل السويح رغم ما حصده من إنتصارات.

وفّرت الهيئة المديرة برئاسة حمدي المدب كلّ ممهدات النجاح. وأقام الفريق تربصا داخليا في عاصمة الرباط قبل السفر إلى المملكة المغربية، حيث أجرى أبناء البنزرتي ثلاث حوارات ودية أمام الدفاع الحسني الجديدي، والكوكب المراكشي، ونهضة بركان. كما برمج المسؤولون مباراة وديّة رابعة أمام «الهمهاما» في ملعب حمّام الأنف. ومن هذا المنطلق، يمكن التأكيد أنّ الكرة أصبحت في مرمى البنزرتي ولاعبيه المطالبين بالقتال في الميدان لإسعاد المحبين، والقضاء على الشكّ الذي سيطر على الجميع أثناء عهد السويح. ذلك أن الفريق يحلم في الموسم الحالي بالقبض على أكبر عدد ممكن من الألقاب المحليّة، والدوليّة، ويفترض أن يكون في أفضل حالاته ليكسب المعارك الأربع التي سيخوضها في المرحلة المقبلة (البطولة، والكأس، ورابطة الأبطال الافريقيّة علاوة على المسابقة العربيّة).

هل يقلب آدم الرجايبي الوضع، ويستعيد بريقه المعهود بعد فترة من الضياع؟ كل الوقائع تثبت أن آدم تغيّر أداء، وسلوكا منذ قدوم فوزي إلى «باب سويقة». وأظهر الرجايبي إصرارا كبيرا على تدارك ما فات، وبرهن أنه عاقد العزم عن القطع مع بعض «العادات» السيئة التي كادت أن تعصف بمستقبله الكروي لو لا الإحاطة التي وجدها من قبل أهل الدار الذين أنفقوا عليه كما هو معلوم حوالي مليار و250 مليون لجلبه من عاصمة الجلاء إلى حديقة المرحوم حسّان. وتؤكد الأصداء القادمة من محيط الجمعية أنّ آدم سيظهر في ثوب جديد. وقد يكون من العناصر المهمّة في تركيبة البنزرتي ما لم «ينحرف» مرّة أخرى عن الطريق المستقيم، ويشدّه الحنين إلى تصرّفاته المعتادة كإهمال مراقبة الوزن، وهو أمر تعرّض بسببه إلى الإقصاء في فترة السويح.

تبدو حظوظ خليل شمّام ضئيلة للمشاركة في الـ»دربي» خاصّة أنّه تخلّف عن تربصي المنستير، والمغرب، ويحتاج منطقيا إلى المزيد من الوقت ليستعيد كامل مؤهلاته البدنية. وفي إنتظار تأكد إحتجاب شمّام عن حوار الأجوار يوم 8 فيفري الجاري، سيجد المدرب نفسه بين خيارين وهما التعويل على أيمن بن محمّد، أوحسين الربيع. ولم يحدّد فوزي إلى حدّ اللّحظة قراره لكن ذلك لا يخفي إمكانية «المجازفة» ببن محمّد، والرهان على خدماته في الجهة اليسرى خاصّة أنّ الضّغط في الـ»دربي» المرتقب قد يكون أقل مقارنة بالحوارات السابقة بحكم أنّ الجارين إقتلعا بطاقة العبور إلى «البلاي .أوف». وقد تمثّل هذه المباراة فرصة العمر لبن محمّد ليثبت أنه قادر على اللعب في الخانة اليسرى، وإن لم يوفّق في أداء واجبه في خطّته «الجديدة» فإنّه لن يخسر شيئا، وسيعيده مدربه إلى مكانه الطبيعي في المنطقة الأماميّة. وتبقى الخيارات في هذه الجهة مفتوحة على عدّة احتمالات، ولن يتمّ الحسم إلاّ في الشوط الأخير من التحضيرات.

جرّب البنزرتي أثناء الوديات ورقتي سعد بقير، ومحمّد علي منصر. وإعتمد أحيانا على اللاّعبين معا في التشكيلة الأساسية، وإستغنى أحيانا أخرى على أحدهما كما حصل أمام نادي حمّام الأنف، حيث ظهر بقير منذ البداية قبل أن يقحم البنزرتي منصر أثناء اللّعب (مكان البدري). وقد يكون من المبكّر نسبيا الجزم بالسيناريو الذي أعدّه فوزي بخصوص هذا الثنائي الذي أظهر إستعدادات جيّدة خلال التحضيرات، ولكن يمكن التأكيد أنّ المدرب سيجد نفسه بين خيارين صعبين، وقد يضطر للـ»تّضحية» بأحدهما. وفي كلّ الحالات لابدّ أن يقدّم بقير، ومنصر أداء كبيرا يعكس سعة إمكاناتهما الفنيّة، ويرضي طموحات الجماهير التي تدرك أن العبرة لا تكمن في اللّعب كأساسي، أوكإحتياطي وإنّما في القدرة إلى تحقيق عنصر النّجاعة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا