هنا البريميرليج | انتقالات يناير فن الهروب من المصيدة
تعليقات بصيغة النتائج المترتبة على نتيجة ما يحدث داخل وخارج ملاعب البريميرليج ..
لم يشهد سوق انتقالات يناير في البريميرليج تحركات كثيرة طيلة الشهر أو مثيرة في الديدلاين داي حيث كان الجو العام هادئاً للغاية بالنسبة للكبار ، السيتي تمكن من الاستفادة من خدمات خسيوس بعد أن ظفر بتوقيعه في الصيف الماضي ، ليفربول اكتفى بمحاولات الحفاظ على نجومه ومواهبه فقام بتجديد عقدي كوتينهو وجو جوميز ، صفقة آرسنال الوحيدة برغم أنها للرديف ولكنها تستحق الذكر لأنها مفاجأة كبيرة بضم لاعب شاب يُدعى " كوهين برامال " من إحدى أندية الهواة وهو " هيدنيسفورد تاون ، محاولات غير مكتملة من مانشستر يونايتد لضم ليندلوف وعلى استحياء من تشيلسي الذي امتلك المال جراء بيع أوسكار وأما لم يجد اللاعب المناسب أو تحرك في وقت متأخر فلم يحالفه التوفيق مثلما حدث في الصيف ، توتنهام لا يملك السيولة المطلوبة بسبب الملعب الجديد وكل رأس ماله هو قدرة بوتشينيو على تطوير اللاعبين.
وفي النصف الأخر من الترتيب لازال تمرد أهم لاعبي ساوثهامبتون مستمر برحيل المدافع البرتغالي " فونتي " ، هال سيتي الأنشط بضم ثمانية لاعبين أغلبهم على سبيل الإعارة وسام الآراديس يعرف جيداً كيف يحصل على الدعم المناسب من المُلاك مثلما فعل مع سندرلاند ليصبح كريستال بالاس الأكثر إنفاقاً في الشتاء ويليه إيفرتون الذي لم يعد متفرجاً في الميركاتو كما جرت العادة في المواسم الأخيرة والفضل لكومان بالطبع ، ستوك سيتي يُنقذ بيراهينو من جحيم ويست بروميش أخيراً وبيرنلي وحده من استطاع أن يجبر نورويتش على التفريط بالأيرلندي الرائع " برادي " ، مويس قرر الاستعانة بأصدقائه القدامى من أجل محاولة آخرى ناجحة في تفادي الهبوط .. ولكنها ليست كل التفاصيل .!
خطأ طبي من نوع جديد !؟ ، وتشيلسي يُرفض مرتين
ازدادت الإشاعات في الديدلاين داي عن اقتراب تشيلسي من ضم المهاجم الفرنسي " موسى ديمبيلي " والذي انتقل لسيتلك في الصيف الماضي وذلك بعد انتشار صورة له على تويتر وهو يستعد للسفر إلى إنجلترا والسبب في ذلك يعود إلى حاجة تشيلسي الفعلية لضم مهاجم في ظل عدم اقتناع كونتي التام بالبلجيكي " باتشواي " والذي كان أنطونيو يُفكر في مبادلته مع لورينتي مهاجم سوانزي سيتي على سبيل الإعارة ولكن تصميم كليمنت على الإبقاء على أحد أهم لاعبي البجع حال دون إتمام ذلك في الوقت الراهن على أقل تقدير فكان من الطبيعي أن يرتبط تشيلسي بلاعب آخر ولكن الاهتمام الجديد لم يكن مجرد تخمين أو توقع بل كان حقيقياً.
ما أشعل الأخبار هو التأكد من وجود ديمبيلي في هذا اليوم في لندن بالفعل ، ماذا يفعل هُناك ؟ هل رضخ سيلتك لعرض لا يُقاوم من إدارة تشيلسي ؟ هل سيجري الفحص الطبي تمهيداً للتوصل إلى إتفاق بين الناديين في الساعات الأخيرة ؟ كلها أسئلة استغلها الصحفيون لصنع مزيد من التشويق في اليوم الوحيد الذي يكون دراماتيكياً خارج الملعب ، حتى أن براندن رودجرز نفسه كان قلقاً مما أُشيع في وسائل الإعلام لأن الكثيرين كانوا يراقبوه وهو ما اعترف به براندن ، وطلب من الجهاز الطبي التأكد من مكان وجود اللاعب بالتحديد بعد أن سافر إلى لندن من أجل رؤية أحد المتخصصين لفحص ركبته ، وكأننا كنا على موعد مع خطأ طبي من نوع جديد لا علاقة له بتشخيص خاطئ أو ما شابه ولكن بإرسال اللاعب إلى مكان يشكل خطر على النادي وليس عليه ، في النهاية أنهى موسى ديمبيلي الجدل بنفسه بوضع صورة له بقميص سيلتك على حسابه الشخصي بتويتر مُعلقاً على كل ما نُشر عنه بسخرية قائلاً : وماذا أيضاً !؟.
حتى وإن لم تكن أخبار تقديم عرض رسمي لديمبيلي في اليوم الأخير من ميركاتو يناير حقيقية ولكن المؤكد أن سيلتك رفض تشيلسي مرتين ، وذلك بعد أن حاول متصدر الترتيب الحصول على خدمات الحارس الأسكتلندي المخضرم " جوردان " لتعويض الرحيل المحتمل حينها للبوسني " بيجوفيتش " مع إصرار بورنموث على التعاقد معه وتقديم عرض كبير وصل إلى عشرة ملايين ولكن تم رفض عرضين من تشيلسي ليقوم تشيلسي بدوره برفض عرض مفاجئ من بورنموث لشراء ناثان آكي الذي كان معاراً لديهم منذ بداية الموسم وكأنه ذلك التحرك المباغت من الكرز كان نتيجةً لإدخار المال الذي كان مخصصاً لشراء حارس جديد وضم حارس شيفيلد يونايتد الشاب " آرون رامسديل " بسعر بخس.
قد يخيل للبعض أن الأندية الصينية في قمة السذاجة بسبب العروض الخيالية لكثير من اللاعبين من مختلف الدوريات وشتى بقاع الأرض تقريباً ولكنها خطة مقصودة من أجل رفع أسعار اللاعبين ومن ثم يصبحوا هم الأقوى مالياً من كل عملاقة الدوريات الكبرى أولاً ومن أجل صنع قاعدة إعلامية عريضة يتحدث فيها الللاعبون المنتقلون إلى هناك لأصدقائهم من اللاعبين أيضاً عن المُغريات التي لا تُقاوم وهي فرصة عظيمة لكل لاعب انتقل إلى فريق كبير ولا يشارك معه بصفة مستمرة لأنه إن لم يشعر بأن أمامه مستقبل كبير في الملاعب فيمكنه تحقيق أشياء آخرى كثيرة كان يفضلها على أو يحبها بجانب كرة القدم وذلك في حال لعب في الصين لمدة أسبوعين فقط ، يا آلهي كيف باع تشيلسي أوسكار بهذا الثمن ؟ ولكن الصين أيضاً بحسب بعض التقارير كانت سبباً في إبعاد بيابياني عن تشيلسي في الديدلاين داي ، إذا فالأمور لا تُقاس من جانب واحد.
عروض الصين بها نوع من التحدي ، على ضم لاعب كبير مثل تيفيز حتى لا يعتزل مع البوكا كما صرح وتمنى عدة مرات ، أو على ضم لاعب في فريق كبير مثل أوسكار ليظهر للجميع أن الصين قادرة على جعل طموح كل البرازيليين شئ واحد وهو المال ، على خطف لاعب وسط من فريق كبير مثل يوفينتوس مثلما حدث مع فيتسل وهكذا ، التحدي في ضم إيجالو كان لمغالطة تصريحات اللاعب نفسه منذ عام بعد أن كان متألقاً مع واتفورد وعبر عن سعادته برفض العرض الصيني آنذاك والذي تضمن الحصول على راتب أسبوعي يصل إلى 300 ألف جنيه أسترليني بحجة عدم رغبته في بيع أحلامه وبات يحكي للدايلي ميل كيف رفض نصيحة بعض زملائه في غرفة خلع الملابس بعدم تفويت الفرصة بالرغم أنه لم ينم لمدة ثلاثة أيام بسبب التفكير في العرض قبل أن يُقرر الرفض لأنه كان يعتقد حينها أن المال ليس كل شئ.
ولكن في الواقع ، إيجالو كان فقط مستمتعاً بإحساس اللاعب القادم من الشامبيونشيب من أجل أن يخيف دفاعات البريميرليج وبتصدر اسمه لعناوين الصحف لفترة ما وما تبعها من ربطه ببعض الأندية الكبيرة من هم على شاكلة آرسنال وذلك بسبب تألقه الكبير في الدور الأول من موسم العودة للممتاز ولكن كل ذلك ذهب هباءً بعد أن أخرجه مادزاري من حساباته ، لأن الحقيقة أوضحت أن إيجالو لم تكن لديه أحلام من الأساس حتى تتغير فجأة أو كانت أحلام يقظة أعجبته نشوتها ولكن متى استفاق منها وانتهت لذتها قرر اختيار الأسهل على الإطلاق وهو قبول عرض نادي " تشانغتشون ياتاي " بدون انتظار أي فرصة جديدة في الدوري الإنجليزي أو في أي دوري آخر يمكنه فيه تحقيق أحلامه التي لطالما تحدث عنها مسبقاً ، العرض الصيني كان كالوسواس في عقل اللاعب ، وحتى لا يندم على رفضه منذ عام أو أكثر لم يتردد لحظة في قبول العرض الأخير منذ أيام قليلة ، شيطان الصين مخيف يقتل الطموح بطريقة ذكية للغاية.
دكة البدلاء أشبه بالحبس الانفرادي خاصةً بالنسبة للاعبين الصغار أو الكبار جداً والمطلوبين في أندية عدة ، النوع الأول يخشى من أن يتوقف تطوره فجأة ويصبح في طي النسيان والنوع الثاني لديه رغبة جامحة في مواصلة اللعب ويخشى من أن يكون تعليق الحذاء هو العرض الأكثر جدية بالنسبة لظروفه من حيث ابتعاده عن المشاركات وقلة العروض المُتاحة مع تقدمه في العمر في المقابل ، ما الحل إذا للاعب الذي يريد مواصلة اللعب ويرفض ناديه التفريط فيه بصورة غير مبررة أو مقبولة نهائياً ؟ سياسة لي الذراع لا تفلح دائماً وفي حال تعنت مسئولي النادي قد يكون الرد هو محاولة قطع قدم اللاعب نهائياً ومعاقبته بطريقة تؤثر على مسيرته ، لذا عليه اللجوء إلى فن الهروب من المصيدة.
في البداية لا تحاول أن تتمرد بدون أن يكون هناك داعم قوي لك ، ليس كمجرد تشجيع ولكن بشرط أن يكون هذا الحافز مستعد لانتشالك من ردة الفعل الغاضبة لدى الطرف الآخر والتي قد تلقي بك إلى المجهول في أية لحظة وذلك إن لم تستند على أساس قوي في العصيان ، باييه لم يكن ليرفض التدرب مجدداً مع النادي لولا ثقته العارمة في قدرة مارسيليا مع مالك النادي الجديد على استعادته ومع رفضه للعقاب بالتدرب مع الرديف وتقديم مارسيليا لأكثر من عرض ، أضطر ويستهام لبيعه وبعدها ظهر التناقض واضحاً في تصريحات بيليتش بأن رفض بيع باييه كان خطة من أجل بيعه بأعلى سعر ممكن ، في حين أن ديفيد جولد أحد مُلاك النادي صرح أن ديميتري تم بيعه أقل مما يستحق وفي محاولة لتبرير سبب قبول هذا العرض الغير مناسب صرح جولد بأنه متضايق من رحيل باييه عن ويستهام بنفس الطريقة التي كان قد جاء بها إلى ويستهام من نفس النادي مسبقاً في ما يعني أن رحيل المتمرد أو المشاغب مجاناً هو مكسب بكل الأحوال مثلما فعل ليفربول مع بالوتيلي.
ولكن ماذا عن صفقتي ويستهام هذا الشتاء ؟ عبارة عن ثنائي من المتمردين أيضاً وهما فونتي الذي قدم طلب انتقال وطالب بالرحيل بمجرد علمه بعدم نية النادي لتجديد عقده وسط اهتمام من مانشستر يونايتد والثاني هو سنودجراس الذي أخبر المدرب البرتغالي " سيلفا " فور قدومه بنيته في المغادرة ليتم قبول عرض ويستهام وبغض النظر أن ذلك سيزيد من أشباح باييه داخل أروقة المطارق ولكن ما عّجل من رحيلهم هو أدائهم الجيد وعدم لجوئهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على فريقه في تلك المسألة ، وهو أكثر ما يكرهه أي نادي لأن به محاولة تشويه علنية لصورة هذا أو ذاك النادي ، هنا يتحول هذا اللاعب إلى عدو لهم ويتم إتخاذ إجراءت تؤزم أكثر من موقفه.
مع كامل الاحترام لجماهير ليستر سيتي أشعر بالخيانة من قبل رانييري والنادي لذا لن ألعب لهم مجدداً .. هذا ما كتبه الأرجنتيني أولوا مهاجم ليستر سيتي على حسابه الشخصي بتويتر بعد رفض النادي لأكثر من عرض له من نادي سندرلاند وهو ما يذكرنا بما فعله بيراهينو عندما كان لاعباً في ويست بروميش آلبيون وتم رفض عرض توتنهام لضمه ، مما يهدد بتعنت بطل الدوري الإنجليزي ضد مستقبل اللاعب ورفض أي عروض آخرى في الصيف أو الشتاء القادمين وكأنه نوع من أنواع التأديب ، تمرد كيفما تشاء ولكن لا تستسهل انتقاد النادي أو المدرب أو زملائك بهذه الطريقة التي تُغضبهم كثيراً ، هناك حلول آخرى مثل طلب الرحيل بشكل ودي ، تقديم طلب انتقال رسمي ، التمرد ولكن خلف الكواليس مثل رفض التواجد في التدريبات ، فهذه هي الخطوات الصحيحة للهروب من تلك المصيدة.