برعاية

«الشروق» مع المنتخب في الغابون ... خفايا المهزلــة

«الشروق» مع المنتخب في الغابون  ... خفايا المهزلــة

لم يتمكن المنتخب الوطني من تجاوز عقبة الدور ربع النهائي لمسابقة «كان» 2017 بعد الهزيمة المذلة أمام منتخب بوركينا فاسو بثنائية والآداء «الفضيحة» الذي قدمه اللاعبون والتغييرات الخاطئة للمدرب هنري كاسبارجاك الذي حملته الجماهير التونسية القليلة الموجودة في ليبروفيل وحتى بعض اللاعبين مسؤولية الانسحاب المرّ.

عادت بعثة المنتخب الوطني ليلة الاثنين في ساعة متأخرة إلى تونس وقد انطلقت الرحلة في الساعة 15 و 10 دقائق واستغرقت الرحلة الجوية 6 ساعات فقط لأنها كانت رحلة مباشرة.

بالنسبة إلى اللاعبين فقد نزلوا من الحافلة الى قاعة الانتظار مباشرة دون الحديث مع الصحافيين ماعدا المدرب كاسبرجاك الذي قال اتحمل مسؤولية الانسحاب.

الجماهير التونسية تلقت مساء السبت خيبة أمل كبيرة وجديدة نتيجة الخيارات الخاطئة والمردود الهزيل فالمدرب كاسبارجاك أصرّ اقحام أيمن عبد النور في التشكيلة الأساسية مكان علي معلول وإشراك محمد علي اليعقوبي في الدفاع مع صيام بن يوسف وهو ما أدخل الشك في الخط الدفاعي خاصة أن عبد النور كان خارج الموضوع ولم يساهم لا في الدفاع ولا في الهجوم بل أن اللاعب البوركيني الذي لعب من الجهة اليسرى لدفاعنا كان طوال المباراة في راحة بسبب غياب الصعود الهجومي من عبد النور وكثرة أخطائه الدفاعية.

ويمكن القول أن عبد النور ورّط كاسبارجاك ولكن كانت هناك أيضا أسباب أخرى لهذا الانسحاب نظرا إلى أن الأجواء داخل المجموعة كانت متوترة وخاصة بين بعض اللاعبين والمدرب كاسبارجاك.

هنري كاسبارجاك يتصالح مع الخزري

بعد المباراة وحسب ما تابعته «الشروق» فإن وهبي الخزري قد تصالح مع كاسبارجاك وصافحه بعد المباراة وفي النزل.

وقد أكد لنا كاسبارجاك خلال استعداد المنتخب للعودة الى تونس وهو في المطار أنه تصالح مع وهبي الخزري وتحدث معه في كل التفاصيل.

وكان هنري كاسبارجاك صرح بأن تصرف وهبي الخزري معه عندما رفض مصافحته هو تصرف غير لائق ولكن يتفهم رغبة اللاعب في البقاء في المباراة وعدم الخروج.

كاسبارجاك صرح أيضا أن اللاعبين افتقدوا للروح الانتصارية وللرغبة الكبيرة في الانتصار كما كانوا ضحية الارهاق والتعب خاصة في الشوط الثاني حيث تمكن المنتخب البوركيني من السيطرة على وسط الميدان والقيام بهجمات كثيرة اسفرت عن الهدف الاول ثم الثاني.

قال كاسبارجاك انه يتأسف على الانسحاب ولكن هذه كرة القدم التي فيها الانتصار والهزيمة.

وأضاف: «لم نظهر الروح الانتصارية اللازمة لتحقيق الفوز كما عانينا من الارهاق خاصة في الشوط الثاني. أشعر بخيبة أمل شديدة وكذلك اللاعبون وهو نفس شعور المشجعين في تونس لكنها كرة القدم نحن نتأسف للانسحاب ولخيبة الأمل لاننا كنا نريد الوصول الى المربع الذهبي على الأقل»... وأضاف: «قررت تغيير وهبي الخزري لأني شاهدت أنه كان مرهقا لذلك بحثت عن حل آخر فأقحمت مكانه حمزة لحمر أنا أتحمل مسؤولية كل الاختيارات الفنية والتكتيكية اما بالنسبة إلى لقطة وهبي الخزري بعدم مصافحتي بعد تغييره فهذا التصرف غير لائق رغم أن اللاعب كان غاضبا من اخراجه.»

كان أغلب اللاعبين في تشكيلة المنتخب خارج الموضوع وحتى أيمن البلبولي الذي كان التعويل عليه كبيرا لدفع زملائه بعد العودة للتشكيلة الاساسية لم يكن ناجحا في تدخلاته ويتحمل جزءا من مسؤولية الهدف الأول كما أن خروجه وعدم عرقلة المهاجم البوركيني في لقطة الهدف الثاني يتحمل مسؤوليتها أيضا.

ونفس الشيء للمساكني وفرجاني ساسي اللذين لم يكونا في يومهما على عكس حمدي النقاز- أفضل لاعب في المباراة -الذي كان الاستثناء الوحيد ومعه طه ياسين الخنيسي الذي أقلق كثيرا مدافعي بوركينا فاسو.

فرجاني ساسي يكشف سبب المهزلة

خلال تصريحات ما بعد المباراة صرح فرجاني ساسي بأن هناك أطرافا تدخلت في التشكيلة الأساسية وأن بعض التغييرات التي قام بها الإطار الفني لم تكن موجودة قبل المباراة وقد فاجأت اللاعبين .

وقال الفرجاني :»الله يهدي اللي قام بالتغييرات في التشكيلة الاساسية « ولما سأله الصحافيون قال أن كاسبارجاك لا علاقة له بالتغييرات التي حصلت في مباراة بوركينا فاسو . فهل أن بعض المسؤولين قاموا بفرض اللاعبين في التشكيلة وهل أن ما يقوم البعض بترويجه حول تدخل بعض وكلاء اللاعبين لتحديد التشكيلة الاساسية للمنتخب صحيح.

بعض الإعلاميين التونسيين لم يفهموا إلى حد الآن ماذا حصل ليلة المباراة وتحديدا في الساعة الحادية عشرة ليلا و30 دقيقة عندما حرص البعض من المسؤولين في المنتخب والإطار الفني على أن يقوم اللاعبون بحصة تدليك وحمام بارد وخرجوا في ساعة متأخرة من الليل وهو ما اعتبره الكثيرون «فضيحة ومهزلة» لا تحصل حتى في فرق الهواة خاصة أنها صارت ليلة مباراة حاسمة.

كما أن الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم تساءلت عن الذي سمح للاعبين التونسيين بالقيام بذلك الأمر دون اشتشارة ودون التنسيق لأن ما حصل لا يمكن أن يحصل في مسابقة مثل ال»كان» فمن يتحمل المسؤولية في هذه المهزلة الكبيرة ولماذا خرج اللاعبون في ذلك الوقت المتأخر وهو ما تسبب في تشتت تركيزهم وفي بقائهم خارج الملعب لمدة طويلة وفي طقس بارد بعد نزول الأمطار بغزارة في تلك الليلة.ثم بعد ذلك الذهاب الى النوم في ساعة متأخرة جدا.

عند إعطاء ضربة البداية وأثناء حديث الحكم مع قائدي المنتخبين طالبا اختيار المرمى الذي سيلعب فيه كل منتخب قام أيمن البلبولي باستشارة أيمن عبد النور في اختيار اتجاه بداية المنتخب في الشوط الأول.

وهي لقطة تعني الكثير وتؤكد أن ايمن عبد النور له وزن ورأي في كل كبيرة و صغيرة داخل المنتخب وهو ما يؤكد وجوده في التشيكلة الأساسية رغم تراجع مردوده كثيرا.

الحكم الجنوب إفريقي دانيال بينات كان ممتازا وأغلب قراراته صحيحة وحتى الانذارات.

ورغم ذلك فإن جماهير بوركينا فاسو التي كانت اكثر عدد من الجماهير التونسية لم تكن راضية عن قراراته و عبروا عن ذلك بالاستهجان و التصفير تجاهه بعد بعض المخالفات التي أعلنها لمنتخبنا.

أحمد العكايشي دخل الميدان دون القيام بالحركات الاحمائية فخلال بداية الشوط الثاني قام 3 لاعبين بهذه الحركات وهم صابر خليفة وعلي معلول و حمزة لحمر ولم نفهم لماذا اقتصرت الاحماءات على 3 لاعبين و في الأخير قام كاسبارجاك دون سبب معروف بإقحام العكايشي الذي دخل للميدان دون «تسخينات».

يذكر أن حمزة لحمر توجه لبن عمر اثناء قيامه بالاحماءات طلب منه ان يدخر طاقاته البدنية لأن المباراة مازال في عمرها 35 دقيقة ولاعبو بوركينا فاسو كانوا جاهزين أكثر بدنيا وافتكوا منطقة وسط الميدان.

بعد سفره إلى فرنسا للتداوي إثر وعكة صحية عاد رئيس الجامعة الجزائرية محمد روراوة إلى الغابون وقد كان يساند المنتخب التونسي ويتمنى له الانتصار ولكن حظ منتخبنا كان مثل حظ المنتخب الجزائري.

وهبي الخزري فضّل الهروب إلى انقلترا

عادت بعثة المنتخب الوطني كما هو معلوم وذلك عبر رحلة خاصة من الغابون إلى تونس ولكن اللاعب وهبي الخزري الذي كان غاضبا منذ بداية الدورة وليس أثناء اللقاء الأخير فقط فضّل الهروب والتحوّل إلى انقلترا وقد انطلقت رحلته قبل منتصف الليل وتحديدا على الساعة 23و45دق وسيصل إلى انقلترا بعد التوقف في باريس.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا