برعاية

ما بعد المباراة | واقعية الكاميرون تكبح نجاعة السنغال

ما بعد المباراة | واقعية الكاميرون تكبح نجاعة السنغال

تحليل القمة الأفريقية في ربع نهائي «الكان» ..

   تحليل | محمود عبد الرحمن     تابعه عبر تويتر  

تأهل منتخب الكاميرون إلى نصف نهائي كأس أمم أفريقيا، بتفوقه على منتخب السنغال بركلات الترجيح 5/4، بعد انتهاء المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

وسيلاقي منتخب الكاميرون في نصف النهائي الفائز من مواجهة الكونجو الديمقراطية مع غانا.

السنغال | موقعة الملاكمة «البدنية» لم تخدمها!!

■ عاب كلا المنتخبين عدم القدرة على إنهاء الفرص السهلة أمام المرمى، اللمسة الأخيرة كانت معضلة هذه المباراة، إذ كان هناك تسرع كبير عند مهاجمي المنتخب السنغالي (أكثر بعض الشيء) في هذه النقطة، بما في ذلك نجم المنتخب ساديو ماني، الذي أهدر فرصتين، الأمر نفسه بالنسبة لمامي ديوف وبديله موسى سو، هذا يعود أيضًا لسوء التصرف وأيضًا لتألق حارس الكاميرون (سنتحدث عنه في الجزء الخاص بالكاميرون).

■ البطء الشديد في التحضير عند المنتخب السنغالي كان واضحًا بشدة، هذه الآفة أفسدت أسلوب لعب السنغال المعتمد على الهجوم السريع، وخدمت الكاميرون في التنظيم الدفاعي بسهولة، كما أنه لم يكن هناك دعمًا حقيقيًا من وسط الميدان لثلاثي المقدمة، الوحيد الذي كان يقوم بهذا الدور شيخ كوياتي (كما توضح الخريطة الحرارية).

■ المباراة شهدت تألق الحارسين، يحسب لحارس مرمى المنتخب السنغالي عبدالله ديالو إنقاذه للعديد من الفرص، لعل أبرزها فرصة كادت تحسم المباراة في شوطها الإضافي الثاني لصالح الكاميرون، بعد انفراد واضح من المهاجم البديل جاك زوا، الذي أطلق تصويبة قوية من مسافة قريبة، صحيح لم تكن في الزاوية الصحيحة، لكن تعامل ديالو معها كان رائعًا، ناهيك عن بعض الفرص الأخرى.

■ في الشوط الثاني كانت الزيادة الهجومية للسنغال أفضل، السنغال وصل في بعض فترات المباراة ليلعب بـ4 لاعبين في المقدمة (4/2/4)، لكن أسلوب الفريق في هذه الحالة كان واحدًا، وهو إسقاط الكرات خلف مدافعي الكاميرون، صحيح السنغال نجحت في تهديد مرمى الكاميرون بأكثر من كرة، لكن رويدًا رويدًا تفطن لاعبو الكاميرون لهذا الأسلوب ونجحوا في التعامل معه.

■ من الإيجابيات في المنتخب السنغالي، التفوق في عمق الملعب، بالدي كيتا وشيخو كوياتي قاما بتوزيع أكثر من كرة على الأطراف، والعديد من الاختراقات في دفاع الكاميرون، لم يجعلا الكاميرون قادرة على التنفس بسبب الضغط القوي.

■ تسلحت الكاميرون في بعض فترات المباراة بالكرات العرضية على أمل الوصول لشباك السنغال، لكنهم اصطدموا بقوة العملاق كاليدو كوليبالي وشريكه الدفاعي كارا مبودجي، تعاملا بشكل رائع مع الكرات العرضية، نجحوا في استخلاص جُلها.

■ ركلات الترجيح ليس لها كبير، والغريب أن ينتهي حلم المنتخب السنغالي، الذي كان أبرز المرشحين لنيل اللقب بهذا الجيل الرائع، بركلة مهدرة من نجم المنتخب وليفربول ساديو ماني، هذه الركلة لا يجب أن تجعلنا نغفل المستويات المميزة لماني في البطولة. جمهور ليفربول هو الأكثر سعادة الآن!

■ أهم إيجابية لمنتخب الكاميرون في هذه البطولة وليس فقط في هذه المباراة تسلحه بالجماعية، لا يوجد نجمًا في الفريق، الفريق هو النجوم، حتى المهاجم الأبرز فينسنت أبو بكر كان على مقاعد البدلاء، الفريق يلعب بجماعية كبيرة، لديه انضباط كبير عوض في مباراة السنغال الفوارق الفنية الكبيرة التي كانت لصالح «أسود التيرانجا».

المنتخب الكاميروني لعب على إمكانياته، لم يعط للاعبي السنغالي أي مساحات، ماني أو كيتا كانا يواجهان لاعبين أو اثنين من الكاميرون في كل مرة تصل فيه على الكرة لأي منهما، الانضباط كان في أوجه من قبل حتى عناصر الهجوم في الكاميرون.

■ ما ميز للمنتخب الكاميروني تفوقه في النواحي البدنية في تلك المواجهة، على الرغم من أن السنغال وأقصد التشكيلة الأساسية استراحت في مباراة الجزائر بعد ضمان التأهل، عكس الكاميرون التي ظلت تقاتل من أجل بطاقة العبور لربع النهائي، ورغم ذلك كان عناصر المنتخب الكاميروني في قمة العطاء البدني حتى الدقيقة 120.

■ وضح من بداية المباراة أن المدرب البلجيكي هوجو بروس عرف نقاط قوة المنتخب السنغالي المتمثلة في أطرافه (كيتا، ماني)، لجأ لنفس الأسلوب الذي يلعب به مدرب منتخب مصر هيكتور كوبر، ثبت الظهيرين، ليس هذا فحسب، بل أسند للأجنحة واجبات دفاعية، لم يجعل المنتخب السنغالي يلعب بأسلوبه وكرته المعهودة، معتمدًا في الوقت نفسه على قدرة لاعبيه الفائقة على التحول السريع من الدفاع للهجوم.

فكرة الكاميرون المعتمدة على مباغتة السنغال بهجمات سريعة كانت عبر أحد أفضل لاعبي المباراة كريستيان باسوجوج، الذي بذل جهدًا كبيرًا، فبخلاف قيام الأخير بمساندة الظهير كولينز فاي، دائمًا ما كانت الخطورة تكمن في جبهته اليمنى، صنع فرصًا خطيرة لزملائه، تمريراته البينية كانت «كالسم» في ظهر شيخ مبينجي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا