برعاية

ما بعد المباراة | الخيول اسم على مسمى، وأخطاء كاسبرزاك

ما بعد المباراة | الخيول اسم على مسمى، وأخطاء كاسبرزاك

مدرب منتخب تونس قام بخيارات خاطئة عديدة

  انتهى مشوار المنتخب التونسي في كأس أمم إفريقيا بعد سقوطه في ربع النهائي بهدفين نظيفين أمام منتخب بوركينا فاسو خلال اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب دانجونج في العاصمة الجابونية ليبرفيل.

  تونس | انهيار بدني، خيارات مدرب وسذاجة في التعامل مع اللقاء

◄لتحليل مباراة اليوم، لا بد من تقسيمها لشوط أول وآخر ثانٍ عرفا وجهين مختلفين تمامًا، ونقاطًا لعبت بشكل واضح لصالح منتخب بوركينا فاسو الذي فرض نفسه مع توالي الدقائق واستغل نقط ضعف تونس الواضحة في الشوط الثاني، خاصة بعد انهياره البدني والذي جعل عجلة نسور قرطاج غير قادرة على الدوران خلال الـ45 دقيقة الثانية.

◄لم يكن كاسبرزاك موفقًا أبدًا عندما اختار إقحام أيمن عبد النور كظهير أيسر مكان علي معلول الذي كان ورقة هجومية مهمة جدًا للمنتخب التونسي في المباريات الماضية. أتفهم أن المدرب البولندي أراد تثبيت عنصر ثالث في الخط الخلفي من أجل الحد أولًا من خطورة بيرتران تراوري، والحد من مرتدات خصمه عندما يكون النقاز في وضعية هجومية، لكن كل مخططات منتخب تونس باءت بالفشل في نهاية المطاف.

◄فلا أيمن عبد النور كان جيدًا دفاعيًا، كونه كان فعلًا الثغرة الأولى في خط دفاع فريقه واختُرق أكثر من مرة بل واحتاج لمساعدة من طرف زملائه، ولا استفاد مُنتخب تونس من الثغرة الدفاعية الواضحة لمنتخب الخيول في الجهة اليُمنى لدفاعه. بيرتران تراوري الذي كان «البعبع» الذي جعل كاسبرزاك يتخلى عن نبيل معلول لم يكن يتراجع للقيام بالمهام الدفاعية أبدًا، وهو ما جعل كل الكرات التي حاول السيلتي وخنيسي استغلالها من تلك الجهة دون نجاعة كبيرة كون الفريق لم يكن يمتلك رأس حربة واضح. عبد النور ببساطة لم يفد فريقه دفاعيًا لأنه لعب في مركز غير مركزه، وحرم فريقه من قدرات لاعب مميز هجوميًا مثل معلول.

◄النقطة الثانية التي تغيرت بشكل واضح ما بين الشوط الأول والثاني هي نجاعة خط وسط تونس سواءً في الضغط المتقدم أو في نقل الكرة بشكل صحيح لخط المقدمة...ساسي وبن عمر قدما شوطًا أولًا حسنًا، ومكّنا الفريق في أكثر من مناسبة من التحكم في نسق اللقاء وساهما في التنشيط الهجومي، وهو ما جعل نسور قرطاج الطرف الأفضل لفترات عديدة من النصف الأول، لكن الأمر تغير بوضوح في النصف الثاني من اللقاء. فعلى غرار جزء كبير من منتخب تونس، انهار متوسطا ميدان تونس بدنيًا في الشوط الثاني، فلم تعد عجلة الفريق قادرة على الدوران.

◄كاسبرزاك حاول الرد على ضغط بوركينا فاسو المميز جدًا في الشوط الثاني بإخراج لاعب بأدوار هجومية مثل خزري ودفع بالحمر من أجل إعطاء كثافة أكبر لفريقه في خط المنتصف، لكن الأمر لم يفد بشيء في نهاية المطاف لأن من مع الحمر على رقعة الميدان كانوا منتهيين وبالكاد يركضون! فإن قمنا بتعداد الكرات التي خرجت بشكل سليم من مناطق تونس في الشوط الثاني، فسنجدها قليلة جدًا ولا تتعدى 3 كرات!

◄نعود للشوط الأول، والذي كان بإمكان تونس أن يخرج فيه متقدمًا لو استغل الفرص التي أتيحت له، لكن كان من الواضح أن الفريق افتقد بشكل واضح لرأس حربة صريح مثل عكايشي. كرات عرضية كثيرة خلقت مشاكل كثيرة لبوركينا فاسو، لكن ما من أحد كان متواجدًا بشكل جيد داخل منطقة الجزاء كان قادرًا على إنهائها في المرمى، ولو سُجّل هدف واحد في أول 45 دقيقة، لكان سيناريو اللقاء مغايرًا تمامًا. أتفهم أن منتخب تونس حاول الاعتماد على اللامركزية الهجومية كما فعل أمام زيمبابوي، لكنه اليوم لم يكن موفقًا خاصة بسبب المستوى المخيب جدًا للمساكني وخزري.

◄أخيرًا وليس آخرًا، أحب أن أتطرق للقطة الهدف الثاني لمنتخب تونس، والتي تُظهر إلى أي حد تعامل منتخب تونس بسذاجة مع المباراة...الفريق تقدم بكل لاعبيه لركلة ركنية بحثًا عن التعادل، فترك وراءه مساحات شاسعة أنهت رسميًا أحلام تونس في التأهل. وبغض النظر عن الهدف الثاني لم تتعامل تونس مع اللقاء بالذكاء الكافي، سواءً في توزيع مجهوده على دقائق اللقاء أو في اختيار اللاعبين المناسبين للمشاركة، وهو ما يجعل أصابع الاتهام تتجه مباشرة نحو مدربه.

بوركينا فاسو | الخيول كانوا اسمًا على مسمى بدنيًا!

◄عكس منتخب تونس، قدّم بوركينا فاسو مباراة ذكية جدًا تمكّن فيها من مناقشة جل الدقائق بحكمة كبيرة وبقدرة على قراءة المعطيات بتفوق كبير، وهو ما قاده في نهاية المطاف لتحقيق التأهل لنصف النهائي عن جدارة واستحقاق.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا