برعاية

ما بعد المباراة | رائحة 2010 تعود، وتحسينات هجومية واضحة

ما بعد المباراة | رائحة 2010 تعود، وتحسينات هجومية واضحة

تحليل انتصار الفراعنة على النجوم السوداء...

أحبطت مصر رغبة غانا في الانتقام منها وهزمتها للمرة الثانية على التوالي في أقل من 3 أشهر، فبعد مباراة تصفيات كأس العالم هاهم الفراعنة يعودون وينتصرون على النجوم السوداء بهدف نظيف من توقيع نجم روما محمد صلاح..

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء ...

مصر | رائحة 2010 تعود 

■  لو كنت قد نمت في 2010 واستيقظت على هذه المباراة لما شعرت وأن هناك شيءً مختلف .. نفس طريقة الأداء تقريبًا مع الكثير من التحسينات الدفاعية بينما الهجوم بكل تأكيد أقل فاعلية. لكن بصورة عامة ظهرت مصر اليوم بنفس عقلية تلك السنوات الذهبية لمنتخب الفراعنة.

مرر كثيرًا .. اكسب بعض الأرض لكن بدون مخاطرة، وإن شعرت وأن الكرة سيتم خطفها منك عد من جديد للخلف لتُحبط المنافس الساعي لتعويض ما فاته فيحاول الاندفاع لقطع الكرة فإذا بها تذهب إلى ما خلف ظهره. ولولا أرض الملعب السيئة والعناصر الهجومية الأقل جودة إلى حدٍ ما لصارت النتيجة أثقل.

منذ أن وصل كوبر إلى المقاليد الفنية للمنتخب المصري وأنا عند نفس القناعة .. ما دام الرجل يسعى للدفاع وهو ناجح تمامًا فيه بمنع المنافس -مهما كانت قوته- من زيارة مرماك كثيرًا -حتى على مستوى الفرص- فأنت مدرب ناجح بدون شك.

■  مدرب ناجح بدون شك لأنك للمرة الأولى ربما في تاريخك كله لا تشعر بالقلق من كل عرضية تُرسل إلى منطقة جزائك .. لا تشعر بالقلق وأنت تملك تنظيمًا دفاعيًا محكمًا فشلت غانا بكل قوتها الهجومية في  اختراقه لمباراتين متتاليتين.

أنت تشاهد شكلًا مختلفًا تمامًا للاعب مثل مدافع الزمالك علي جبر والذي يقدم مستويات رائعة .. صحيح أنه مميز مع الزمالك منذ بداية هذا الموسم لكنه لم يكن كذلك مع فريقه على مستوى الكرات العرضية بينما هي سر قوته حاليًا رفقة أحمد حجازي وكلاهما يشكلان ثنائيًا دفاعيًا هو الأقوى في البطولة بدون شك حتى الآن.

■  ولأن رُب ضارة نافعة .. لم يكن الشكل الدفاعي لتكتمل جودته دون إصابة محمد عبد الشافي لينتقل أحمد فتحي إلى الجانب الأيسر ليجعل الحياة صعبة من جديد على كريستيان أتسو الذي لم يظهر كثيرًا إلا عندما يدخل لقلب الملعب، ورغم أنه لم يكن في قمة مستواه إلا أنه كان واحدًا من أفضل لاعبي النجوم السوداء والسبب بسيط .. المصريون نجحوا في فرض أسلوبهم وجعل أغلب لاعبي غانا يظهرون بمظهر سيء.

■  اليوم شاهدنا بعض التحسينات الهجومية من هيكتور كوبر والتي بدون شك أفادت الدفاع كذلك .. تم تقديم الظهيرين بشكل أكثر وضوحًا لتظهر الزيادة العددية للفريق الأحمر في نصف ملعب المنافس، والقاعدة ببساطة تقول أنه لا يمكن أن يسجل المنافس في مرماك طالما أنه لا يمتلك الكرة، لذلك كان من أحد الأساليب التي استخدمها الفريق للدفاع هو امتلاك الكرة لأطول فترة ممكنة، ومع زيادة أحمد فتحي والمحمدي للأمام صار هذا الأمر ممكنًا بشكل أكبر.

كما أن هذا التحرك ساهم في شكل هجومي أفضل كثيرًا لمصر، فناهيك عن الثنائيات على الأطراف التي حدثت بين المحمدي وصلاح من جهة وفتحي وتريزيجيه من جهة أخرى، سمح هذا الصعود للطرفين في دخول صلاح وتريزيجيه أكثر للعمق والربط بشكل أفضل مع عبد الله السعيد لتظهر عدة لقطات فيها التعاون جلل بين صلاح والسعيد.

■ من النقاط السلبية هي عدم تركيز بعض اللاعبين في إمكانية عدم خوضهم لمباراة دور الثمانية، فبكاري جاساما كان رحيمًا بأحمد فتحي في عدم تلقيه بطاقة كانت ستمنعه من المباراة القادمة، بينما تفادى تريزيجيه بطاقة حمراء للإنذار الثاني، وعلى كلٍ فإن هذا الحكم الجامبي معروف بتفضيله للتحذيرات أكثر من إشهار البطاقات الصفراء مباشرة وقد فعل نفس الشيء مع بعض من لاعبي غانا خصوصًا ظهير غانا الأيمن يادوم بعد تدخله العنيف على أحمد فتحي.

■  على ذكر التدخلات العنيف فقد أتت التمريرات القصيرة المستمرة أثرها، بعد أن استفزت لاعبي غانا وأخرجت بعضهم من تركيزهم، فيما كانت ثقة لاعبي مصر في ذروتها وتشعر أنهم خاضوا المباراة بأعصاب هادئة وربما كان هذا الأمر بسبب هدف محمد صلاح المبكر وكذلك لمعرفتهم أن مالي لن تلحق بهم عمليًا لتأخرها في أغلب فترات المباراة أمام أوغندا.

■ اليوم استفادت مصر من الارتفاع الملحوظ لمستوى عبد الله السعيد، والذي استفاد بدوره من الدفاع بطريقة 4/4/2 على عكس المباراتين الماضيتين عندما دافعت مصر بطريقة 4/3/3 عن طريق إعادة عبد الله السعيد ليكون بجوار النني وأمام طارق حامد، فيما تم توفير مجهود السعيد هذه المرة في 4/4/2 بدفاعه من الأمام مع مروان محسن بينما تم إلزام محمد صلاح ومحمود تريزيجيه بواجبات دفاعية واضحة، وحتى عندما كانت مصر تدافع أحيانًا بطريقة 4/3/3 كان هذا الثالث هو تريزيجيه بينما ينتقل طارق حامد إلى الجانب الأيمن.

■ أما من كان مميزًا في المباريات الماضية فظل كذلك .. تريزيجيه كان مميزًا جدًا بانطلاقاته فيما كان طارق حامد وافر المجهود وكذلك ظهر دفاع الفريق بامتياز حتى الوافد الجديد على التشكيلة أحمد المحمدي، بينما لم يكن كهربا بنفس تأثير المباراة الماضية رغم نشاطه وذلك لسبب بسيط يعرفه مشجعو الزمالك بالذات فكهربا يحتاج بشدة للتركيز مع مصيدة التسلل فهو يهدر مجهوده ومجهود زملائه بعدم التركيز في هذه اللقطات رغم أن بإمكانه تفاديها والاستمرار كذلك في مكان مميز لتلقي التمريرات

غانا | قدرات عاجزة أمام كماشة دفاعية قاتلة

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا