برعاية

ما بعد المباراة | كيف أنقذ ميسي إنريكي من سيناريو كارثي؟

ما بعد المباراة | كيف أنقذ ميسي إنريكي من سيناريو كارثي؟

التحليل الفني لفوز البارسا على مدفعجية الباسك...

تحليل | عمرو عبد العزيز 

حقق العملاق الإسباني برشلونة فوزاً كاسحاً بـ0-4 على حساب مضيفه إيبار في ختام الجولة الـ19 من الليجا، ليرفع الأول رصيده لـ41 نقطةً يبقى بها في المركز الـ3 بفارق نقطتين خلف المتصدر ريال مدريد، والذي تبقى له مباراةٌ مؤجلةٌ أمام فالنسيا، فيما تجمد رصيد أبناء الباسك عند 26 نقطةً تراجعوا بها للمركز الـ10.

دعونا نحلل أداء الفريقين ...

برشلونة | ميسي يُصحح أخطاء إنريكي ومصائب قومٍ عند قومٍ فوائد

1- بدأ لويس إنريكي المباراة بطريقته المعتادة على الورق 4-3-3، إلا أن تأثير غياب إنييستا وماسكيرانو بالإضافة لإصابة بوسكيتس المبكرة قد أدى لتغيير الخطة في التطبيق أكثر من مرةٍ داخل أرض الملعب بطبيعة الحال، وهذا ما سنعود له بالتفصيل في النقطة رقم 6.

2- إصابة إنييستا أدت لمشاركة أرد توران في مكانه وزاد من الطين بلةً إصابة لاعب الارتكاز بوسكيتس في أول دقائق المباراة، ليضطر إنريكي للزج بصانع الألعاب دينيس سواريز بدلاً منه إلى جانب الثنائي راكيتيتش وتوران في، في ظل إيقاف الارتكاز الأرجنتيني البديل ماسكيرانو، ليقوم إنريكي بإعادة الموزع راكيتيتش كلاعب ارتكاز للطوارئ مع تواجد دينيس سواريز وأردا توران عن يمينه ويساره على الترتيب.

3- أخطأ إنريكي في تشكيلة بداية اللقاء بعدم الاستفادة من الحالة الرائعة التي يمر بها ظهيره الأيمن الأصيل أليكس فيدال، وعاد مُجدداً لإشراك سيرجي روبيرتو في ذلك المركز، ليس ذلك فحسب، بل إنه قد أهدر أيضاً فرصة تصحيح الخطأ حينما أصيب بوسكيتس، إذ كان من الأولى به أن يدفع بفيدال بدلاً منه على أن يعود روبيرتو لمركزه الأصلي في منتصف الميدان، للاستفادة من تألق الأول كظهيرٍ أيمنٍ يجيد التقدم للمساندة الهجومية بإرسال العرضيات والارتداد السريع لتغطية جبهته عند انقطاع الكرة، والاستفادة من الأخير في قدراته الكبيرة على التسليم والاستلام والتمرس على أسلوب التيكي تاكا -التمريرات القصيرة السريعة- الشهير في منتصف الميدان.

4- كان روبيرتو سيئاً جداً في إغلاق المنافذ الدفاعية على جهته اليمنى -اليسرى لهجوم أصحاب الأرض- خصوصاً أنه لم يجد المعاونة الكافية من دينيس سواريز وراكيتيتش للتغطية معه على تقدم جناح إيبار الأيسر إنوي ومن خلفه الظهير لونا، مما كاد يكلف البارسا غالياً في أكثر من مناسبةٍ سواءً بالتسديدات أو العرضيات من تلك الجهة.

5- جاء إشراك ماتيو مكان بيكيه كشرٍ لابد منه إلى جوار مواطنه قليل الخبرة أومتيتي، وكاد ذلك أن يكلف الفريق غالياً بأكثر من تمريرةٍ خاطئةٍ سواءً تلك القصيرة قـ25 التي فشل توران في اللحاق بها لتصل لبيدرو ليون الذي سددها قذيفةً في المرمى لولا براعة تير شتيجن في إبعادها، أو تلك التي مررها طوليةً بشكلٍ غير دقيقلترتد بهجمةٍ مرتدةٍ سريعةٍ قادها ليون قبل أن يرسل عرضيةً يشتتها أومتيتي من على خط المرمى من أمام المهاجم المتمركز إنريتش بعدها بـ10 دقائق... أما السبب في كون ماتيو شراً لابد منه، فهو يرجع إلى رغبة إنريكي في المداورة وإعطاء بعضٍ من الراحة المستحقة لمدافعه الأساسي بيكيه، وفي ظل غياب ماسكيرانو، فلم يكن هناك بداً من الاستعانة بالفرنسي العجوز.

6- لحسن الحظ، فإنه بالرغم من جميع ما سبق من أخطاءٍ ومشاكلٍ للبارسا في تلك المباراة، فإن امتلاك أسطورةٍ بقيمة ميسي كان كافياً للتغطية على جميع المساوئ التي انكشف الكثير منها خلال نصف الساعة الأولى والتي شهدت هجوماً ضارياً كاد أن يكون مُؤذياً من أصحاب ملعب إيبوروا، فلجأ إنريكي لتغيير الخطة بعد إصابة بوسكيتس بدخول ميسي للعمق كصانع ألعاب خلف المهاجم الرئيسي سواريز والثانوي نيمار، لتتحول الخطة إلى 4-4-2 على شكل "ماسة" بوجود راكيتيتش في الارتكاز، دينيس يميناً، أردا يساراً وميسي كصانع ألعاب حر خلف المهاجمين، مع تحول الخطة لـ3-4-1-2 في الحالة الهجومية بتقدم الظهيرين روبيرتو وألبا مع تغطية أومتيتي على الأول يميناً وماتيو على الثاني يساراً، على أن يتراجع راكيتيتش للقيام بدور المدافع الحر -ليبيرو- المتقدم- الذي يقوم بالتوزيع أمام قلبي الدفاع وإعانتهما قدر المستطاع في المهام الدفاعية، باستخلاصه لـ3 كراتٍ وفوزه بالتحامٍ ثنائيٍ في ألعاب الهواء.

7- لن تستغربوا الأمر بالطبع حينما أقول لكم أن البرغوث قد قدَّم مباراةً مثاليةً في مركز صانع الألعاب، والذي يُعد أحد أفضل لاعبي العالم فيه منذ العام الماضي، ويكفيكم أن تشاهدوا تمريرته البينية الساقطة فوق الدفاع لسواريز، أو تلك الشبيهة لها لتوران ثم بينيةٍ أرضيةٍ أخرى لنيمار، إلا أن الثلاثة قد أهدروا تلك الفرص بغرابةٍ شديدةٍ من انفراداتٍ تامةٍ بالمرمى في الشوط الأول، غير أن عطايا ميسي لم تتوقف، فاستغل البديل دينيس سواريز تسديدةً من الأرجنتيني ارتدت من الدفاع ليتابعها في المرمى بعد مرور نصف ساعة من زمن اللقاء، ليهدأ الكتلان بعض الشئ، ويزداد هدوئهم بفضل براعة ميسي الذي تبادل الكرة مع سواريز ليسجل هدف تأكيد الفوز مطلع الشوط الثاني، متخلياً عن دور صانع الألعاب في مفاجأةٍ كبيرةٍ لمدافعي الخصم، قبل أن يتكفل الثنائي سواريز ونيمار بإحراز الهدفين الثالث والرابع مستغلين المساحات الشاسعة خلف دفاع إيبار الذي انفتح على مصراعيه في نصف الساعة الأخيرة في ظل تقدم أكثر من 6-7 لاعبين سعياً لتقليص الفارق، فنالوا عقابهم.

8- تألق ميسي الدائم بات شيئاً مفروغاً منه، ولكن أن يتعدى تأثيره لدرجة مساعدة فريقه ومدربه إنريكي على الخروج من تلك المباراة التي بدت عصيبةً في بدايتها هو الأمر الجديد بعض الشئ، فلم يكتف النجم الأرجنتيني بالتغطية على خطايا إنريكي بتمريراته الساحرة وهدفه الرائع، ولكنه ساهم أيضاً في مساعدة مدربه على اكتشاف راكيتيتش في مركز لاعب الوسط المدافع وحتى العودة للقيام بدور الليبرو غير المُعتاد بالنسبة له، وليس ذلك فحسب، وإنما أيضاً في مساعدة دينيس سواريز على الإبداع خلفه بتسجيل هدفٍ جميل بالإضافة لبذل مجهودٍ محمودٍ في المساندة الدفاعية قدر الإمكان، فضلاً عن نسبة دقة تمريراته التي ارتفعت لـ84%، لتكون إصابة بوسكيتس، وغياب إنييستا، ماسكيرانو ورافينيا بمثابة "فاتحة خيرٍ" على الثنائي راكيتيتش ودينيس اللذين عانيا من الابتعاد عن المشاركة مع الفريق لفتراتٍ طويلة، لينطبق عليهما المثل القائل "مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد".

9- ظهر قلبا الدفاع ماتيو وأومتيتي بصورةٍ مرتبكة وتواكلا في كثيرٍ من الأحيان على بعضهما البعض، مما كاد أن يتسبب في العديد من المشاكل على مرمى حارسهم الألماني تير شتيجن، وأثبت بالدليل القاطع أن غياب بيكيه وماسكيرانو لا يمكن تعويضه، خصوصاً ماتيو الذي بات عالةً على العمل الجماعي للفريق، بسبب بطئه، عدم تركيزه وانعدام دقة تمريراته بشكلٍ كارثي أشبه بكونه لا مبالاة.

10- سواريز كان مزعجاً في الشق الهجومي كما العادة دائماً، فسجل الهدف الثالث من مجهودٍ فرديٍ خالصٍ بالضغط على المدافع الأخير، صنع الهدف الثاني لميسي في لقطةٍ تنم عن تفاهمٍ كبيرٍ وجملةٍ متفقٍ عليها فيما بينهما وشارك ايضاً في التمهيد للهدف الأول، فضلاً عن تهديده المستمر لمرمى حارس الضيوف يويل، فيما كان نيمار على النقيض، بعيداً تماماً عن تركيزه، فظهر أنانياً، متسرعاً في إنهاء الهجمات وواقعاً في مصيدة التسلل في أحيانٍ أخرى، إلا أنه نال مُكافأة محاولاته المستمرة بتسجيل الهدف الرابع من انفرادٍ تامٍ إثر هجمةٍ مرتدةٍ سريعةٍ في نهاية المطاف.

11- تغييرات إنريكي في الشوط الثاني قدمت الإضافة المطلوبة، خصوصاً أليكس فيدال الذي ساهم في تنشيط هجوم فريقه على الرواق الأيمن وانعدام خطورة أصحاب الأرض على تلك الجبهة، قبل أن يصنع الهدف الرابع بعرضيةٍ مثاليةٍ لنيمار، شارك البديل الآخر ألكاثير بالتمويه بجسمه فيها، رغم أن دخول الأخير على أية حالٍ لم يزد عن كونه تحصيلاً حاصلاً وعاملاً مساعداً في إراحة سواريز بعد الاطمئنان في النتيجة بالتقدم بثلاثيةٍ نظيفة.

إيبار | فوكس يكذب على رونالدو، وألابا وحده لا يكفي!

1- كما قال المدرب مينديليبار، قوة برشلونة لم تضطر المدفعجية لتغيير طريقتهم الضاغطة على الخصوم، خصوصاً على ملعبهم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا