برعاية

ما بعد المباراة | المتمرد يهزم واقعية كوبر ويفضح النني!

ما بعد المباراة | المتمرد يهزم واقعية كوبر ويفضح النني!

التحليل الفني لفوز مصر على أوغندا في ختام مباريات الجولة الثانية من مجموعات أمم أفريقيا الجابون 2017...

عاش عشاق المنتخب المصري ليلة أمس السبت نسخة مُكررة لما حدث في مباراة تونس الودية التي أقيمت على ملعب القاهرة الدولي بداية هذا الشهر، ففي البروفة التحضيرية الوحيدة للفريق قبل السفر إلى الجابون للمشاركة في كأس أمم أفريقيا 2017، أُضطر المنتخب المصري للانتظار حتى الدقيقة الأخيرة من اللقاء للاحتفال بهدف الفوز مثلما حدث اليوم أمام أوغندا لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة، والسبب غياب رمانة الميزان في خط الوسط.

مهاجم الأهلي "مروان محسن" كان قد قاد المنتخب المصري قبل 20 يومًا لهزيمة تونس في الدقيقة 91 بعد أن جاءت مشاركته كبديل لأحمد حسن كوكا، وبعد أسبوعين قرر زميله في الأهلي "عبد الله السعيد" تقليده بتسجيل هدف الفوز الوحيد في الدقيقة الأخيرة في المرمى الأوغندي بعد دقائق قليلة من مشاركته كبديل للاعب وسط الزمالك "طارق حامد".

الفوز صعد بمصر إلى المركز الثاني في المجموعة الرابعة برصيد أربع نقاط بفارق نقطتين عن غانا المتصدرة، ليقترب فريق المدرب هيكتور كوبر من انتزاع ورقة التأهل لربع النهائي عن هذه المجموعة المعُقدة، بشرط تعادل مالي مع أوغندا في الجولة الأخيرة.

لماذا مجموعة مُعقدة؟ ولماذا انتظرت مصر حتى الدقيقة الأخيرة للاحتفال من جديد؟ وهل استراتيجية كوبر هي الأنسب للعناصر الحالية في المنتخب المصري؟ وكيف نجحت أوغندا في تعطيل مفاتيح لعب مصر على مدار 90 دقيقة حتى جاء هدف عبد الله السعيد؟ أمور كثيرة سنناقشها معكم على هيئة نقاط إيجابية وسلبية في هذا التحليل.

1- الانسجام الرائع بين مدافعي المنتخب المصري أعطت شيء من الطمأنينة والثقة لدى جميع زملائهم في الفريق وللمشجعين فيما يخص استحالة اهتزاز شباك الحضري بأي هدف أكثر بمراحل مما كان عليه الوضع في المباراة الأولى أمام مالي.

كان هناك تخوف دائم من مدى قدرة الثنائي «علي جبر وأحمد حجازي» على الانصهار معًا، بالذات وأن كل واحد عانى من مشاكل في الآونة الأخيرة. جبر عانى من خيبات أمل مع الزمالك خلال العام الماضي في منافسات دوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز، وأحمد حجازي عاد مؤخرًا من إصابة غيبته عن عدة مباريات هامة مع الأهلي في نهاية النصف الأول من الموسم الجاري.

معنى نجاح هذا الثنائي في غلق كل منافذ العبور على رأس الحربة الوحيد الذي استخدمه مدرب المنتخب الأوغندي "جيوفري ماسا" خلال ال90 دقيقة ومواصلتهما للتعافي البدني والفني وانسجامهما بهذه الصورة، نقطة تُحسب لهيكتور كوبر فيما يخص القدرة على إعداد وتجهيز اللاعبين في وقت قياسي.

2- لا أعتقد أن منتخب أوغندا من المنتخبات الأفريقية الهينة هذه الأيام على المستوى الدفاعي والهجمة المضادة، ما يعيبه فقط الخوف والإفراط في إحترام الخصم.

أوغندا لم تستطع مجاراة قوة خط دفاع مصر المبنية على التمركز الصحيح من قلبي الدفاع وعلى الانضباط التكتيكي من الظهيرين "عبد الشافي وأحمد فتحي" اللذين لم يتقدما للخطوط الأمامية إلا فيما ندر، وهو الأمر الذي حَد من خطورة الجناحين الطائرين لأوغندا "ميا وأوشايا".

3- السيطرة الميدانية للمنتخب المصري منذ البداية وحتى الدقائق التي تلت تسجيل عبد الله السعيد للهدف، وإن كانت سيطرة غير هجومية، لكن كان جيدًا حرمان الخصم من الكرة ومنعهم من اللعب بطريقتهم المحببة.

في بداية مباراة مالي أصيب الحارس أحمد الشناوي ثم شعر محمد صلاح بالتعب خلال الشوط الثاني، تلك العوامل أثرت على مخططات هيكتوبر كوبر قليلاً للتحكم في إيقاع اللعب كما يريد وإجراء التغييرات التي يريدها.

عندما سارت الأمور على ما يُرام أمام أوغندا، تمكن المدرب الأرجنتيني هذه المرة من فرض كلمته وأسلوبه عن طريق إجراء عدة تبديلات تكتيكية مميزة في الحصة الثانية بنزول رمانة الميزان «عبد الله السعيد» أولاً ثم المهاجم المكوكي «محمود كهربا»، ومن هنا استحقت مصر الفوز بجدارة.

المنتخب المصري كان له شكل مُغاير عن المباراة الماضية، ففي الشوط الأول لعب بتخطيط هجومي جديد بمشاركة رمضان صبحي على اليسار وتريزيجيه على اليمين ومحمد صلاح كمهاجم متأخر خلف مروان محسن، مع الاستمرار بالثنائي النني وحامد في منطقة الوسط الدفاعي.

يُحسب لكوبر فقط أنه استهدف من هذه التشكيلة الجديدة تنويع العمليات الهجومية ما بين اختراق من العمق بواسطة صلاح ومروان محسن وما بين تمريرات عرضية من تريزيجيه ورمضان صبحي، لكنه بالطبع لم ينجح فيما خطط له، ليلجأ لدكة البدلاء التي أنقذته فيما بعد.

4- نجاح عبد الله السعيد -لاعب الإسماعيلي السابق- في الأخذ بيد وسط الميدان بتمريراته الأرضية الجميلة على طرفي الملعب وبمراوغاته وتحكمه المثالي في الكرة بعد نزوله بدلاً من طارق حامد السيء جدًا في عملية الربط.

الدور الذي لعبه عبد الله في الرابط ما بين الخطوط الثلاثة استند على العودة لتسلم الكرة من قلبي الدفاع أولاً ومن ثم تمريرها بشكل مُتقن إلى الأمام أو على الطرفين وهذا ما لم يكن يقوم به حامد وحتى النني، لتتاح لمصر عدة فرص خطيرة على المرمى الأوغندي بعد شوط أول من العشوائية الهجومية للفريق بسبب خطة «أخطف وأركض».

5- كانت لمُشاركة محمود كهربا في الدقائق الـ 15 الأخيرة من اللقاء فعل السحر على تحسن المردود الهجومي لمصر، نظرًا لقدرته على التحرك من دون كرة وسرعته في التصرف بالكرة وحسن قراءته للثغرات الدفاعية والانقضاض والضغط على الخصم في خطة الدفاع المتقدم.

فكاد كهرباء يُسجل مرة وكاد يحصل على ركلة جزاء مرة، قبل مساهمته الواضحة في عملية الهدف حين مرر إلى محمد صلاح داخل المنطقة بشكل سريع.

6- مروان محسن من أهم إيجابيات المنتخب المصري سواء في مباراة تونس الودية أو مالي وحتى اليوم، كان هو الأكثر خطورة على المدافعين خلال الـ 90 دقيقة أكثر من صلاح وتريزيجيه بسبب تحركاته الذكية خارج وداخل الصندوق، فضلاً عن نجاحه الدائم في تشتيت تركيز قلبي الدفاع وسحبهما خارج المنطقة لفتح الطريق أمام القادمون من الخلف.

وجوده في الخط الأمامي غاية في الأهمية لوحدة الفريق أكثر طبعًا من وجود مهاجم سبورتينج براجا أحمد حسن كوكا، فهو يقاتل على كل كرة سواء هوائية أو أرضية، وكل ما يحتاجه في الفترة القادمة هو المزيد من الكرات العرضية إذا أراد كوبر الاستفادة من موهبته التهديفية العالية بعدما استهلكه تمامًا في المباراتين الماضيتين في هد الدفاعات.

1- خروج عبد الله السعيد من التشكيلة الأساسية منذ البداية كان من أكبر السلبيات وأكبر الأخطاء التي اقترفها كوبر، وإن كان صحح تلك الهفوة بعد انتصاف الوقت الأصلي، لكنه تسبب بهذا التغيير في تأخر الفوز حتى الدقيقة الأخيرة من اللقاء، ومنح الفريق الخصم فرصة لإلتقاط الأنفاس والدخول في أجواء المباراة.

لم نشعر بأي تنظيم في خط الوسط خلال فترة غياب عبد الله السعيد، وخلال وجود محمد النني وطارق حامد اللذين يفتقدان بصورة واضحة القدرة على التمرير وتوزيع الكرات بشكل سليم، بالإضافة لضعفهما الحاد في استخلاص الكرة من الخصم ثم تسليمها بسرعة لأقرب زميل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا