برعاية

ما بعد المباراة | تونس "الجذابة"، وسياسة "الشعبين" كارثية على للجزائر

ما بعد المباراة | تونس "الجذابة"، وسياسة "الشعبين" كارثية على للجزائر

تحليل انتصار نسور قرطاج على ثعالب الصحراء...

عوضت تونس خسارتها في افتتاح مبارياته بكأس الأمم الأفريقية، وذلك بعد انتصار غالٍ على حساب الجزائر وبهدفين مقابل هدف في المباراة التي جمعت بين الفريقين بمدينة فرانسفيل...

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء ...

تونس | أداء رائع، والتوفيق عاد 

■  ابتسم الحظ لنسور قرطاج .. فبعد أن عبس في وجوههم بشدة أمام السنغال في شوط المباراة الثاني، عاد ليبتسم لهم في الشوط الثاني من مباراتهم أمام الجزائر .. حالفهم التوفيق في تسجيلهم لهدفي الفوز لكن التوفيق لم يكن كل الحكاية، بل كان نذرًا يسيرًا.

■  أما النذر الكبير فهو أن تونس تلعب كرة قدم جذابة .. فريق متماسك هجوميًا جدًا -واليوم كذلك دفاعيًا- وكذلك يستطيع التحكم في نسق اللعب بمجرد أن تلوح له تلك الفرصة .. لم تمنح تونس الفرصة للجزائر بالسيطرة على اللقاء من جديد بعد أن تقدمت بينما كانوا أقوياء ذهنيًا بما فيه الكفاية ليفرضوا أسلوبهم على السنغال رغم إحباط نتيجة الشوط الأول.

■  لكن لماذا اليوم دفاعيًا كذلك؟ الإجابة واضحة عند الجميع .. عدّل هنري كاسبرزاك من أوراقه وأيقن أن اللعب بفرجاني ساسي فقط في الارتكاز مخاطرة كبيرة لا يمكن تكرارها من جديد، فدفع بالعائد من الإصابة الأمين بن عمر ليقدم الأخير مباراة جد رائعة سواء على مستوى المراقبة أو التغطية كما كان جاهزًا بدنيًا وبشدة حتى نهاية اللقاء.

■ لم يؤثر الدفع بلاعب إضافي في الارتكاز على مستوى هجوم تونس، بل بالعكس، فقد منح الفرصة لوهبي خزري بتوفير مجهوده للهجوم والمشاركة في دعم العكايشي ومساكني، بينما كان للسليتي دورٌ مميز جدًا في حفظ التوازن بين الدفاع والهجوم بعد كان يتحول أحيانًا للاعب ثالث في الوسط مائل بعض الشيء إلى جبهة ياسين براهيمي.

■ بعد أول ربع ساعة، ظهر دفاع تونس بشكل جيد جدًا .. بشكل عام أيمن عبد النور مدافع جيد جدًا عندما لا يكون مطلوب منه ممارسة ضغطٍ عالٍ على المنافسين، وقد قدم هو وبن يوسف مباراة جد أنيقة وبدون أخطاء كثيرة، فيما كان حمدي النقاز في الموعد للمباراة الثانية على التوالي، بينما ظهرت التعليمات واضحة هذه المرة لعلي معلول بعدم التقدم إلا بحساب وذلك درءً لخطورة رياض محرز.

■ تبديلات كاسبرزاك كانت متوقعة إلى حدٍ ما .. الرجل لم يتفلسف كثيرًا وتعامل مع أطوار المباراة بشكل جيد، والأجمل هو أنه لم يقلد السنغال ويركن للدفاع فقط، بل كانت هجماته المرتدة جد خطيرة كما حاول استغلال الكرات الثابتة والتي كاد من خلالها أن يسجل لولا أقدام مدافعي الجزائر التي اصطدمت بها تسديدتين من داخل منطقة الجزاء كادت أن تعرف طريق الشباك.

■ لا يمكن وسط كل هذا نسيان التصدي المهم جدًا للمثلوثي في بداية المباراة والذي كان علامة فارقة ومكّن تونس من اجتياز أصعب لحظاتها في هذا الديربي.

■ بشكل عام، تفادت تونس كل أخطاء المباراة الماضية تقريبًا وتعلمت من فكرة اللعب بارتكاز واحد وكذلك تقديم معلول بينما كان الدرس الأكبر في عدم تعجل الانتصار وأخيرًا استغلال الفرص المتاحة .. نعم كان هناك توفيق في الهدفين لكن التونسيين بشكل عام نجحوا في صنع الكثير من الفرص بل وكانوا قريبين من تسجيل الهدف الثالث ما كان سيجعلها نتيجة تاريخية لهم في ديربي يشهد تفوقًا كاسحًا لهم في الرسميات بآخر 30 سنة.

الجزائر | أسماء عظيمة، وشخصية فريق صغير!

■  للمباراة الثانية على التوالي لا تُظهر الجزائر وأنها فريق مرشح للفوز بالبطولة، بل ظهرت شخصية هشة تليق بفريق صغير وليس لفريق كاد أن يقهر ألمانيا ويصل لربع نهائي دور الثمانية قبل أقل من 3 أعوام.

■  الأمر واضح .. الجزائريون لم يتم تحضيرهم نفسيًا بشكل جيد .. هذا ما يبدو لي على الأقل. أنت تشاهد فريقًا يقدم مستوى جيد جدًا في الكثير من فترات الشوط الأول لكنك تكتشف أنه غير قادر على تقديم نفس الأداء في الشوط الثاني.

الأمر لا يتعلق بتسجيل هدف تونس الأول، فتلقيك لهدف من خطأ في كرة القدم أمر وارد على حد علمي! لكن حاول تذكر ما فعلته الجزائر ما بين الهدف الأول والثاني؟ لا شيء تقريبًا .. هجوم عشوائي وغير مركز والكثير من الأخطاء المكررة من مباراة زيمبابوي.

■  أهم خطأ؟ مازال نبيل بن طالب وعدلان قديورة يمارسان دورًا دفاعيًا فقط في جل فترات المباراة .. الغريب أنه في كل مرة كان واحدٌ منهما يقدم بعض الإضافات الهجومية كنت ترى أشياءً جيدة من محاربي الصحراء .. تذكّر تسديدة قديورة في الشوط الأول وانطلاقته في الشوط الثاني "أخيرًا" ليلعب العرضية التي جاء منها هدف الجزائر الوحيد.

السر يكمن في أن تونس فرضت غطاءً دفاعيًا شرسًا على ثلاثي وسط الجزائر الهجومي لكن هذا الغطاء لم يكن ليتحمل لاعبًا رابعًا قادم من الخلف، وهو أمر غريب جدًا من ليكنز ألا يتفطن لذلك ويبدأ في التنبيه على بن طالب بالتقدم أكثر وعدم الاكتفاء بالتمرير فقط!

شاهد الخريطة الحرارية -هجوم الجزائر باتجاه للأعلى- لثنائي وسط الجزائر الدفاعي لتدرك النقص الواضح في مساندتهما الهجومية، فقد ندر اقترابهما من منطقة جزاء تونس، بينما يمكنك تذكر أن هدف تونس الأول جاء من تمريرة فرجاني ساسي من على حدود المنطقة إلى مساكني.

■ وكما ذكرت في المباراة الماضية، نقص مساندة ثنائي وسط الجزائري الدفاعي تسبب من جديد في انهيار المخزون البدني لدى محرز وبراهيمي وغزال والذين قدموا شوطًا أولًا جيدًا جدًا لكن لأنهم لفترات طويلة يبذلون مجهودًا إضافيًا لتعويض هذا النقص في الدعم، انهاروا بدنيًا في الأوقات المهمة من المباراة.

■ الأمر الثاني هو أنه مازال كل واحد من محرز وبراهيمي في وادي .. فحتى عندما كان براهيمي يلعب في مركز صانع الألعاب رقم 10 في المباراة الأولى، لم نشاهد الكثير من التعاون بين كلا اللاعبين بل اكتفى كل واحدٍ منهما بالانغماس في منطقته ومحاولة صناعة الهجمة من تلك المنطقة، ولم يقدم أحدهما المساندة للآخر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا