برعاية

قبل 24 ساعة من مباراة تونس ـ الجزائر.. غضب جماهيري... والمساكني يرعب «الخضر»

قبل 24 ساعة من مباراة تونس ـ الجزائر.. غضب جماهيري... والمساكني يرعب «الخضر»

لن تكون المواجهة الكرويّة المرتقبة بين تونس، والجزائر في إطار النهائيات الافريقيّة عاديّة قياسا بالنديّة الكبيرة التي تتّسم بها حوارات الشّقيقين، والثّقل التاريخي للجارين في الـ»كان».

كما أنّ مباراة الغد ستكون مفصليّة على درب العبور إلى الدّور الثّاني، وهو ما يسلّط ضغطا أكبر على أبناء «كاسبرجاك»، و»ليكنز».

يخطىء من يعتبر الحوار الكبير بين الـ»نسور»، والخضر في «كان» الغابون مجرّد «تكوير»، ذلك أنّ العلاقة القائمة بين الجارين أعمق بكثير من الخسارة، والرّبح في مباراة كرة قدم. ويعلم العارفون بالتّاريخ المشترك للبلدين الشّقيقين أنّ الشّعبين مرتبطان بجسر لم يتكسّر منذ عقود من الزمن كانت خلالها الصلة وثيقة في كلّ الميادين. فقد سجّل التاريخ بالدم النّضالات المشتركة للتونسيين، والجزائريين ضدّ استبداد المستعمر. ويعترف التاريخ نفسه بالعلاقات الاستثنائية بين البلدين في دنيا الرياضة، وتفخر الخضراء بفتح حدودها، واحتضان فريق جبهة التحرير الوطني الجزائرية في الخمسينات. ووفّرت له تونس آنذاك الحماية، والدعم نصرة للأشقاء في معركة التحرير. ولم تكن الهجرة «السريّة» لرفاق كرمالي إلى أرضنا التي «يحجّ» إليها ملايين الجزائريين، سوى عيّنة صغيرة عن العلاقات الكبيرة بين تونس، والجزائر على مستوى الرياضة. والحقيقة أننا قد نحتاج إلى مجلّدات ضخمة لاستحضار الكمّ الهائل من اللاعبين، والمدربين المنتقلين بين البلدين دون قيود، ودون أن يخالجهم أيّ شعور بوجود حدود بين الدولتين. ونستحضر على سبيل الذكر لا الحصر بعض الأشقاء الذين التحموا بالتونسيين، وصنعوا الأفراح في ملاعبنا كلّ حسب مقدرته، واجتهاده مثل دراوة، والمخلوفي، وبن شيخة، وبيرة، ومغاريا، وعمروش، والدزيري، وجابو، والبلايلي، وزياية، وبونجاح، وبلقروي، والشنيحي... وصدّرنا نحن بدورنا فيلقا من اللاعبين، والفنيين إلى بلد ماجر منهم حمّادي هنية، ونبيل الكوكي، وسفيان الحيدوسي...

غضب عارم يسبق الـ»دربي» المغاربي الكبير بين تونس، والجزائر، وذلك بعد أن استهلّ سفيرا العرب في الـ»كان» المعركة القارية بعثرتين مخيّبتين للآمال. وسقط الـ»نسور» في فخّ السّينغال في حين تعادل زملاء رياض محرز أمام الزمبابوي، وهو ما سيفرض على الجارين الخروج بنتيجة مباراة الغد لمصالحة الجمهور، وتجنّب الانسحاب الذي من شأنه أن يفجّر أزمة في أحد المنتخبين خاصّة في ظلّ الاحترازات الكبيرة على الخيارات البشرية، والتوجّهات الفنية للمدربين «كاسبرجاك»، و»ليكنز» علاوة على الأخطاء الكارثيّة في الدفاع، والتي كلّفت تونس هزيمة بثنائية قاسية في الجولة الافتتاحية، وتسبّبت في تعادل صعب للأشقاء بهدفين لمثلهما أمام الزمبابوي.

ستكون مباراة الغد (س17) أشبه بالكتاب المفتوح بحكم أن مدرب «محاربي الصّحراء» «جورج ليكنز» يعرف السواد الأعظم من اللاعبين الحاليين للمنتخب التونسي الذي كان قد درّبه بالأمس القريب قبل «الانفصال» جرّاء الأداء الهزيل. وضمّ خصمنا بدوره أكثر من عنصر ناشط في بطولتنا، أوسبق له المرور من ملاعبنا. والحديث عن بلخيثر الافريقي، وبلقروي الترجي، وبونجاح السدّ الذي ملأ الدنيا وشغل الناس عندما كان يلعب لفائدة نجم السّاحل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا