برعاية

لعب سلبي.. المنتخب المصري يصنع الملل في الكان

لعب سلبي.. المنتخب المصري يصنع الملل في الكان

تحول دييغو سيميوني إلى قدوة ومثل أعلى لعديد المدربين بعد تجربته الرائدة مع أتليتكو مدريد، ورغم الأسلوب الدفاعي المتعصب للأرجنتيني وفريقه في الليغا، إلا أن هذه المجموعة قامت على خطة فعالة وتخطيط محكم في كافة تفاصيل اللعب، وبالتالي ليس من المنطقي أبدا وصف أي خطة دفاعية بأنها أقرب لأسلوب الشولو، كما كان يحدث سابقا أيام إنتر هيريرا.

أصبحت كلمة "الكاتيناتشو" خاصة بأي فريق دفاعي بالعالم، وكأن الدفاع أمر متاح للجميع، وليس له قواعد أو مبادئ مختلفة، لذلك صارت التسميات سهلة وتقليدية، وأصبح كل من يدافع أثناء المباراة، يلعب بأسلوب الكاتيناتشو، مع أن هذا الأمر بعيد تماماً عن شروط وأساسيات الطريقة التي غزت العالم خلال سنوات قديمة، ونجحت بسببها فرق عديدة عبر تاريخ الساحرة المستديرة.

كانت هذه مقدمة الجزء الخاص بالكرة الدفاعية في كتاب "قلب الهرم"، وكأنها تناسب نسبة غير قليلة من الجماهير تؤكد بعد أي مباراة دفاعية، أن طريقة أصحابها أقرب إلى الكاتيناتشيو، ليخطئ البعض بدون قصد في تسمية الأساليب الدفاعية، ويتم ربطها تدريجيا بمصدر واحد رغم أنها بعيدة كل البعد عنه.

هناك فرق كبير بين طريقة الكاتيناتشو القديمة، وبين الطرق الدفاعية المستحدثة الأقرب إلى دفاع المنطقة المعروف بـ "زونال ماركينج". تشترط اللعبة الإيطالية وجود ليبرو إضافي في الخلف، يغطي ويعطي زيادة عددية أمام المرمى، مع تطبيق استراتيجية الهجمة المرتدة أثناء التحول الخاطف السريع، عن طريق لاعب وسط مهاري كصانع لعب، ومهاجم متحرك سريع يطلق عليه "فانتازيستا".

يعتبر هيلينو هيريرا مدرب الانتر في الستينيات أبرز من أدى بهذه الطريقة، بتمركز ليبرو مع ثنائي دفاعي، وأمامهم ارتكاز ثابت وثنائي في الوسط، رفقة جناح متأخر وآخر متقدم ثم محرك اللعب في الهجوم وأمامه رأس الحربة الصريح، لذلك يجب إطلاق هذا المسمى فقط على من يؤدي بنفس الرسم الخططي داخل الملعب.

صنع سيميوني بعد سنوات طويلة نموذجا دفاعيا محكما مع أتليتكو مدريد، هو شكل بعيد عن الكاتيناتشيو الإيطالية، لأنه مرتبط أكثر بدفاع المنطقة وإغلاق المساحات في وبين الخطوط، لكنه يتفق معها في الإطار الخارجي الأخير، من باب الغاية تبرر الوسيلة، واللعب وفق قدرات فريقي، مع محاولة استغلال هفوات الخصم فيما يعرف بالتحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم.

نجح الشولو في خلق حالة تكتيكية جديدة أوروبيا، طريقة غلق الملعب عرضيا بثنائي على كل جانب، رفقة ثنائي آخر في العمق أمامه هجوم متحرك غير ثابت، نتيجة تطبيق خطة 4-4-2 بأسلوب مغاير عن السابق، لينجح الأتليتي في نقل اللعب من جانب إلى آخر، وتضييق الخناق على كبار أوروبا، مع استغلال الكرات الثابتة وتطوير الشق الهجومي بالحفاظ على الهجمة في أضيق الفراغات، ومن ثم قلب اللعب في الاتجاه المعاكس لكسب عنصر المفاجأة أمام أي منافس.

اختلف الجمهور أو اتفق على سيميوني، توجد شبه حالة إجماع على العمل الكبير الذي قدمه هذا المدرب، نتيجة فارق الإمكانات بين أتليتكو مدريد وبقية أوروبا، وبالتالي يمكن التغاضي عن بعض الأمور في سبيل التنافسية وخلافه، لكن الأمر المؤكد هو الأسلوب الذي صنع شخصية قوية لهذا الفريق، والعمل التدريبي المذهل في كيفية التحكم في الفراغات من دون الكرة، في أكبر تحدٍّ خاص بالتمركز وملء المساحات بين الخطوط.

وحاول الأرجنتيني الآخر هيكتور كوبر صناعة حالة مشابهة مع المنتخب المصري، بعد نجاحه في الصعود إلى بطولة أفريقيا على حساب نيجيريا، ثم فوزه على غانا في التصفيات المونديالية بهدفين دون رد، مستخدما خطة دفاعية صريحة، وأداء تجاريا إلى حد كبير، مع الإعلان بقصد أو بدونه أن طريقة لعب الفراعنة أفريقيا تشبه أتليتكو مدريد أوروبيا، لكن الوضع فعليا غير صحيح، ربما ليس على مستوى النتائج، لكن المؤكد أن وسيلة الفريقين مختلفة إلى حد كبير.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا