برعاية

على هامش هزيمة تونس أمام السينغال .. عندما يتحوّل الدّفاع الى صُداع

على هامش هزيمة تونس أمام السينغال   .. عندما يتحوّل الدّفاع الى صُداع

تدثّر جمهور الـ»نّسور» بما بقي له من صبر، وبكلّ ما يملك من ملابس صوفيّة، ورابط ليلة أمس الأوّل في المقاهي أملا في خبر سار يأتيه من الغابون، حيث يصارع المنتخب الظّروف، ويقارع الـ»كبار» ليصنع فرحة صغيرة تبعث السّرور في النّفوس المتعبة، وتدفىء القلوب الباردة، والأجسام التي ينهشها «الزّمهرير».

مع انطلاق الحوار المثير بين الـ»نسور»، والسّينغال التي نفخنا في صورتها، وجعلناها «سوبرمان» الـ»كان»، تتعالى الأصوات، وتحترق ملايين السجائر، وتتسمّر العيون الحالمة رغم الألم، والتّعب حول التلفزات العملاقة لتكون صورة «الفضيحة» واضحة.

يعزف النشيد الوطني، يردّد «نسورنا» تلك الكلمات الخالدات (كلّ حسب معرفته)، ثمّ تبدأ المواجهة التي انتظرها الجميع من بنزرت إلى بن قردان، وكلّهم أمل أن يكذّب المنتخب التكهنات، ويفنّد التخمينات، ويروّض «أسود التيرانغا»، سلاحنا في ذلك «الخبث الكروي» الذي هزمنا بفضله الخصم ذاته في يوم عصي عن النسيان، وخالد في الأذهان، والكلام عن النجم الكبير الحاج ضيوف، وما أدراك ما الحاج ضيوف الذي صال، وجال مع السينغال، وفي القارة العجوز. وأطحنا بالمنافس عينه، وبالدّهاء ذاته زمن «المفلس» «جورج ليكنز» الذي لم يصدّق إلى حدّ اللّحظة كيف نجح مع تونس في التفوّق بالضربة القاضية على «الفراعنة»، والسينغاليين بفضل هدف الفرجاني ساسي، وهو أحد «نسورنا» التي غاب عنها «الذّكاء» المعتاد في مثل هذه المواجهات الحديديّة، وسقطت «نسورنا» في الفخّ ليلة أمس الأوّل وسط صدمة المحبين الذين شيّدوا قصورا من الأماني في بلد شعبه منهك، وخسر كلّ شيء بإستثناء القدرة على الحلم الذي قد يدفعه إلى «الإدمان» على «البروموسبور»، وعلى فتح صناديق الفهري بحثا عن الثّروة التي لم تأت بها «الثورة»، والشّعب الذي يركب شقّ كبير منه قوارب الموت لقلب الأوضاع، وهربا من جحيم البطالة التي تدمّر مئات الآلاف من التونسيين دون أن تقتل فيهم حبّهم للمنتخب، والأمل الذي تسلّحنا به، ونحن نقف خلف فريق «كاسبرجاك» الذي فشل في الاختبار الأول في الـ»كان»، وذلك أمام منتخب السّينغال رغم أنّه لم يكن أفضل من زملاء معلول، وذلك على عكس كلّ ما قيل قبل المباراة حول القوّة «الخارقة» لهذا الخصم المدجّج بترسانة من النّجوم يتقدّمهم لاعب «ليفربول» «ساديو ماني». وقد كانت انطلاقة فريقنا الوطني في المستوى المأمول، وزال ولو إلى حين الشكّ الذي تسلّل إلى النّفوس جرّاء التهويل الذي اعتمده البعض أثناء تحليل الامكانات الرّهيبة للسينغاليين بقيادة ابن البلد «أليو سيسي».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا