برعاية

ما بعد المباراة | زيمبابوي الجريئة تعرقل الجزائر البطيئة!

ما بعد المباراة | زيمبابوي الجريئة تعرقل الجزائر البطيئة!

التحليل الفني لمباراة الممثل العربي الأول في أمم أفريقيا 2017 «الجزائر»، والمنتهية بتعادل مفاجيء أمام المنتخب المجهول «زيمبابوي»...

فاجأ المنتخب الزيمبابوي نظيره الجزائري في افتتاح مباريات المجموعة الثانية بنهائيات كأس أمم أفريقيا 2017، وأسقطه في فخ التعادل الإيجابي 2/2، ليقحم فريق المدرب «كاليستو باسوا» نفسه في المنافسة على مقعد مؤهل للدور الإقصائي "ثمن النهائي" من تلك المجموعة التي تضم إلى جانب الجزائر كل من تونس والسنغال.

ولم تَدم البداية الموفقة للمنتخب الجزائري لأكثر من خمس دقائق فبعد تسجيل «رياض محرز» لهدف السبق من تصويبة مقوسة أكثر من رائعة في الدقيقة 11، تمكن اللاعب القصير المكير «ماهاشي» من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 17 من تسديدة زاحفة ذكية.

وسبب المنتخب الزيمبابوي صدمة كبيرة للجزائريين وللجماهير الحاضرة في ملعب «ستاد دي فرينسيفيل» حين حصل مهاجم الفريق «ناياشا موشيكوي» على ركلة جزاء من مختار بلخاطر في الدقيقة 29، نفذها بنجاح على يمين الحارس ريس مبولحي.

واستطاع رفاق مهاجم صن داونز «بيليات» الحفاظ على تقدمهم هذا حتى الدقيقة 82 فقط، ليتلقوا بعدها هدف من نجم ليستر سيتي وأفضل لاعب في أفريقيا 2016 «رياض محرز» الذي سدد من خارج منطقة الجزاء على يسار حارس زيمبابوي المهزوز «موكوروفا».

وفي النقاط التانية نحلل معكم المباراة على هيئة إيجابيات وسلبيات:

1- تعامل زيمبابوي ببرودة أعصاب وهدوء كبيرين مع معظم أحداث المباراة، خصوصًا بعد تلقيهم للهدف الأول من رياض محرز، لو فريق آخر غيرهم ربما لتعرضوا للانهيار النفسي والمعنوي، لكنهم اتحدوا من أجل تسجيل هدف التعديل في أسرع وقت ممكن قبل أن تتضاعف ثقة محاربي الصحراء في أنفسهم.

قبل البطولة بعدة أيام حللت هذه المجموعة مع إحدى القنوات التلفزيونية المصرية، وحذرت خلال اللقاء من نقطة الراحة النفسية واللعب دون ضغوطات التي سيتميز بها المنتخب الزيمبابوي عن سائر فرق هذه المجموعة الصعبة، وهذا ما برهنه الفريق منذ المباراة الأولى.

أسلوب لعب زيمبابوي المرتكز على الهجمات الخاطفة والسريعة والاختراق من العمق بالمهارات الفردية، غير معروف ولم يتسن للجزائر الوقت الكافي لدراسته بسبب ضيق وقت المعسكر الاستعدادي للبطولة مطلع الشهر الجاري.

ولا ننسى بالإضافة لراحة زيمبابوي النفسية وعدم وضوح معالمها بالنسبة للخصوم، فعناصر الفريق يعرفون بعضهم بعض وبينهم ترابط كبير لاحتراف معظمهم في الدوري الجنوب أفريقي وفي كبير أندية زيمبابوي «ديناموز هراري»، كما أنهم استبعدوا بقرار من «فيفا» من تصفيات مونديال 2018 بعد خسارة الاتحاد المحلي لقضية تقاعسه عن تسديد المستحقات المالية للمدرب البرازيلي السابق للفريق عام 2008 «جوزيه كلودين جورجينيني».

2- من أهم إيجابيات المباراة تلك الانطلاقات الذكية والسريعة من الثنائي «ماهاشي وبيليات» من على طرفي الملعب واستغلالهم المستمر لتقدم الظهيرين الجزائريين «ماندي وغولام» إلى الأمام من أجل تقديم الدعم الهجومي لبراهيمي وسوداني في الوسط، ومن هنا أتيحت العديد من الفرص الخطيرة لزيمبابوي.

فعلى سبيل المثال، وفي لعبة الهدف الأول، تمكن اللاعب القصير الموهوب «ماهاشي» من المرور بمهارة فردية وسرعة قياسية، وبعد التمويه صوب بكل قوته كرة أرضية ذهبت على أقصى يسار موبلحي الذي قد يتحمل جزء من المسؤولية، لكن بالإمكان التجاوز طبعًا عن هذه الهفوة بالنظر للفرص الست التي أنقذها بإقتدار.

3- تحرك المدير الفني للمنتخب الجزائري «جورج نيكنز» بإجراء تغييره الأول في الدقيقة 46 بسحب بلخاطر للدفع بربيع مفتاح في منطقة قلب الدفاع، هذا التدخل ضبط كثيرًا من قوة الخط الخلفي للفريق سواء أمام المهاجم السريع بيليات أو المهاجم المخضرم موشيكوي الذي نجح من انهاك بلخاطر بكثرة تحركاته على مدار الشوط الأول، لهذا كان من الضروري تغييره في الشوط الثاني لإضافة المزيد من القوة والسرعة لخط الدفاع في مسألة التغطية العكسية المفقودة.

4- في الشوط الثاني نوع المنتخب الجزائري من أساليبه أو استراتيجيته الهجومية، فبعدما كان يعتمد على الجهة اليمنى بقيادة رياض محرز أغلب الوقت، بدأ يخترق أكثر من العمق ويشكل هجمات من على الطرف الأيسر، وكانت هناك وابل من العرضيات المتقنة والتسديدات البعيدة التي عانى منها الدفاع الزيمبابوي على مدار الـ 45 دقيقة الثانية، عكس الشوط الثاني الذي كان فيه خلل كبير في الجهة اليسرى تحديدًا.

5- أود الإشادة بلاعب نابولي «غولام» كان شعلة نشاط حقيقية على الرواق الأيمن، وإن كان هذا النشاط كلف فريقه هدفًا في البداية والمزيد من الفرص إثر هجمات مرتدة، لكن حيويته ولمسته كان لها تأثير كبير على الشق الهجومي للفريق، حتى أن تنفيذه للكرات الثابته كان دقيقًا للغاية، ومعظم الكرات ذهبت مقوسة وذكية وخادعة لدفاع الخصم، لهذا في عدة مناسبات كدنا نرى أهداف بنيران صديقة لصالح الجزائر!.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا