برعاية

هل ينقذ عالم رياضي تشيلي متعة كأس العالم؟

هل ينقذ عالم رياضي تشيلي متعة كأس العالم؟

رؤية من زاوية خاصة لقرار زيادة عدد منتخبات المونديال ..

حسناً حسناً، جميعكم أصبحتم تعرفون القصة: كأس العالم سيصبح بـ48 منتخب اعتباراً من نسخة 2026. لا داعي إذاً للمقدمات الكلاسيكية وكثر الكلام. لندخل مباشرة في الكلام المفيد.

الخوف الآن يتمحور بالكامل على مدى تأثير زيادة عدد المنتخبات على مستوى المباريات، خصوصاً بعد المستوى المزري ليورو 2016. النظام الذي اقترحته الفيفا هو أسوأ ما في الموضوع: 16 مجموعة من 3 فرق، يتأهل من كل منها فريقان إلى دور الـ32 وبعدها يبدأ دور خروج المغلوب المعتاد. أي أن كل ما يحتاجه منتخب كبوركينا فاسو للتأهل للدور الثاني هو تعادلان، أو بمعنى آخر ألا يخسر. وهنا يكمن "الخطر"، خطر أن تصبح مباريات الدور الأول عباراة عن 90 دقيقة من الحذر الدفاعي في ظل عدم وجود أي دافع لتسجيل أهداف أو حتى الفوز. أي بالمختصر نسخة أسوأ من يورو 2016.

لكن لا داعي لأن تنتقلوا إلى مشجعين لرياضة اخرى، كل ما عليكم فعله هو قراءة التالي ومحاولة إقناع الفيفا بتطبيقه.

الخلاص قد يأتي من عالم رياضي (من الرياضيات وليس الرياضة) تشيلي مولع بكرة القدم. ليوناردو تشارا وضع أول نظام لبطولة حينما كان طالباً في المدرسة، حيث نظم عدد الفرق ومدة المباريات خلال فترة الاستراحة في مدرسته. هذا الطفل كبر وأصبح هدفه تصميم نظم بطولات تشجع على المتعة واللعب الهجومي وأصبح يملك شركة تدعى MatchVisionمختصة بتنظيم البطولات الرياضية وفق النظام الذي اخترعه. سأحاول هنا شرح هذا النظام بإختصار لأنه بالفعل مبتكر وأفضل من نظام الفيفا.

بدايةً فإن نظام تشارا ينسف فكرة المجموعات من أساسها. لذلك يمكنك/ي أخذ بضع ثواني لتحاول/ي تصور بطولة رياضية بدن مجموعات. صعبة؟ أدرك ذلك. لكن إذا استمريت/ي في التفكير بمنطق المجموعات فإنك/ي لن تستفيد/ي شيئاً من إكمال هذا المقال. 

نظام تشارا يبدأ بتقسيم المنتخبات المشاركة إلى عدد من المستويات (3, 4, أو 5) بحسب مستواها أو تصنيفها. وسنفرض هنا أننا سنقسم منتخبات كأس العالم الـ48 إلى 4 مستويات من 12 منتخب. كل منتخب يخوص 4 مباريات (أو 3 أو 5 بحسب عدد المستويات)، كل منها ضد فريق من أحد المستويات الأربعة. أي أن فريق من المستوى الأول (أو المستوى الأقوى) سيخوض مباراة ضد فريق من نفس مستواه، مباراة ضد فريق من المستوى الثاني، مباراة ضد فريق من المستوى الثالث، ومباراة ضد فريق من المستوى الرابع (أو الأضعف). وبعد نهاية جميع المباريات تصنف المننتخبات الـ48 جميعها في جدول واحد يعتمد على العوامل الطبيعية المستخدمة حالياً كعدد النقاط وفارق الأهداف وعدد الأهدف المسجلة وغيرها. 

ومن هنا ننتقل إلى دور خروج المغلوب الذي يمكن أن يضم 16 أو 32 فريق. ولكن بغض النظر عن عدد الفرق في الدور الثاني فإن صاحب المركز الأول يقابل صاحب المركز الأخير، وصاحب المركز الثاني مع صاحب المركز قبل الأخير وهكذا. وتستمر بعدها البطولة بنظام خروج المغلوب المعتاد.

من المؤكد أنكم الآن تتسائلون عن إيجابيات هذا النظام المعقد. والحقيقة هي أن هذه الإيجابيات عديدة. وأهمها:

 1) هذا النظام يشجع كل المنتخبات على لعب كل مبارياتها في الدور بنفس الجدية. فحتى لو ضمن منتخب ما صعوده للدور الثاني فإنه سيملك حافزاً مهماً وهو تحسين ترتيبه العام لأن ذلك سيساعده لتفادي الفرق القوية في الدور الثاني. مما يعني أننا سنودع متلازمة "المباراة الثالثة" التي تخوضها المنتخبات المتأهلة سلفاً بفرق احتياطية.

2) بنفس المنطق السابق، فإن جميع الفرق ستملك حافز لتسجيل أكبر عدد من الأهداف (خصوصاً في حال منح عدد الأهداف المسجلة أهمية أكبر من فارق الأهداف) لتحسين ترتيبها. أي أن جميع المباريات ستبقى حماسية حتى النهاية. 

3) هذا النظام يلغي فكرة التلاعب بالنتائج خلال المباراة الأخيرة من دور المجموعات (كما حصل في مباراة النمسا والمانيا عام 1982 أو مباراة السويد والدنمارك في يورو 2004) لأنه لا يمكن لأي منتخب التفريط بنقاط لأنه سيخسر مركزه في الترتيب العام.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا