برعاية

الكبار في مهب الريح

الكبار في مهب الريح

بالأمس الاتحاد واليوم الشباب أما في المستقبل المنظور فالخوف أن يتحول "دوري جميل" إلى ما يشبه دوري المناطق بسبة قضايا تصغر وتكبر مع الوقت وتسجل في نهايتها بعد الكارثة ضد مجهول.

لم نستفد من الاحتراف كنظام، حاولنا كثيرا وكررنا ذات المحاولة، والنتيجة هدر للمال وعشوائية في التخطيط وقضايا شائكة أرغمت "الفيفا" كي يسلط المجهر ويبدأ بعينه الحمراء بحسم النقاط والتحذير، بل ويهدد بعقوبات مغلظة ربما تهوي ببعض كبار الكرة لدينا إن لم يكن جميعهم إلى نفق الضياع.

محترف قيمته الفعلية لا تتخطى حاجز الألوف، نراه في نهج بعض رؤساء الأندية السابقين واللاحقين بملايين من الدولارات، هكذا لمجرد أنهم باحثون عن الأضواء، هائمون في الفلاشات، يقرون ما لا يفعلون وحين يتركوا الكراسي الوثيرة لا يكترثون لا بعقاب ولا بحساب فهم يسيرون على خطى من سبقوهم.

كم من القضايا لاتزال محل النظر في محكمة التحكيم الدولية (CAS)؟

نسأل عن الكم مثلما نسأل عن الكيف الذي تاه في زحمة التسابق صوب صفقات السماسرة وأرقامها، فالأندية ومن يحملون لواء المسؤولية في أركانها تتحمل تبعات ما وصلت إليه في الكثير من الإشكالات مع لاعبين أجانب ومدربين، ولن أقول المحليين منهم على اعتبار أن هذه حالة خاصة فلو أن اللاعب السعودي كرر شكواه على غرار هؤلاء الأجانب لأصبحت كل الأندية في مأزق الهبوط والإيقاف وتجميد النشاط الرياضي برمته.

الاحتراف ليس مالًا يصرف، الاحتراف الحقيقي وعي وإدراك وفكر ينظم سير العلاقة المتبادلة بين النادي وعناصر اللعبة فيه من لاعب وإداري وطبيب ومدرب وإذا لم نتدارك هذا الوضع المائل في مرحلة اليوم والغد فالخوف أن يتواصل هذا المسلسل الممل ونصبح عندها أضحوكة لكل من حولنا.

والأمل في الغرفة الخاصة اعتمدها الاتحاد السعودي الجديد لمتابعة القضايا لدى "الفيفا" وحين نتأمل في فاعلية هذه الغرفة فذلك لقناعتنا بأن ياسر المسحل كفاءة إدارية ورياضية رائعة وقادرة على أن تسهم في تعديل الوضع وتحسن طبيعته لكن ذلك لن يتم من خلال ياسر بمفرده بل من خلال تعاون الأندية وتعديل ثقافتها الاحترافية في إبرام الصفقات ونثر الملايين بعبث ودونما حساب.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا