«الشروق» تتقصى أبعاد أزمة الـ«سي آس آس» ... لماذا العبث بسمعة الفريق ؟

«الشروق» تتقصى أبعاد أزمة الـ«سي آس آس» ... لماذا العبث بسمعة الفريق ؟

منذ 7 سنوات

«الشروق» تتقصى أبعاد أزمة الـ«سي آس آس» ... لماذا العبث بسمعة الفريق ؟

هل كتب على النادي الصفاقسي ان تاخذه الخلافات بين كباره الى مهاوي «التسول» ولو كان من احبائه ؟ وهل بالفعل يعيش الفريق وضعية مالية كارثية حتمت على الهيئة ان تلتجئ في هذا الظرف الصعب الذي يمر به كل التونسيين جراء تآكل قدراتهم الشرائية الى احبائها لتجمع منهم مبلغا قالت هيئة الفريق انه وصل الى مائة الف دينار وهو في كل الاحوال مبلغ يشكر عليه الاحباء لان «الجود بالموجود» هو اكبر الكرم ؟ والسؤال الاهم لماذا في كل الاحوال ينشر غسيل الفريق خارج اسواره عكس عديد الفرق او كلها في تونس التي تعاني من ضائقات مالية اعمق واعقد من ضائقة السي اس اس؟ ولماذا في عديد المواسم نرى دموعا تنهمر من عيون بعض المسؤولين وبعض قدامى اللاعبين عبلى الوضع الذي وصل اليه السي اس اس واغلبها لا تخرج عن اطار مسرحيات رديئة الاخراج؟ ولماذا التاكيد على ان الهيئة الحالية اضطرت الى تقديم التماس للجنة النزاعات التابعة للفيفا لتأجيل تنفيذ قرار منعها من الانتدابات لان هذا الامر معمول به محليا وعالميا ولا يعني ان الفريق على مشارف الهاوية؟

يمر النادي الصفاقسي هذه الايام بضائقة مالية جراء شكاوى رفعها بعض لاعبيه ومدرب سابق لتاخر نيلهم مستحقاتهم المالية ولعب هواة المبالغة في الارقام كيفما شاؤوا ليحولوها الى مليارات مستوجبة الدفع والا فان مصير الفريق قاتم في حين ان المسالة ليست بهذا السوء والمبالغ ليست فوق طاقة تحمل الجمعية لان الخمس مليارات التي قيل بان الفريق ملزم بدفعها هي في حقيقة الامر متوفرة ان ليس بالفعل فبالقوة كما يقول الفيلسوف الالماني هيغل لان خزينة السي اس اس ستصلها اموال خلال هذا الشهر يمكنها ان تغطي كل تلك الديون وهي ما بقي من عائدات التفريط في بعض اللاعبين و نصيب الفريق من انتقال لاعبين من اندية الى اخرى اضافة الى مبالغ من اتصالات تونس تنفيذا لعقد سابق بين الطرفين. ان الحديث عن ضخامة ديون السي اس اس وعجز الهيئة عن دفعها بما قد يعرض الفريق الى عقوبات من الفيفا مبالغ فيه لان تلك الديون تم التخفيض فيها قبل ان يسلم عبد الناظر عهدته الى خماخم وتم الاتفاق مع عديد اللاعبين على حل الاشكال معهم وديا بالتخفيض في مستحقاتهم التي ستصبح في حدود مليارين فقط واذا اضفنا اليها ما سيصل الفريق من عائدات مالية سواء من التفريط في لاعبين او من اتصالات تونس التي كان على الهيئة ان تتسلم منها مبلغ نصف مليار منذ غرة ديسمبر الفارط حسب ما ينص العقد المبرم بين الطرفين فان الازمة مفتعلة وحلها ليس بالعسير الا اذا كان في الامر سوء نية وسعي الى اظهار الفريق بمظهر العاجز عن الايفاء بتعهداته وهذا ما سيضر بسمعة الفريق وليس شيئا اخر.

كما ان هذه «الازمة» المالية ان صحت تسميتها كذلك او هي ارتقت الى حجم الازمة يمكن حلها بلم الشمل وليس برمي التهم جزافا والتوجه الى القضاء في سابقة خطيرة لم تحدث حتى في فريق من الاقسام السفلى فما بالنا بفريق في حجم السي اس اس وفي مدينة في حجم صفاقس التي هي العاصمة الاقتصادية للبلاد التي لا يمكن ان تعجز على اسعاف فريقها الاول وصانع امجادها ومسعد سكانها ببعض المليارات لو ان العلاقات كانت على احسن ما يرام ولم تنخرها تصفية الحسابات التي وصلت الى حد التجني كان نقول ان اموالا من صفقة احد اللاعبين تم التلاعب بها لانه ان كان الامر صحيحا وتوفرت للهيئة وثيقة بمثل هذه الخطورة فلماذا لم تقدمها الى القضاء التونسي عوض الفرنسي لان كل اطراف القضية في تونس فلماذا نترك محاكم بلادنا ونذهب الى فرنسا؟

الخبر من المصدر