برعاية

المنتخب الوطني .. «انقلاب» في «تكتيك» كاسبرجاك ولا خوف من كابوس الإصابات

المنتخب الوطني  .. «انقلاب» في «تكتيك» كاسبرجاك ولا خوف من كابوس الإصابات

عاد المنتخب الوطني أمس إلى تونس قادما من مصر بعد هزيمة وديّة خفيفة أمام «الفراعنة» الذين استفادوا من أخطائنا الدفاعية، وخطفوا هدف الفوز في اللّحظات الأخيرة.

وكان فريقنا الوطني يمنّي النّفس بقهر مصر في عقر دارها، وأمام جمهورها، أو على الأقل فرض التعادل على الأشقاء في سبيل المحافظة على ارتفاع المعنويات قبل ساعات من شدّ الرحال إلى الملاعب الغابونيّة بمناسبة الـ»كان» التي سنواجه فيها السينغال، والجزائر، والزمبابوي أيام 15، و19، و23 جانفي. ولم يوفّق منتخبنا في تحقيق نتيجة ايجابية في هذه المواجهة الودية، لكنّه نجح في تقديم مردود مقنع رغم الهزيمة، وتواصل المعاناة في الدّفاع.

دافع هنري كاسبرجاك بشراسة على توجهاته الفنية، وقدّم جملة من الحجج المنطقية، وعرض عدّة معطيات احصائية ليثبت أنّه لا خيار للـ»نسور» إلا المراهنة على ثلاثة مدافعين محوريين مع منح الحرية للظهيرين علي معلول، وحمدي النقاز لمعاضدة الهجوم. ويبدو أن المدرب أدرك أنه يلعب بالنار، وأن خطته «المفضّلة» قد تعود علينا بالوبال خاصة بعد أن تكرّرت الأخطاء الدفاعية، وظهرت المساحات الشاغرة في منطقتنا الخلفيّة. ويحسب للإطار الفني للمنتخب بقيادة كاسبرجاك، وحاتم الميساوي انفتاحهما على الرأي المخالف، واعترافهما بحجم المعاناة التي عاشها المنتخب عند الإعتماد على ثلاثة مدافعين محوريين. وقد جاءت مواجهة الأوغنديين في المنزه لتؤكد للجميع أن «كاسبرجاك» قرّر تغيير «التكتيك» بحثا عن صلابة أكبر في الدفاع مع المحافظة على الدور البارز للظهيرين في الهجوم. وراهن «هنري» في الحوار الودي أمام أوغندا على الثنائي صيام بن يوسف، ومحمد علي اليعقوبي. وجدّد ثقته في العنصرين المذكورين في مباراة أمس الأول في مصر. وقد عرّج المدرب المساعد حاتم المسياوي على هذا الموضوع، وقال بالحرف إن فريقنا عانى الأمرين أمام ليبيا، وكاتالونيا والباسك نتيجة الإعتماد على ثلاثة لاعبين في المحور. وقال إن هذا التوجّه تسبّب في متاعب دفاعية كبيرة علاوة على المعاناة التي عرفها لاعبو الوسط (خاصة على مستوى التغطية). وكان لزاما على الإطار الفني للـ»نسور» أن يتخلى عن هذه «الفلسفة»، ويقوم بتعديل الأوتار بطريقة تحقّق التوازن المنشود، وهو ما وفّق فيه الفريق في لقاء مصر، حيث كان الأداء العام للمنتخب التونسي مقبولا دفاعا، وهجوما بل أن أبناء «كاسبرجاك» قدّموا مردودا ممتازا في المنطقة الأمامية، وكان بوسعهم الفوز على مصر لو لم تفتقر الهجومات التونسية إلى الدقّة اللاّزمة.

أجرى المنتخب أربع وديات استعدادا للنهائيات الافريقيّة. وكان فريقنا قد واجه كاتالونيا، والباسك على أرض إسبانيا. وذلك قبل ملاقاة أوغندا في المنزه، ومنتخب «الفراعنة» في مصر. وقد كانت الحصيلة هزيلة في الدفاع، حيث تلقت شباكنا سبعة أهداف كاملة: أي بمعدّل هدف فاصل 75 في اللّقاء الواحد. ومن المؤكد أن المدافعين أمام حتميّة مراجعة أنفسهم، والاستفاقة من سباتهم لأنّ مثل هذه الأخطاء الكارثيّة قد تجعلنا ندفع فاتورة غالية في الكأس الافريقية التي من المفترض أن تكون أفضل اختبار للـ»نّسور» في عام تطارد فيه تونس بطاقة العبور إلى المونديال.

أثار كابوس الإصابات الرعب في صفوف الـ»نسور» قبل أيام قليلة من انطلاق العرس الافريقي الكبير. وكان المنتخب قد خسر مجهودات أيمن عبد النور، ومحمد أمين بن عمر قبل أن يتعرّض حمزة لحمر، وطه ياسين الخنيسي إلى إصابتين خفيفتين. وتضاعفت المخاوف بعهد أن تعرّض وهبي الخزري إلى إصابة منذ الدقائق الأولى لمباراة مصر. وكنّا أمس قد أشرنا إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأن إصابة الخزري لا تشكل خطورة كبيرة على محترف ساندرلاند، ومن الصّعب أن تحرمه هذه الإصابة من خوض الـ»كان»، وقد جاء التأكيد من طبيب المنتخب سهيل الشّملي الذي قال إنّه لا خوف على الخزري، وأشار إلى أنّ وضع الخنيسي في استقرار مؤكدا أنه سيكون جاهزا إن شاء الله للمشاركة في المباراة الأولى أمام السينغال يوم 15 جانفي الجاري. كما تسير عملية تأهيل عبد النور، وبن عمر بشكل جيّد ليكونا تحت تصرف المدرب مع بداية الكأس الافريقيّة. ومن جهته، تخلّص لحمر من أوجاعه بسرعة قياسيّة، وظهر أمس الأوّل في تشكيلة المنتخب أثناء مواجهة مصر.

يجري المنتخب اليوم آخر حصّة تدريبيّة قبل السّفر إلى الغابون. ومن المنتظر أن تدور تمارين الـ»نّسور» في قمرت بداية من الخامسة بعد الزوال.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا