برعاية

ما بعد المباراة | عن فياريال الذي لا يتغير، ومشكلة برشلونة التاريخية وأشياء أخرى

ما بعد المباراة | عن فياريال الذي لا يتغير، ومشكلة برشلونة التاريخية وأشياء أخرى

تحليل تعادل الغواصات الصفراء مع ضيفها الكتلوني بهدف في كل شبكة...

لم يستطع ميسي بركلته الحرة الرائعة سوى إنقاذ نقطة واحدة من براثن غواصات فياريال التي أطلقت بدورها طوربيدًا كان كافيًا ليمنحها تقدمًا دام طوال أحداث الشوط الثاني ليتقاسم الفريقان نقاط المباراة.

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء الذي واصل فيه البرسا نزيف النقاط...

فياريال | ثنائية الوسط، وسانسوني النحلة

■ كعادته يقدم فياريال عروضًا قوية في المباريات التي تستلزم من الفريق شخصية كبيرة .. شخصية الفريق كانت حاضرة فهو يلعب بدون مركّبات نقص ويلعب كند بشكل دائم .. الجميع يتذكر كيف لعبت الغواصات أمام ريال مدريد في سانتياجو بيرنابيو واليوم قدما عرضًا مميزًا آخر لكنهم كذلك لم يحالفهم الحظ من جديد في الخروج فائزين.

فياريال لا يتغير بتغير المنافس .. 4/4/2 صريحة لا تحتمل التأويل، لكن هناك بعض التفاصيل البسيطة التي تغيرت بتغير المنافس.

■ لأن برشلونة يمتلك نيمار في الجانب الأيسر بينما ميسي في الجانب الأيمن هو أقرب للاعب في العمق، ولأن سيرجي روبيرتو أصبح بلا هوية حتى في مركز الظهير الأيمن، فإن فران اسكريبا عمد إلى تثبيت الظهير الأيمن لفياريال ماريو جاسبار في الخلف وكذلك إلى تفكير جوناثان دوس سانتوس قبل التقدم وذلك لعدم منح نيمار الفرصة أبدًا ليكون في مواجهة مباشرة مع قلوب الدفاع.

ولتعويض قلة الكثافة من الجانب الأيمن فإن الجبهة اليسرى تعمل بشكل أقوى من المعتاد، فتقدم الجناح الأيسر روبيرتو سوريانو مستمر بينما الظهير الأيسر خاومي كوستا لديه أريحية في التقدم بشكل كبير من تلك الجبهة بل واستغلال ضعف سيرجي روبيرتو في الكرات التي تُلعب خلف ظهره.

لذلك كان برونو سوريانو أكثر ميلًا للجانب الأيسر لتغطية الرجوع المتأخر نسبيًا لبرونو سوريانو وقد كان حسن الحظ كذلك في تباطؤ ميسي في أكثر من هجمة مرتدة وعدم قيامه باستغلال تلك المساحة وتفكيره المستمر في الجانب الأيسر من الملعب.

■  أما على سيرة برونو فإنه لا يمكن ذكر اسمه دون ذكر اسم مانو تريجيروس .. كلا اللاعبين يكملان بعضهما بشكل مثير للإعجاب، وهما قادران تمامًا على أن يقومان بكل شيء مطلوب منهما بل وتعويض فياريال تمامًا عن عدم وجود صانع ألعاب رقم 10 في الملعب.

كلا اللاعبين يعلمان متى عليهما أن يتراجعا ومتى يجدر بهما التقدم للأمام، وكذلك توزيع الأدوار بينهما واضح فصحيح أن تريجيروس هو الأقرب على الورق لمرمى الخصم، لكن عندما تأخذ برونو الجلالة ويفكر في لعب دور الموزّع الأمامي وليس الخلفي فإن تريجيروس يتحرك تلقائيًا لمكان أقرب لمرماه.

على ذكر الموزع الخلفي فإن برونو سوريانو من أفضل لاعبي العالم في مسألة توزيع اللعب من أقرب مركز في خط الوسط لمرماه .. ريجيستا حقيقي موجود في الملاعب الإسبانية.

الأجمل -الأجمل للغواصات بالطبع ومن ساندهم اليوم- هو العمل الدفاعي الذي يمارسه هذان اللاعبان سواء بقطع الكرات أو حتى بإغلاق الزاوية لمنع اللاعب من التفكير في التمرير أو حتى بالركض الذكي تجاه المساحات الخالية، ناهيك عن التضييق الواضح بينهما وبين قلبي الدفاع لمنع أي لعب بين الخطوط.

■  رغم ذلك إلا أن الخطورة كانت موجودة على مرمى فياريال ففي النهاية هم يلاعبون برشلونة .. هنا أتى دور قلبي الدفاع اللذين أظهرا لماذا يمثلان أقوى دفاع في الليجا هذا الموسم حتى الآن وذلك بالكثير من التدخلات الجريئة لقطع الكم الهائل من الكرات العرضية الأرضية التي أرسلها لاعبو برشلونة خصوصًا نيمار .. مذهل التطور الكبير في مستوى فيكتور رويز منذ رحيله عن فالنسيا إلى فياريال بينما ماتيو موساتشيو رائع بما يكفي منذ زمنٍ طويل.

■  اليوم كان نيكولا سانسوني اللاعب الأخطر في صفوف فريقه .. سانسوني قادر تمامًا على شيء لا يفعله كثيرون وهو الانطلاق بسرعة لكن بدون منح الكرة فرصة لتبتعد كثيرًا عن قدميه.

هذه النوعية من اللاعبين تصير خطيرة جدًا في الهجمات المرتدة فهو يجعل المدافع قلقًا من التدخل الذي سيكلفه إنذارًا بدون تأكيد كما يتسبب أصلًا في معاناة المنافس للحاق به بينما تصير المواجهة رجلًا لرجل مشكلة كبيرة وقد تغلب في اثنين منها على الأقل على ماسكيرانو وحده.

سانسوني كان النحلة التي لا تعرف مكانها في الخط الأمامي للملعب واعتمد على انشغال لاعبي برشلونة أحيانًا بأليكساندر باتو ليتلقى هو بينية الهدف والتي كانت تسديدته فيها محكمة بما فيه الكفاية لتتغلب على تير شتيجن عديم التوقع وقليل الحيلة.

■ مشكلة فياريال الكبيرة اليوم هي مشكلته بشكل عام كفريق وهي التراجع الكبير في مستواه في النصف الثاني من الشوط الثاني .. إما يرجع هذا لنقص في اللياقة أو لخوف الفريق من فقدان التقدم، لذلك لاحظنا في كثير من المباريات الكبيرة بالذات أنه إن لم يحسمها الغواصات بفارق هدفين فإنه يتلقى هدف التعادل .. صحيح أن هدف اليوم كان من لمحة رائعة من ميسي لكن المقدمات كانت واضحة بزيادة الثغرات في صفوف الفريق وتراجعهم بشكل مبالغ فيه عن بداية المباراة.

برشلونة | مشكلة تاريخية للبرسا، والخلاصة في سيرجي روبيرتو

■ دعونا نبدأ من لقطة الهدف والتي تلخص جزء لا يمكن تجاهله من مشاكل برشلونة رغم أنه ليس كل الحكاية .. الكرة تُقطع وهذا أمر وارد في عالم كرة القدم، لكن لا يبدو وأن هناك زيادة عددية من جانب الفريق المنافس، وكذلك لا يتسلم المهاجم الكرة ووجهه للمرمى، بل يتسلمها وظهره للمرمى، ولسببٍ ما يقرر جيرارد بيكي ألا يضغط عليه ويتراجع للخلف رغم أنها كانت لحظة مناسبة للضغط لعدم وجود مساندة كبيرة.

فجأة تتحول هجمة غير واعدة إلى هجمة واعدة بشكل كبير وذلك لافتقاد برشلونة لميزة قطع الكرات منذ فترة طويلة ثم يزداد الأمر سوءً لأن ماسكيرانو لم يعد ذلك الشخص الذي كان أفضل لاعب في توقع التمريرات البينية ثم ينتهي الأمر بوجود حارسٍ لا يبدو وأنه في نفس مستوى أحد عمالقة الكرة في العالم .. حارس قد يظهر بشكل مذهل في بعض المباريات لكن في الباقي لا يصد إلا ما هو متوقع أن يتصدى له.

والحقيقة أن برشلونة تاريخيًا منذ رحيل أندوني زوبيزاريتا يعاني في هذا المركز .. حتى عندما تحول فيكتور فالديس لشخصٍ آخر وبات حارسًا عالميًا رحل عن الفريق وكذلك رحل كلاوديو برافو وهو يقدم مستوى عظيم .. ما يقارب الـ20 عامًا مرّوا على برشلونة في أفضل فترات تاريخه لم نشاهد فيهم حراسة مرمى عظيمة سوى في 4-5 مواسم بحد أقصى وهو أمر غريب حقًا على فريق يتمتع بميزانية ضخمة واسم أضخم يسمح له بجلب حراس أفضل من ذلك .. ودائمًا ما أفرق حديثي بجملة لا بديل عنها لبعض القراء العرب وهي أن هذا لا يعني أن تير شتيجن حارس سيء بل هو جيد .. وجيد فقط .. لن يكون ممتازًا أو على الأقل لم أراه ممتازًا لفترة طويلة أبدًا وربما يتبدّل الحال بعد ذلك.

لكن هل يصبر برشلونة؟ أو بالأحرى هل يمتلك البرسا القوة اللازمة التي تتيح له تحمل مستوى حراسة جيد فقط؟ في السابق كان برشلونة قوي بما يكفي ليتحمل حارس كارثي حتى وليس فقط جيدًا، لكنه بالتأكيد لا يمكن له هذا الأمر في هذه الآونة.

■  لنعد لبداية المباراة .. برشلونة دخل اللقاء بشكل جيد .. سيطرة على اللعب وصناعة للخطورة بفضل تمريرات ماكرة ذكية من ليونيل ميسي. لكن بعد 20 دقيقة توقف ليو عن التحرك بنفس التميز الذي كان عليه. لاحظت وأن ميسي غير قادر على الانضمام للأحداث .. كلنا يعلم تلك اللعبة الشهيرة التي يرسل فيها إنيستا أو ميسي بنفسه الكرة إلى نيمار فينطلق بها البرازيلي قبل أن يعيدها إلى ميسي داخل منطقة الجزاء أو على حدودها فيقابلها الساحر الأرجنتيني بيسراه في المرمى. ولتتذكر ما أتحدث عنه راجع هدفه ضد ريال سوسييداد أو هدف برشلونة الأول ضد إشبيلية وقس على ذلك الكثير.

تلك اللعبة كانت دائمًا ما تستدعي حضور بدني واضح من ميسي ليسبق الجميع ويستغل تركيزهم على الكرة. اليوم لم يستطع ميسي أن يفعلها في أكثر من لقطة شاهدتها بنفسي. كذلك كانت الانطلاقات قليلة جدًا وأغلبها يتكسر أمام برونو سوريانو بالذات في تلك الفترة ليلجأ إلى التمريرات لكنها لم تكن ذات دقة.

الغريب أنه في الشوط الثاني وتحديدًا في النصف الثاني من الشوط استعاد ميسي عافيته بشكل كبير وبات خطيرًا جدًا وكاد في أكثر من لقطة أن يصنع أو يسجل هدفًا، فماذا كان يحدث في الشوط الأول؟ هل كان توفيرًا للمجهود أم ماذا؟ لا أعلم بالضبط لكن هذا ما حدث وهذا ما كان قرينًا بصعود وانخفاض مستوى برشلونة في المباراة وكأن البرسا بات دون خطورة كبيرة دون نجمه.

■ وصلت إلى قناعة أنه لا يبدو وأن برشلونة سيحل معضلة خط الوسط هذا الموسم .. الأمر واضح .. لا أحد قادر على اللعب بكفاءة مع إنيستا وبوسكيتس من بين أندريه جوميش ودينيس سواريز فيما يبدو وضع إيفان راكيتيتش غامضًا، فهو يغيب عن مباريات مهمة بشكل مريب.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا